ما وَجدُ عُلوِيُّ الهَوى جَنَّ وَاِجتَوى | |
|
| بِوادي الشَرى وَالغورِ ماءً وَمَرتَعا |
|
تَشَوَّقَ لَمّا عَضَّهُ القَيدُ وَاِجتَوى | |
|
| مَراتِعَهُ مِن بَينِ قَفٍ وَأَجرَعا |
|
وَرامَ بِعَينَيهِ جِبالاً مُنيفَةً | |
|
| وَما لا يَرى فيهِ أَخو القَيدِ مَطمَعا |
|
إِذا رامَ مِنها مَطمَعاً رَدَّ شَأوَهُ | |
|
| أَمينُ القُوى عَضَّ اليَدَينِ فَأَوجَعا |
|
وَما أُمَّ أَحوى الطُرَّتَينِ خِلالَها | |
|
| أَراكَ بِذي الأَحناءِ أَجنى وَأَيفَعا |
|
غَدَت مِن عَلَيهِ تَنفِضُ الطَلَّ بَعدَما | |
|
| رَأَت حاجِبَ الشَمسِ اِستَوى فَتَرَفَّعا |
|
بِأَكبَرَ مِن وَجدٍ بِرَيّا وَجَدتُهُ | |
|
| غَداةَ دَعا داعي الفِراقِ فَأَسمَعا |
|
أَلا يا خَليلَيَّ الَّذينَ تَواصَيا | |
|
| بِيَ اللَومَ إِلّا أَن أُطيعَ وَأَسمَعا |
|
قِفا فَاِنظُرا لا بُدَّ مِن رَجعِ نَظرَةٍ | |
|
| مُصَعَّدَةٍ شَتّى بِها القَومُ أَومَعا |
|
لِمُغتَصِبٍ قَد عَزَّهُ القَومُ أَمرَهُ | |
|
| يُسِرُّ حَياءً عَبرَةً أَن تَطَلَّعا |
|
تَهيجُ لَهُ الأَحزانُ وَالذِكرُ كُلَّما | |
|
| تَرَنَّمَ أَو أَفى مِنَ الأَرضِ مَيفَعا |
|
وَإِن كُنتُمُ تَرجونَ أَن يَذهَبَ الهَوى | |
|
| يَقينا وَنَروي بِالشَرابِ فَنَنقَعا |
|
فَرَدّوا هُبوبَ الريحِ أَو غَيَّروا الجَوى | |
|
| إِذا حَلَّ أَلواذُ الحَشا فَتَمَنَّعا |
|
وَلَمّا رَأَيتُ البِشرَ قَد حالَ بَينَنا | |
|
| وَجالَت بَناتُ الشَوقِ يَحنُنَّ نُزَّعا |
|
تَلَفَّتَ نَحوَ الحَيِّ حَتّى وَجَدتَني | |
|
| وَجِعتُ مِنَ الإِصغاءِ لَيتاً وَأَخدَعا |
|
أَجِدُّ جُفونَ العَينِ في بَطنِ دِمنَةٍ | |
|
| بِذي العَطفِ هَمَّت أَن تَحُمَّ فَتَدمَعا |
|
قِفا وَدِّعا نَجداً وَمَن حَلَّ بِالحِمى | |
|
| وَقَلَّ لِنَجدٍ عِندَنا أَن تُوَدَّعا |
|
سَأَثني عَلى نَجدٍ بِما هُوَ أَهلُهُ | |
|
| قِفا راكِبَي نَجدٍ لَنا قُلتَ أَسمَعا |
|
حَنَنتَ إِلى رَيّا وَنَفسُكَ باعَدَت | |
|
| مَزارَكَ مِن رَيّا وَشَعباكُما مَعا |
|
فَما حَسَنٌ أَن تَأتِيَ الأَمرَ طائِعاً | |
|
| وَتَجزَعُ إِن داعي الصَبابَةِ وَدَّعا |
|
وَلَيسَت عَشيّاتُ الحِمى بِرَواجِعٍ | |
|
| عَلَيكَ وَلَكِن خَلِّ عَينَيكَ تَدمَعا |
|
أَمِن أَجلِ دارٍ بِالرَقاشينِ أَعصَفَت | |
|
| عَلَيها رِياحُ الصَيفِ بَدءً وَرُجَّعا |
|
بَكَت عَينِيَ اليُسرى فَلَمّا زَجَرتُها | |
|
| عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا |
|
وَأَذكُرُ أَيّامَ الحِمى ثُمَّ أَنثَني | |
|
| عَلى كَبِدي مِن خَشيَةٍ أَن تَقَطَّعا |
|
أَما وَجَلالُ اللَهِ لَو تَذكُرِينَني | |
|
| كَذِكرَيكِ ما كَفكَفتُ لِلعَينِ أَدمُعا |
|
فَقالَت بَلى وَاللَهِ ذِكرٌ لَوَ أَنَّهُ | |
|
| يُصَبَّ عَلى الصَخرِ الأَصَمِّ تَصَدَّعا |
|
عَلى حينَ صارَمتُ الأَخِلّاءَ كُلَّهُم | |
|
| إِلَيكَ وَأَصفَيتُ الهَوى لَكَ أَجمَعا |
|
وَزِدتُكَ أَضعافاً وَغادَرتُ في الحَشا | |
|
| عِظامَ البَلايا بادِياتٍ وَرُجَّعا |
|
جَزَيتُكَ فَرضَ الوِدِّ ثَمَّتَ خِلتَني | |
|
| كَذي الشَكِّ أَدنى شَكَّهُ فَتَطَوَّعا |
|
فَلَمّا تَنازَعنا سِقاطَ حَديثِها | |
|
| غَشاشا فَلانَ الطَرفُ مِنها فَأَطمَعا |
|
عَلى إِثرِ هِجرانٍ وَساعَةِ خَلوَةٍ | |
|
| مِنَ الناسِ نَخشى غُيَّباً أَن تَطَلَّعا |
|
فَرَشتُ بِقيلٍ كادَ يَشفي مِنَ الهَوى | |
|
| تَكادُ لَهُ أَكبادُنا أَن تَقَطَّعا |
|
كَما اِستَكرَهَ الصادي وَقائِعَ مُزنَةٍ | |
|
| رُكاماً تَوَلّى مُزنَها حينَ نَقَّعا |
|
أَعوذُ بِنَجدَيكَ الكَريمَينِ أَن يَرى | |
|
| لَنا حاسِداً في غُبَّرِ الوَصلِ مَطمَعا |
|
وَعَن تَخلِطي في طَيِّبِ الشُربِ بَينَنا | |
|
| مِنَ الكَدَرِ المَأبيِّ شُرباً مُطَبَّعا |
|
أَعافُ الَّذي لا هَولَ دونَ لِقائِهِ | |
|
| وَأَهوى مِنَ الشُربِ الحَريزَ المُمَنَّعا |
|