عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > أبو مسلم البهلاني > بصائرنا في القضا خامدة

عمان

مشاهدة
1868

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بصائرنا في القضا خامدة

بصائرنا في القضا خامده
وكل قضيته واحده
ففيم التصور تحت العمى
وفيم الدعاوي ولا شاهده
رأيت التقصي بآرائنا
بحتم القضا فضلة زائده
ولو فاز أي بموهوبة
فأم القضاء له والده
وكل الوجود ببحر الشئون
حقيقة نقطة راكده
وخبطك بالرأي تحت القضا
ذهول وعجرفة بارده
وما وهب الله من مكنة
فتلك محركة جامده
وان كشف الرأي محجوبة
فتلك برفق القضا وارده
فسلم الى الله افعاله
لتجري الأمور على القاعده
فما لك حول يرد القضا
وذائدة العجز كالقائده
وما لك في الأمر من شركة
تأدب... ولا ذرة واحده
تلاقي القضاء بغير الرضا
وأنت على قدرة نافذه
اذا دبر الله أمرا جرى
برغم تدابيرنا الفاسدة
اتنهض رأيك ضد القضا
فاوهن بها نهضة قاعده
وفكرك في قدر فائت
وفي مقبل رتبة واحده
وأفكارنا وسياساتنا
وتدبيرنا شرر خامده
وجد النفوس وكل القوى
الى نسبة فوقها عائده
وان كان لا بد من فكرة
ففي هذه البرهة البائده
وفي النشأتين وعقباهما
وصادرة الموت والوارده
أما ترعوي في مراعي الغرور
وصائدة المنتهى راصده
تعيش بها بين مفقودة
وراقبة حتفها فاقده
نهش الى زخرف منقض
ونعرض عن دارنا الآبده
وننسى المنايا وقد انفذت
مقاتلنا الأسهم الصادره
نروح ونغدو على مأمن
وآساد آجالنا حارده
ننازع أيامنا صفوها
وما للصفاء بها واجده
ونأمن فيها هجوم الردى
وليس لهجمته جاحده
وتنعي الجنائز أرواحنا
ودمعة أعيننا جامده
تثير السوافي علينا الثرى
وذاك السفا الأعظم الهامده
نوى الأصل والفرع في بطنها
وقد بقيت نوبة واحده
وهيهات قد بادرت زرعها
ومدت مناجلها الحاصده
علام التهافت في حائل
وقد علق القيد بالآبده
سيعلو البلاء الى الفرقدي
ن ينتهب الصحبة الخالده
ويصدع في قبة الشمس من
غوائله صدعة صاعده
وتبلى الجديدين مقدورة
من الخطب بارقة راعده
ويدهى الوديع بنعمائه
زوال معيشته الراعده
كأن الردى حاسد للمعا
ش وحتى على شظف الهابده
الى أين يسمو علو البنا
وقرح المعاول بالقاعده
ترفق بطينة هذا البنا
فهاتيك أجسامنا الهامده
نشاهد تفتيت أجسامنا
وليس لأرواحنا شاهده
ولكنها حبست في العمى
وسوف تعود لها عائده
متى ينزع الموت عن فتكه
فتبقى لمولودها الوالده
يحز الحياة شبا قارظ
ولم تنتبه هذه الراقده
وان حياة الى منتهى
خيال يحول بلا فائده
حظيرة مفتقد ما بها
هناء سوى صرخة الفاقده
وتفتأ تعقد آمالنا
وينجل ما تعتقد العاقده
يصال على صيحة المعتدي
فتنشب بين اللها الزارده
يلم السوابغ سرادها
فتفرجها الطعنة السارده
ويفري المدجج حد الردى
فما تدفع الشكة الهامده
وما يحفز الدهر الا البلا
وان اسجحت يده الآبده
ممض فما تنقضي ليلة
ولم تكن الليلة العامده
لياليه كالسفن ميادة
ببلواه غامدة آمده
دهت ذات روقين من خطبة
بموئد مقصدة قاصده
فكرت ولا رأي في ردها
ولا فاتها مهرب الشارده
أتت لا يؤبسها قارص
ولا تنقي الأبرج المارده
تؤز الصياخيد أهوالها
فما بال أكبادنا الكابده
فما استنزفت من دماء القلو
ب كما استنزفت من أسى الواجده
ولا امترست لسماء العلو
م حتى تكدكت الماهده
لها أجهشت بالبكاء السما
تناوح أجفاننا الساهده
رزيئة دهر فجعنا بها
لأفظع مفجعة حاشده
نحت مستقر الندى والهدى
فدكتهما دكة واحده
فهل صادف الدهر ثارا بها
وداوى بها علة عامده
تحزمت المجد في غارة
شناخيب رضوى بها مائده
اغارت شعوب على خيرنا
وكانت لميقاتها راصده
رزئنا المرزء طود العلا
أبا صالح عليم الوارده
رزئناه غيثا يعم الملا
وقد اعدمت غيثها الرائده
تخطف أحمد ريب الردى
فيا حرب الحمد والحامده
حمدنا الزمان به برهة
فصالت عليها يد صائده
فما أسوأ العيش من بعده
وما أصغر النوب الوافده
فيالحياة قضت نخبها
وكل حياة أمرئ نافده
حياة القلوب بتلك الحيا
ة واصلاح أنفسنا الفاسده
يضن بها الكون في حجره
فصارت الى جدث خامده
ويوم الضنين كيوم المه
ين وفي المنتهى تقف القاصده
وما بيد أحمد بيد امرئ
ولكن نفوس الورى بائده
لقد كان يرجح ميزانه
وذات الكمال به شاهده
يجلي بابلج ذي فرجة
من العلم مشكلة عانده
شداد العوارض آراؤه
اذا اعتزمت خطة ناهدة
فيا للمعارف حسن العزا
لقد أصبحت سوقها راكده
لقد كان نير أفلاكها
فخر الى حفرة رامده
فواحربا لصروف القضا
لقد طعنت طعنة عامده
وما من صروف القضا وائل
وما لصروف القضا كارده
ولا بد من نهش صل الردى
وما للرقى عنده فائده
وكيف نضن بأرواحنا
وتلك غنيمته البارده
فيالهف نفسي على أحمد
اذا نفعت لهفة الفاقدة
سلوت السلو ورشد الأسى
وأحمد أنفاسه خامدة
لقد زهدت نفسه في الوجو
د فهل للحياة معا زاهدة
تعبد حتى أتاه اليق
ين فذابت له الأنفس العابده
تحالفت الأرض في عمره
وآرابه الزهر الساجدة
فليت حليفة آرابه
وقته بلى التربة الرامده
لقد دهش الكون لما ثوى
فما وجدت رشدها الراشده
وزلزلت الأرض زلزالها
وضاقت بأجزائها هامده
وما ضاقت الأرض من رزئه
كما ضاقت المنن الخالده
طوى العالمين الى ذاته
بطارفة المجد والتالده
أبو مسلم البهلاني

في رثاء الشيخ أحمد بن سعيد
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2005/06/19 11:48:02 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com