ما بالُ عَينِكَ تَبكي دَمعُها خَضِلُ | |
|
| كَم وَهي سَرِبُ الأَخراتِ مُنبَزِلُ |
|
لا تَفتَأُ الدَهرَ مِن سَحٍّ بِأَربَعَةٍ | |
|
| كَأَنَّ إِنسانَها بِالصابِ مُكتَحِلُ |
|
تَبكي عَلى رَجُلٍ لَم تَبلَ جِدَّتُهُ | |
|
| خَلّى عَلَيكَ فِجاجاً بَينَها سُبُلُ |
|
فَقَد عَجِبتُ وَما بِالدَهرِ مِن عَجَبٍ | |
|
| أَنّى قُتِلتَ وَأَنتَ الحازِمُ البَطَلُ |
|
وَيلُمِّهِ رَجُلاً تَأبى بِهِ غَبَناً | |
|
| إِذا تَجَرَّدَ لا خالٌ وَلا بَخَلُ |
|
السالِكُ الثُغرَةَ اليَقظانَ كالِئُها | |
|
| مَشيَ الهَلوكِ عَلَيها الخَيعَلُ الفُضُلُ |
|
وَالتارِكُ القِرنَ مُصفَرّاً أَنامِلُهُ | |
|
| كَأَنَّهُ مِن عُقارِ قَهوَةٍ ثَمِلُ |
|
مُجَدَّلاً يَتَلَقّى جِلدُهُ دَمَهُ | |
|
| كَما يُقَطَّرُ جِذعُ النَخلَةِ القُطُلُ |
|
لَيسَ بِعَلٍّ كَبيرٍ لا شَبابَ بِهِ | |
|
| لكِن أُثَيلَةُ صافي الوَجهِ مُقتَبَلُ |
|
يُجيبُ بَعدَ الكَرى لَبَّيكَ داعيَهِ | |
|
| مِجذامَةٌ لِهَواهُ قُلقُلٌ وَقِلُ |
|
حُلوٌ وَمُرٌّ كَعَطفِ القِدحِ مِرَّتُهُ | |
|
| بِكُلِّ إِنيٍ حَذاهُ اللَيلُ يَنتَعِلُ |
|
فَاِذهَب فَأَيُّ فَتىً في الناسِ أَحرَزَهُ | |
|
| مِن حَتفِهِ ظُلمَ دُعجٌ وَلا جَبَلُ |
|
وَلا السِما كانَ إِن يَستَعلِ بَينَهُما | |
|
| يَطُر بِخُطَّةِ يَومٍ شَرُّهُ أَصِلُ |
|
وَلا نَعامٌ بِجَوٍّ يَستَريدُ بِهِ | |
|
| وَلا حِمارٌ وَلا ظَبيٌ وَلا وَعِلُ |
|
أَوفى يَبيتُ عَلى أَقذافِ شاهِقَةٍ | |
|
| جَلسٍ يَزِلُّ بِها الخُطّافُ وَالحَجَلُ |
|
فَلَو قُتِلتَ وَرِجلي غَيرُ كارِهَةِ ال | |
|
| إِدلاجِ فيها قَبيضُ الشَدِّ وَالنَسَلُ |
|
إِذاً لَأَعمَلتُ نَفسي في غَزاتِهِمُ | |
|
| أَو لَاِبتَعَثتُ بِهِ نَوحاً لَهُ زَجَلُ |
|
أَقولُ لَمّا أَتاني الناعِيانِ بِهِ | |
|
| لا يَبعَدِ الرُمحُ ذو النَصلَينِ وَالرَجُلُ |
|
رُمحٌ لَنا كانَ لَم يُفلَل نَنوءُ بِهِ | |
|
| توفى بِهِ الحَربُ وَالعَزّاءُ وَالجُلَلُ |
|
رَبّاءُ شَمّاءُ لا يَأوى لِقُلَّتِها | |
|
| إِلّا السَحابُ وَإِلّا الأَوبُ وَالسَبَلُ |
|