سَقى الوَدق ما بَينَ الرِياض لَنا صرحا | |
|
| سَفحت دُموعي في مَعالمه سَفحا |
|
وَمِنيَ ما أَبقى فِراق قطينهِ | |
|
| سِوى الكَبد الحَراءِ وَالمُقلة الجَرحا |
|
وَعَهدي بِهِ وَالعَيش تُندي ظِلالَهُ | |
|
| وَتَنفح ني رَيّا حَدائِقُهُ نَفحا |
|
يُطارِحني ذكر الهَوى فيهِ شادِنٌ | |
|
| بِكُل حَشىً عيداهُ قَد تُرِكَت جَرحا |
|
يَميل عَلى النَدمان عَجَباً كَأَنَّهُ | |
|
| أَراكة وادي الشَعب أَو يانة البَطحا |
|
وَيُرسل مِن ظَلماءِ طرتِهِ الدُجى | |
|
| وَيَطلع مِن لَألاءِ غُرَتهِ الصُبحا |
|
تَهبُّ عَلى الواشين نَسمة وَدّه | |
|
| وَتَضرب عَني كُلَّما خَطرت صَفحا |
|
أُراعُ وَلَم أُذنب وَأَجفا وَلَم أَخُن | |
|
| وَأَطلُب مِن قَبل المُحاربة الصُلحا |
|
فَما تَرك الأَيّام مثل مُوَدِعي | |
|
| بَخيلاً وَلا مثل الأَعزَ بِها سَمحا |
|
مُحَمَد النَدب الَّذي لَو فَدينهُ | |
|
| بِروحِيَ مِن دون الأَنام فَما الحا |
|
بَليغ أَرانا اللَهُ كُل فَضيلة | |
|
| تَجمَع فيهِ وَالهِداية وَالنُصحا |
|
وَقَد بَلغ الفُرس الثُرَيا وَفاخَرت | |
|
| بِهِ العَرب العَرباءُ وَاللغة الفُصحا |
|
تُناط بِهِ الآمال وَالخَطب فَاغر | |
|
| وَيَستَمطر الجَدوى إِذا الغَيث ما سَحا |
|
تَبيت عُيون المَجد فيهِ قَريرَةٌ | |
|
| وَيُصبح وَجه العز مُبتَهِجاً نَجحا |
|
وَلَولاهُ ما جادَت يشعر فريحَتي | |
|
| وَلا نظمت مِن درما اقترحت مَدحا |
|
فَإِن اِمتِداحي غَير مَن هُوَ أَهلَهُ | |
|
| حَيائِيَ مِن أَعضاي انزحها نَزحا |
|
أَخا المَجد عُذراً فَالليالي خؤونَةٌ | |
|
| تُبدل في عَيني مَحاسنها قُبحا |
|
أَبادَت بَقايا الصَبر مني صَئولةٌ | |
|
| فَما صَحبت سَيفاً وَلا اِعتَقَلت رُمحا |
|
أَبيت وَلا أَلفٌ انثُّ شَكيتي | |
|
| لَدَيهِ سِوى وَرَقاً تُجاوبني صَدحا |
|
أَقطر مِن جفنيَّ روحيَ أَدمُعاً | |
|
| وَأَطوي عَلى جَمر أَصعدهُ كَشحا |
|
فَدُم مُؤلاً أَرجوك في كُل حادث | |
|
| فَإِن ظلاماتي بِغَيرك لا تَمحا |
|