أَلَذُّ سرورِ المرء ما لم يكن وعدا | |
|
| كما أسْعَدَتْ بالوصل بعد الجفا سُعْدَى |
|
تبدّت بمجموعٍ من الحسن فاتنٍ | |
|
| على أنّه في جمعه لم يزل فردا |
|
أَلَمْ تَرَ وَجْهاً ما حوى من طلاسمٍ | |
|
| لحيرة ألباب الورى عُقِدَت عقدا |
|
فمن صورةٍ لَوْ نَالها البَدْرُ في الدّجى | |
|
| أو الشّمسُ ما آنستَ من أحَدٍ رشدا |
|
ومن وجنةٍ أبدى الحَيَا طيبَ رَشْحِها | |
|
| كأنّ من الخَدَّيْنِ تستقطرُ الوردا |
|
ومن مقلةٍ تروي أحاديثَ بابلٍ | |
|
| على أنّ في أجفانها صارماً هِنْدا |
|
ومن حاجب هو الهلال وإنّما | |
|
| إليه سرى غُنْجٌ من الجفن فاسْوَدَّا |
|
ومن مبسمٍ واحرَّ قلبيَ دُرّة | |
|
| حواها وإن كانت لنائلِها وِرْدَا |
|
|
| وثغر يغار الدُّرُّ من حسنه نَضْدا |
|
وطيب حديث كلّما نَطَقَتْ به | |
|
| فما هو إلاّ الدرُّ في جيدها عِقدا |
|
وريق يهبّ المسك منه كأنّه | |
|
| رحيقٌ حباه اللّه مَنْ سكن الخُلْدَا |
|
وجيدُ غزالٍ تحته خَيْزُرَانَةٌ | |
|
| تقُدُّ النُّهى قدّاً لِذَاكَ سَمَتْ قَدّا |
|
أتتني بذاك الحسنِ كَمْلاً تقول لي | |
|
| إليك أبي هذي المحاسن قد تُهْدَى |
|
فقلت أَبَعْدَ الشَّيب أَهْوَى وقد مضى | |
|
| لنا من لذيذ العيش مُورِقُهُ الأندى |
|
إذِ الأنس ممزوج الكؤوسِ بِكل ما | |
|
| أساء الهوى والدّهر مُمْتَثِلٌ عَبْدَا |
|
نَجُرُّ ثياب الأمن فوق مَجَرَّةٍ | |
|
| ونرتشف الأوطار من عصرنا شَهدَا |
|
فأمّا وقد طار الشّباب ولم يَدَعْ | |
|
| لَدَى وَكْرِهِ إِلاّ أسىً يلتظي وَقْدَا |
|
فكيف وِصالُ الغانياتِ ودُونَهُ | |
|
| نِصالُ الشّباب أَرْهَفَتْ للّقا حدَّا |
|
فقلت ألَمْ تعلم بأنّي لَقِيتُ مَنْ | |
|
| تُساق الأماني للذي مقرع وجدا |
|
فقالت أَعَبْدُ اللّه ذاك الذي سَمَا | |
|
| فلا تَفْتح الأبصارَ في غَيْرِه زُهدا |
|
فقلت نعم هو الذي أتعب العدا | |
|
| لغضّ مزاياه فلم يبلغوا قصدا |
|