هَل مَن يُجِيبُ إِذا دَعَوتُ الدَّاعِي | |
|
| وَيَعي الخطَابَ وأَينَ مِنِّي الوَاعِي |
|
ذَهَبَ الرِّجالُ وَخَلَّفُوا أَشباههُم | |
|
| وَالمَاءُ يَخلُفُهُ سَرَابُ القاعِ |
|
كَم ذا أُنادِي غَيرَ مَسمُوعِ النِّدا | |
|
| وَأَحُثُّ للإِصلاحِ غيرَ مُطاعِ |
|
أَبَني الكِرام السابقِينَ إِلى العُلا | |
|
| هَل فِيكُمُ مُستَجمِعٌ لِدِفَاعِ |
|
هَل فيكُمُ مَن يُختَشَى أَو يُرتَجَى | |
|
| لجلادِ سَيفٍ أَو جِدالِ يَرَاعِ |
|
ضَيَّعتُمُ الإِسلامَ شَرَّ إِضاعةٍ | |
|
| عُلِمَت فَضِعتُم بَعدُ شَرَّ ضَيَاعِ |
|
يا أُمَّةً ذَهَبَ الخُمولُ بِمَجدِها | |
|
| هَل بَعدَ ذا الإِخفاقِ ذِكرٌ سَاعِ |
|
ماتَت طَبائِعُكُم فلَم تَحسُس بدا | |
|
| وَالمَيتُ لَيسَ يُحِسُّ بالأَوجاعِ |
|
وَعَلى البلادَةِ والجُمودِ طُبِعتُمُ | |
|
| وَمِنَ المُحَالِ تَغَيُّرُ الأَطباعِ |
|
كَم ذا تَهَضَّمُنا العِدا وَتَسُومُنا | |
|
| سَومَ العَذابِ مُلَوَّنَ الأَنواعِ |
|
وإِلى مَتَى نُمسِي لأغراضِ العِدا | |
|
| غَرَضاً ونُصبِحُ عُرضَةَ الأَطماعِ |
|
فكأنَّنا سَرحٌ بِقَفر سائِبٌ | |
|
| ما فيهِ من جَنبٍ وَلا من رَاعِ |
|
يَرعَى ويكرَعُ كيفَ شَاءَ وَلَحمُهُ | |
|
| مَرعَى ومكرَعُ أكلُبٍ وَضِبَاعِ |
|
قد ضاعَ سُوقُ المجدِ حتى ما لَهُ | |
|
| مِن سائمٍ فَضلاً عَنِ المُبتاعِ |
|
القَومُ همُّهُمُ الرقِيُّ وَهمُّنا | |
|
| في فُرقَةٍ وَقَطيعَةٍ وَنِزَاعِ |
|
سادَ الخِلافُ بِرأينا وَتَغَلَّبَت | |
|
| في جَمعِنا الفَوضَى فَما من رَاعِ |
|
فَبِكُلِّ دارٍ مِنبَرٌ وخليفةٌ | |
|
| يَدعُو لِبَيعَتِهِ عَلَى أَوضَاعِ |
|
أَوَ لَيسَ مغزانا جَميعاً واحِداً | |
|
| فعَلامَ هَذا الخُلفُ في الأَتباعِ |
|
فإِلهُنا وكتابُنا ونبيُّنا | |
|
| وبلادُنا والأَصلُ غَيرُ مُشاعِ |
|
لِلَّهِ دَرُّ عصابةٍ قد أَحرَزُوا | |
|
| قصبَ السِّباقِ بِحَلبَةِ الإِبدَاعِ |
|
دَانَت لأَمرِ اللَّهِ أَنفُسُها لِذا | |
|
| دانَت لَها الدُّنيا بلا استِمناعِ |
|
مَلكوا جميعَ المَشرِقَينِ وأَخضَعُوا ال | |
|
| بَاغِينَ فِيها أَيَّما إِخضاعِ |
|
وَمَشوا عَلى البَحرِ الخِضَمِّ فَما اشتَكوا | |
|
| بَلَلاً بأَقدامٍ ولا أَدراعِ |
|
مَلأى الصُّدورِ مِنَ المَكارِمِ وَالتُّقَى | |
|
| وَمِنَ الحُطامِ فَوَارغُ الأَضلاعِ |
|
فمِنَ الطَّعامِ بتَمرَةٍ سَودا اجتَزَوا | |
|
| وبشَملَةٍ شَهبَا مِنَ الأَدراعِ |
|
لَم يكتُبُوا رقّاً بغَيرِ شَبا الظُّبا | |
|
| فوقَ الطُّلا بِنَجِيعِها الهمَّاعِ |
|
شادُوا مِنَ التَقوى أَصَحَّ مَدافعٍ | |
|
| وَبَنَوا مِنَ الحسناتِ خيرَ قِلاعِ |
|
هَاتِيكَ فُرسَانُ الحُروبِ وإنَّما | |
|
| نحنُ فَوارسُ أَلسُنٍ وَقِصَاعِ |
|
سِيرُوا كما ساروا لِتَجنُوا ما جَنَوا | |
|
| لا يَحصُدُ الحَبَّ سِوَى الزُّرَّاعِ |
|
وَتيَقَّظُوا فالسَّيلُ قد بَلَغَ الزُّبَى | |
|
| يا أَيُّها النَّومى عَلى الأَنطاعِ |
|
واستَرجِعُوا ما فاتَ مِن غاياتِكُم | |
|
| ما دُمتُمُ في مُكنَةِ استِرجاعِ |
|
قُوموا اقرَعُوا بالجِدِّ أَبوابَ العُلا | |
|
| لا تُقصِرُوا عن هِمَّةِ القُرّاعِ |
|
إِنَّ المَعالي ما عَلى أَبوابِها | |
|
| غَيرُ الوَنَى وَالعَجزِ مِن قَرَّاعِ |
|
واستَعذِبوا شَوكَ المَنَايا في اجتِنا | |
|
| وَردِ الأَماني رائِقَ الإِيناعِ |
|
إِن قلتمُ نَخشَى المَجاعَةَ فالذي | |
|
| بكُمُ أَشَدُّ أَذىً مِنَ الإِدقاعِ |
|
وَتَعلَّموا فالعِلمُ معراجُ العُلا | |
|
| ومفاتحُ الإِخصابِ والإِمراعِ |
|
العِلمُ ليسَ لِنَفعِهِ حدٌّ وَلا | |
|
| حَدٌّ لضرِّ الجَهلِ بالإِجماعِ |
|
فَخذوا مِنَ الغَربِيِّ خَيرَ عُلومِهِ | |
|
| وَذَرُوا قبيحَ خَلائِقٍ وَطِباعِ |
|
وإِذا عَلِمتُم فاعملوا فالعِلمُ لا | |
|
| يُجدِي بلا عَمَلٍ بِحُسنِ زَمَاعِ |
|
فالمَرءُ غُصنٌ والعُلومُ زهورُهُ | |
|
| وثمارُهُ الأَعمالُ بالمُصطَاعِ |
|
وابنُوا عَلى التَّقوى قواعِدَكُم فمَا | |
|
| يُبنى عَلى غير التُّقى مُتَدَاعِ |
|
واحمُوا حِماكُم بالأسِنَّةِ والظُّبا | |
|
| مِن كلِّ عادٍ مُعتَدٍ طَمّاعِ |
|
وَتَحَفَّظُوا وَاللَّهُ خَيرٌ حافِظاً | |
|
| مِن كلِّ صِلٍّ نحوَكُم مُنبَاعِ |
|
هَيُّوا لِطَردِ الفَقرِ عن أَوطَانِكُم | |
|
| جيشاً مِنَ الزُّرَّاعِ والصُّنَّاعِ |
|
يا أَيُّها النَّومانُ بينَ مخالِبِ ال | |
|
| لَيثِ الهَصُورِ ونَابِهِ القَلاعِ |
|
ارحَم شبابَكَ وانتَبِه من قبلِ أن | |
|
| تُضحِي ضَحِيَّةَ حَلقِهِ البلاعِ |
|
لا تَرجُوَنَّ مِنَ العِدَاةِ مَوَدَّةً | |
|
| إِنَّ الأَعادِي فاحذَرَنَّ أَفَاعِ |
|
فاخشَ العَدُوَّ وإِن أَراكَ تَلَطُّفاً | |
|
| فلهُ بذاكَ اللُّطفِ نَهشُ شُجَاعِ |
|
لا تَحسَبَنَّ وِفَاقَ شَعبٍ أَجنَبٍ | |
|
| شَعباً ضَعيفاً غيرَ مَحضِ خِدَاعِ |
|
يا خاطِبَ العَليَاءِ إِنَّ صَدَاقَها | |
|
| صَعبُ المَنَالِ عَلى قَصِيرِ البَاعِ |
|
مَهرُ العُلا جُردُ الجِيَادِ تَقُودُها | |
|
| مُردُ الكُماةِ تمِيسُ في الأَدراعِ |
|
أَوَ كلَّ يومٍ للعَدُوِّ إِغارَةٌ | |
|
| مَشنُونَةٌ في هذه الأَرباعِ |
|
طمعٌ طبيعيٌّ أَماطَ مُجَاهِراً | |
|
| عن وَجهِهِ المُربَدِّ كلَّ قِنَاعِ |
|
حَمَلوا علينا بالدَراهمِ حَملَةً | |
|
| لم نستطع في وَجهِها لِدِفاعِ |
|
وتَلاعَبَت فِتيَانُ أُورُبّا بِنا | |
|
| كَتَلاعُبِ الصِبيانِ بالمِرصاعِ |
|
عجباً تُباعُ وَتُشتَرى البَحرَينِ لا | |
|
| مِن ثائِرٍ فَضلاً عَنِ المنَّاعِ |
|
قَطَعت حماةُ الشَّرقِ أَبطالُ الوَغَى | |
|
| آمالَهُم بالأبيَضِ القَطَّاعِ |
|
فأَتَوا بلادَ العُربِ كَي يستَدرِكوا | |
|
| ما فاتَهُم بالأَصفَرِ الخَدَّاعِ |
|
بدأُوا بِسَلبِ حِمَي أَوالَ لأنَّها | |
|
| مِفتاحُ سائرِ هذهِ الأَصقاعِ |
|
نَقَضُوا عُهُودَ حَليفِهِم عِيسى الذي | |
|
| لِذِمامِهِم قد كانَ خيرَ مُرَاعِ |
|
قَد ضَيَّعوا مِيثاقَ عِيسَى مِثلَما | |
|
| قَد ضيَّعُوا مِيثاقَ عيسى الدَاعِي |
|
وَدَعَوا لهُ ابناً مُشرِكينَ كما دَعَوا | |
|
| لِلّهِ جَلَّ ابناً فخابَ السَاعِي |
|
قالوا ضَعُفتَ عَنِ الإِمارَةِ فانعَزِل | |
|
| دَعوى خَصِيمٍ ما لَدَيهِ مدَاعِ |
|
إِن يَستطيعوا عَزلِ عِيسَى فانعِزَا | |
|
| لُ عَلاءِ عَيسى ليسَ بالمُصطاعِ |
|
مَلِكٌ أَشادَ لهُ النَدى ذكراً مَلا ال | |
|
| آفاقَ بالأضواءِ والأَضواعِ |
|
فتذمَّرَت عُربُ البُدَيِّعِ غَيرَةً | |
|
| عربيَّةً مَعَ سائِرِ الأتباعِ |
|
وتَرَحَّلوا عنهُ ولم يَتَلفَّتُوا | |
|
| كرماً لِطِيبِ مَساكِنٍ وضِياعِ |
|
سَنُّوا لنا سنَن الكرامِ إذا هُمُ | |
|
| ضِيمُوا فهل لِلقَومِ مِن تُبَّاعِ |
|
لَم يَقبَلوا هَذا الهَوانَ لأنَّهُم | |
|
| مِن عُربِ نَجدِ الفِتيةِ الأَروَاعِ |
|
أَنعِم بها من رِحلَةٍ قد شَيَّدَت | |
|
| مجداً ومَكرُمةً وطِيبَ سَماعِ |
|
رَحَلُوا عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا | |
|
| فاستبدَلُوا مِنهُنَّ خيرَ رِباعِ |
|
نَزَلوا بِساحَةِ ماجِدٍ رَحبِ الفَنا | |
|
| صَعبِ المَرامِ مِنَ الأَذى مَنّاعِ |
|
فأَوَوا إِلى كهفٍ عظيمٍ شامخٍ | |
|
| صَعبِ المَراقي مُمرِعِ الأَجرَاعِ |
|
ملكٌ به عَرشُ الإِمامَةِ قد سَمَا | |
|
| ورَسا وكانَ عَرَاهُ قبلُ تداعِ |
|
مَبسُوطتانِ يَداهُ لِلعانِي وِلل | |
|
| جاني بِوَبلِ نَدىً ونارِ مِصَاعِ |
|
فزمانُهُ للمُجتَدِي وَالمُعتَدِي | |
|
| يومانِ يومُ قِرىً ويومُ قِراعِ |
|
لَيثٌ فَرائِسُهُ الملوكُ وصَيدُهُ | |
|
| غُرُّ الممالِكِ لا ظِبَا الأَسلاعِ |
|
يا لَيتَ عُربَ المسلمينَ وعجمِهم | |
|
| عَقَدُوا عليهِ عُقدَةَ الإِجماعِ |
|
واستَخلفوهُ فهوَ خيرُ خليفةٍ | |
|
| في نُصرَةِ الدِينِ المُطَهَّرِ ساعِ |
|
لا زالَ كوكَبُ جُودِهِ وَسُعُودِهِ | |
|
| يَنمُو بطيبِ نَدىً وَحُسنِ شُعاعِ |
|