عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > اليمن > عبد الله البردوني > صراع الأشباح

اليمن

مشاهدة
1337

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صراع الأشباح

وحدي ومقبرة جواري
و الوهم والأشباح داري
والأفق بشرق بالدجى
و يلوك حشرجة الدراري
والريح تزحف كالجنائز
في حشود من غبار
والنجم محمرّ الشعا
ع كأنّه أحلام ثار
وكأنّ عينيه تشهّي
جاره وحنين جار
وأنا أتيه ... كنجمة
حيرى، تفتّش عن مدار
وكأنّني طيف الفرزدق
يجتدي ذكرى نوار
وأرود منزل غادة
كالصيف عاطرة المزار
وكأنّني أمشي على حرقي º
و أشلاء اصطباري
ودنوت منها فانتشت
شفتاي º واخضرّ افتراري
ورنت إليّ فتمتمت
ودنت º وغابت: في التّواري
وأردت عذرا فانطوى
في خاطري الخجل اعتذاري
وهمست: أين فمي؟
و ناري في دمي تقتات ناري
ورجعت أحمل في الحشا
حرقا ... كحيّات القفار
وأحاور الحسناء في صمتي
فيدنيها حواري
فأظنّها حولي رحيقا
في كؤوس من نضار
تبدو وتخفى كالطيوف
و تستقرّ بلا قرار
وتكاد تقلع ثوبها
حينا وترمي بالخمار
وأكاد أحضن ظلّلها
جسدا من الرّغبات عاري
وطفقت أزرع من رما
ل الوهم كرما في الصحاري
فدوت حيالي ضجّة
غضبى كدمدمة انفجار
وسعت إليّ غابة
تومي بأشداق الضواري
وعصابة برّاقة الألوان
دامية الشّفار
تمشي فيحترق الحصا
و الريح تقذف بالشرار
وأحاطها ومض البروق
فسجّلت أخزى اندحار
***
واللّيل يبتلع السّنى
و الخوف يرتجل الطواري
فتصارع الأشباح أشباحا
على شرّ انتصار
وهنا استجرت بساحر
بادي التقى نتن الإزار
يهذي ويقتاد النزيل
إلى لصيقات العثار
ويبيع ساعات الفجور
لكلّ بائعة وشاري
لصّ يتاجر بالخنا
و يزينه كذب الوقار
ويكاد ينفر بعضه
من بعضه أشقى نفار
ويثور إن ناوأته
في الإثم كالنمر المثار
وبلا انتظار كشّرت
في وجهه ذات السوار
فاهتاج وابتدر العصا
ودوت كعاصفة الدمار
فانقضّ كالثور الذّبيح
يخور، يخنق بالخوار
ورمت به للموت يكنسه
إلى دار البوار
وتهافت الجيران فاتّقد
الشّجار على الشجار
فشردت عنه كطائر
ظمآن طار من الإسار
والريح تبصقي وتروي للشّياطين احتقاري
***
وكأنّ أنهار تناديني
و تنصب في المجاري
مأعبّ من عفن الرؤى
و حلا ووهما من عقار
وأفرّ من نفسي إلى نفسي
و أهرب من فراري
أهوى على ظلّي كما
يهوى الجدار على الجدار
وأسائل الأحلام عن
دنيا ترقّ على انكساري
***
لا تسكتي: لم أنتحر
إنّي أقلّ من انتحاري
أنا من بحثت عن الردى
في كلّ رابية وغار
ونسيت مأتم زوجتي
و أبي وحشرجة احتضاري
***
هل خلف آفاق المنى
دنيا أجلّ من انتظاري؟!
خضراء طاهرة الجنى
و الرّي، دانيه الثمار
ومواسم تندى وتولم للغراب، وللهزار .
للقبّرات وللصقور
و للعصافير الصغار
إنّي كبرت عن الهوى
و الزيف والحبّ التجاري
وبصقت دنيا جيفه
تؤذي وتغري بالشّعار
وتصوغ من قذر الخطا
يا السود رايات الفخار
ومللت تيها ميّت الألوان
مكروه الإطار
وسئمت أشباحا أدا
ريها، وأشتمّ من أداري
ولعنت وجهي المستعا
ر وكلّ وجه مستعار
وهفت إليّ نسيمة
جذلى كآمال العذاري
كتبسمّ الأفراح في
مقل الصبيّات الغرار
***
وتثاءب الفجر الجريح
كمن يفيق من الخمار
وانشقّ أفق الغيب عن
عهد المروءات الكبار
وكأنّ دنيا أشرقت
كالحور من خلف السّتار
تلقي المحبّة عن يميني
و البراءة عن يساري
وسرت حكايات المدينة
كالخيالات السواري
ووجدتني أنهار وحدي واستفقت على انهياري
ونهضت والدنيا كما
كانت تفاخر بالصغار
وتهاوت الدنيا
خلق افتناني وابتكاري
فوددت لو ألقى كذاب
اللّيل º صدقا في النهار .
عبد الله البردوني
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2010/01/19 11:35:38 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com