ألا رُبَّ يومٍ كانَ من فُرَصِ الدَهرِ | |
|
| نَهبنَاهُ منهُ خُلسَةً وهوَ لا يَدرِي |
|
ظَفِرنا به معَ عُصبةٍ خَزرجِيَّةٍ | |
|
| شَمائِلُهُم كالرَاحِ عُلّت بِما القَطرِ |
|
هُمُ القومُ لا تَغشى الهُمومُ جَليسَهُم | |
|
| وَلا يَبتَغي عَنهُم بَديلاً مَدى الدَهرِ |
|
فَتاهُم وما فيهم دَنِيٌّ محمدٌ | |
|
| فهو كنجومٍ أَشرقَت وَهوَ كالبَدرِ |
|
دَعانا فلَبَّينا إِلى خيرِ مَقصِدٍ | |
|
| وأَحسنُ ما لَبّى الفَتى داعي اليُسرِ |
|
لِمُنتَزَهٍ نَحوَ الرَبيعِ وَجَعفَرٍ لِيَحيَى | |
|
| لأَهلِ الفَضلِ وَصلُ الهَوى العُذرِي |
|
نَثرنا بهِ الآدابَ فَانتَظَمَ الهَنا | |
|
| فَيا لكَ من نَظمٍ بَدِيعٍ وَمن نَثرِ |
|
وَنَحنُ من الغيمِ النَدِيِّ بِخيمةٍ | |
|
| ومِن كُثُبِ الأنقا عَلى سُرُرٍ حُمرِ |
|
وَهبَّت عَلَينا نَسمةٌ يَمَنِيَّةٌ | |
|
| شَذى عَرفِها يَشفِي السَّقيمَ منَ الضُرِّ |
|
رَوَت من حَديثٍ بَينَنا طابَ فانبَرَت | |
|
| تَعثَّرُ في تِلكَ الهِضابِ من السُكرِ |
|
إِذا ما بَكى مُضنىً بِجَفنَين خِلتَهُ | |
|
| بِسبعَةِ أَجفانٍ مدى دَهرِهِ يَجري |
|
إِذا ما الرَبيعُ افترَّ ثَغراً منَ الحَيا | |
|
| بَكى جَعفَرٌ وَجداً عَلى ذلِك الثَغرِ |
|
وَأَصبَحَ محمُوماً يَحِنُّ كأنَّهُ | |
|
| يُقلبُ من حَرِّ الغَرامِ عَلى الجَمرِ |
|
تَطوفُ عَلَينا من جنى البُنِّ أَكؤُسٌ | |
|
| شفاءُ الهمومِ المُدلهمَّاتِ في الصَدرِ |
|
وَشادٍ رَخِيم الصَوتِ يبتعثُ الهَوى | |
|
| إِذا هُوَ غَنّى كاد يذهَبُ بالسِّرِّ |
|
تَوَدُّ لِفِيهِ الشُهبُ تَهوِي إِذا شَدا | |
|
| له نغمةٌ تُبرِي الأَصَمَّ مِن الوَقرِ |
|
خلَونا فلا سَاعٍ سوى الساقِ بيننا | |
|
| ومَا ثَمَّ نمَّامٌ سِوى نَفحةِ الزَهرِ |
|