بيروت! ويحك! أين السحر والطيب؟
|
وأين سحر على الشطآن مسكوب؟
|
وأين رحلتنا والوجد مركبنا؟
|
والبحر أفق من الأحلام منصوب؟
|
|
دنياك وعد بشوق الوصل مخصوب
|
في مقلتيك من الأهواء أعنفها
|
|
وفي يميني ورود جئت أزرعها
|
على ضفائر فيها الليل مصلوب
|
|
بيروت! ماذا يقول الناس؟ هل ذبحت
|
بيض الأماني.. وغال الطفلة الذيب؟
|
وهل توارى مليح كان يأسرني
|
وهل قضى قبل يوم الوعد محبوب؟
|
وأين ما كانيابيروتإذ رقصت
|
لي الليالي.. وطارت بي الأعاجيب؟
|
|
على الصنوبر والتفاح مكتوب؟
|
|
ووقده في حنايا القلب مشبوب؟
|
|
بيروت! لا تصفي لي الجرح.. أعرفه
|
فإنه في دمائي الحمر معصوب
|
أنا اللذي أسرته الروم.. ما لحقت
|
به العراب.. وخانته الأعاريب
|
حملت في كبدي الآلام فانفطرت
|
وطوحت بي إلى اليأس التجاريب
|
ياللزعامات تلهو بي.. وأعشقها
|
|
كم أرضعوني شراب الوهم. كم سخروا
|
مني.. وكم غصبت روحي الأكاذيب
|
|
ولا انتهت عندهم تلك الألاعيب
|
|
بيروت! نحن الألي ساقوك عارية
|
للموت يصرخ في عينيك تعذيب
|
كم ناشدتنا شفاه فيك ضارعة
|
|
فما استفاق ضمير في جوانحنا
|
|
حتى إذا ضحك الجلاد.. ما دمعت
|
|
سقطت وانتفض التاريخ يلعننا
|
وأطرقت في أسى المجد المحاريب
|
|
|
ومل من وعده الممطال عرقوب
|
عشنا مع الذل حتى عاف صحبتنا
|
نمنا على الصبر حتى ضج أيوب
|
|
قلنا: السلام على العلات مطلوب
|
وكلما استأسد العدوان باركه
|
منا جبان إلى الإذعان مجذوب
|
|
لا ترجع الأرض إلا حين يغسلها
|
بالجرح والنار يوم الفتح شؤبوب
|