خَليليَّ عَوجا فاِنظُراني لَعلَّني | |
|
| أُسائِلُ رَسما قَد عَفا وَتَهدَّما |
|
بأوعَسَ مِن ذاتِ الحِجى ما عرفته | |
|
| بُعَيدَ حصاةِ النَفسِ إِلّا تَوهُّما |
|
أَذاعَت به الأَرواحُ حَتّى كَأَنَّما | |
|
| حَسِبتَ بَقاياهُ كِتابا مُنَمنَما |
|
فَلَم تُبقِ منه غَيرَ سُفعٍ مواثِلٍ | |
|
| وَأَورَقَ من طولِ التَقادُمِ أقتَما |
|
وَقَفتُ بِها صَدرَ النَهارِ مطيَّتي | |
|
| أسائِلُها فاِستعجمت أَن تَكَلَّما |
|
أسائِلُها واِستعجَمت ان تُجيبَني | |
|
| وَما ذِكرُ ما أَعيى عَليكَ وأَعجَما |
|
عَهِدتُ بِها لَيلى وَسَلمى وَرُبَّما | |
|
| عَمَرتُ رَهيناً بالغَواني مُتَيَّما |
|
لَياليَ نَلهو بالشَبابِ وَنتَّقي | |
|
| العيونَ وَلا نُفشي الحَديثَ المكَتَّما |
|
عَلى أَنَّنا لَم نَغشَ سوءاً وَلَم نُصِب | |
|
| قَبيحا وَلَم نَجشِم من الأَمرِ مَجشَما |
|
سَقى اللَهُ رَبي غَيرَ نَزرٍ مُصَرَّدٍ | |
|
| ديارَهُما ساقي السَحابِ وَسلَّما |
|
أَعامِلَ ما بالُ الخَنا تَقذِفونَهُ | |
|
| مِن الغَورِ مُسدى بالقَوافي وَمُلحِما |
|
بُنيَّ الرِقاع ما لِقَولك يَنتَمي | |
|
| وَكنتَ أَحقَّ الناسِ أَلّا تَكَلَّما |
|
عَهِدتُكَ عَبداً لستَ مِن أَصلِ مَعشَرٍ | |
|
| عَن المَجدِ مقطوع السَواعد أَجذَما |
|
وَهل كنتَ إِلّا فَقعَ قاعٍ بقَرقَرٍ | |
|
| وَساقِطَةً بَينَ القَبائلِ مُسلما |
|
تَلوذُ بِقَومٍ لَستَ منهم وَتَعتَزي | |
|
| إِلَيهم وَلَم تُعصَم من الذُلِّ مُعصَما |
|
وَما تَركَ الأَعداءُ وَالحَربُ مُسمِعا | |
|
| لرأسكَ إِلّا مُستَذَلا مُصلَّما |
|
وَما تَمنَعونَ الجارَ منكم بذمَّةٍ | |
|
| تَحوطُ وَلا توفي دماؤكُم دَما |
|
لَعَمري لَقَد أَرداكُمُ يَومَ أُبضَةٍ | |
|
| فَتىً كانَ حامي للحَقيقةِ مُعلِما |
|
فَتىً كانَ قَوّادَ الجيوشِ إِلى العِدى | |
|
| شجاعاً إِذا هابَ الفَوارسُ أَقدما |
|
فأحلفُ ما هرقتمُ بعدَهُ دَماً | |
|
| وَلا قَبلَهُ في سالفِ الدَهرِ مِحجَما |
|
وَلكنَّما لاقيتُموهُ بغِرَّةٍ | |
|
| وَكانَت عليكمُ بَعدُ وقعةُ أَشأما |
|
أَخذناكُمُ يَومَ المَجَرَّ فَكنتمُ | |
|
| نِهاباً وَسَبياً بَينَنا متقَسَّما |
|
صَبَحناكُم وَالخَيلُ شُعثٌ عَوابِسٌ | |
|
| صَفائحَ بُصرى وَالوَشيجَ المُقَوَّما |
|
أَبى لكُم ان تَفخَروا بَعدُ أَنَّنا | |
|
| سَقيناكُم صابا مُمِرّا وَعَلقَما |
|
وَإِنّا صبَحنا اليَزَنيَّةَ منكم | |
|
| دَماً ثم رَوَّينا الصَفيحَ المُصَمَّما |
|
وَرُحتُم بأعضادِ المَطايا جِنابَنا | |
|
| تَشكَّونَ مصحوبا من القِدِّ مُحكَما |
|
تَسوقُ عَضاريطُ الرِكابِ نِساءَكُم | |
|
| وَقَد غادَروا منهنَّ نَوحاً وَمأتما |
|
يَنحنَ عَلى قتلاكُم عند مَعرَكٍ | |
|
| تَرَكنا به هاماً يصيحُ مهشَّما |
|
قُبَيِّلَّةٌ دَقَّت وَقَلَّ عَبيدُها | |
|
| وَذَلَّت فَما كنتم تُفيئونَ مَغنَما |
|
وَما أَنتَ مِن أَصلٍ فَتأمُلُ نُصرَةً | |
|
| فأيقن وَما أَيقَنتَ حَتّى تَفهَّما |
|
فَتَعلَم أَن لَستُم إِلى أَصلِ مَعشَرٍ | |
|
| وَأَنَّ لَكم ثَديا أَجَدَّ مُصَرَّما |
|
وَما أَنتَ مِن كَلبٍ وَبهراءَ فاِنتسب | |
|
| وَلا اليَقين فاقعُد يا بنَ مَصّانَ مُرغَما |
|
وأقعِ كَما أَقعى أَبوك عَلى استِه | |
|
| وَكانَ قَصيراً باعُهُ متَهضَّما |
|