وُمسْتَنْبِحٍ يخشى القَواءَ ودونَهُ | |
|
| من الليلِ بابا ظُلْمَةٍ وسُتورُها |
|
رَفَعْتُ له ناري فلمّا اهتدى بها | |
|
| زجَرْتُ كلابي أن يَهِرَّ عَقُورُها |
|
فباتَ وقد أسْرى من الليلِ عُقْبَةً | |
|
| بِلَيْلَةِ صِدْقٍ غابَ عنها شُرورُها |
|
فلا تسأليني واسألي عن خلِيقَتي | |
|
| إذ رَدّّ عافِي القِدْرِ مَن يستعيرُها |
|
وكانوا قُعودًا حولها يَرْقُبونَها | |
|
| وكانتْ فتاةُ الحيِّ مِمّنْ يُنِيرُها |
|
تَرَيْ أن قدْري لا تزالُ كأنّها | |
|
| لِذي الفروةِ المقرورِ أُمٌّ يزورها |
|
مُبَرَّزَةٌ لا يُجْعَلُ السِّتْرُ دونها | |
|
| إذا أُخْمِدَ النِّيرانُ لاح بَشيرُها |
|
إذا الشَّولُ راحتْ ثم لم تَفْدِ لَحْمَها | |
|
| بألبانها ذاقَ السِّنانَ عَقيرُها |
|
وإنِّي لَتَرَّاكُ الضَّغِينَةِ قدْ بدا | |
|
| ثراها من المولى فلا أَسْتَثِيرُها |
|
مخافةَ أن تَجْني عَلَيَّ وإنما | |
|
| يَهيجُ كبيراتِ الأمورِ صغيرُها |
|
تسوقُ صريم شاءها من جُلاجِلٍ | |
|
| إليّ ودوني ذاتُ كهفٍ وَقورُها |
|
إذا قيلتْ العَوراءُ وَلَّيتُ سَمْعَها | |
|
| سِوايَ ولم أَسْألْ بها ما دَبيرُها |
|
فماذا نَقَمْتُمْ من بنينَ وسادةٍ | |
|
| بريءٌ لَكُمْ من كلِّ غِمْرٍ صدورُها |
|
هُمُ رفعوكُمْ للسماءِ فَكِدْتُمُ | |
|
| تنالونَها لو أنّ حيًّا يَطُورُها |
|
مُلوكٌ على أنّ التحيّةَ سُوقَةٌ | |
|
| ألاَ يا هُمُ يُوفي بها ونُذورُها |
|
فإلاَّ يكنْ مِنِّي ابنُ زَحْرٍ ورَهْطُهُ | |
|
| فَمِنِّي رياحٌ عُرْفُها ونَكيرُها |
|
وكعبٌ فإني لابنها وحَليفُها | |
|
| وناصِرُها حيثُ استمرَّ مَريرُها |
|
لَعَمْرِي لقد أشْرَفْتُ يومَ عُنَيزَةَ | |
|
| على رَغْبَةٍ لو شدَّ نَفْسًا ضميرُها |
|
ولكنّ هُلْكَ الأَمْرِ أَنْ لا تُمِرَّهُ | |
|
| ولا خَيْرَ في ذِي مِرَّةٍ لا يُغِيرُها |
|