إِذا ما نَسيم الريح مِن نَحوِكُم أَسْرا | |
|
| أَطارَ شَرار النار مِن كَبدي الحَرّا |
|
أَتَت مِن رِياض النير بين عَشية | |
|
| وَقَد حَمَلَت مِن عُطر أَرجائِها نَشَرا |
|
تَكاد تُعاطيني سَلافة خَمرِها | |
|
| وَيَقطر مِن أِذيالِها ماؤُها قَطرا |
|
|
| وَأَبعث رُسل الدَمع في أَثرها تترا |
|
وَبَرقٌ سَرى وَاللَيل قَد رَقَّ بَردُهُ | |
|
| فَأَسرى بِقَلبي نَحوَكثم وَنَفى الصَبرا |
|
كانّ مبادي الصُبح ذَيل غِلالُهُ | |
|
| قَد اِنغَمَسَت في أَدمُعي فَبَدَت حمرا |
|
أَكلُّ نَسيم مَرَّ بي يَستَفرني | |
|
| وَكُلُ وَميض لاحَ لي جدد الذِكرى |
|
وَيَوم النَوى لا كانَ إِذ فَتَكَت بِنا | |
|
| وَأَظهَرَ فينا الحُب آيتهُ الكُبرى |
|
أَقول لِنَفسي حينَ عافَت حَياتها | |
|
| أَلا فَردي هَذا الحَمام لَكَ البُشرى |
|
فَقَد طالَما قَد كُنت تَستَعجلينهُ | |
|
| إِذا ما تَجافوا عَنكَ أَو أَظهَروا هَجرا |
|
لَعَلَ الرَدى يَشفيكَ مِن لاعِجِ الأَسى | |
|
| فَإِن الرَدى بِالصَب بَعد النَوى أَحرى |
|
وَيا قَلب ما هَذا اللَهيب أَكلما | |
|
| نَضجت عَلَيك الماء صَيرَتهُ جَمرا |
|
وَهَل تَنطَفي نار الغَرام وَكُلما | |
|
| خبت بِدُموعي أَوقدَتها يَد الذِكرى |
|
يا صاحِبي بِاللَهِ غَيب بِذكرهم | |
|
| وَجُوديَ عَني فَهُوَ ما زالَ لي سَكرا |
|
عَسى يَنقضَي عَصر الفُراق بِحالَةٍ | |
|
| سِواءٌ حَلا عِندي بِها العَيش أَو مَرّا |
|
وَإِن مُت فَادفني بِعَيشك صاحِبي | |
|
| مَع الغربا وَاِكتُب عَلى شِدَتي سَطرا |
|
أَلا رحم الرَحمن حَرّاً قَضى أَسىً | |
|
| وَلَم يَسلُ عَن أَلف وَلَم يَرتَكب غَدرا |
|