وَخَيلٍ كَرَيعانِ الجَرادِ وَزَعتُها | |
|
| لَها سَبَلٌ أَعراضُها مُتَأَلِّقُ |
|
إِذا اِستُعجِلَت بِالرَكضِ سَدَّ فُروجَها | |
|
| سُطاعُ غُبارٍ كَالمُلاءِ يُشَقَّقُ |
|
مَعي مارِنٌ في الكَفِّ لَدنٌ كَعوبُهُ | |
|
| وَأَبيَضُ ماضٍ في الضَريبَةِ مخفَقُ |
|
عَلى ظَهرِ مَحبوكٍ كَأَنَّ عِنانَهُ | |
|
| أَنافَ بِهِ جِذعٌ بِقُرّانَ مُشنَقُ |
|
شَديدِ القُصَيرى وَالمَعَدِّ وَمَتنُهُ | |
|
| مِنَ الجُلِّ وَالمِضمارِ كَالكَمِّ أَخلَقُ |
|
سَليمِ الشَظا نَهدِ التَليلِ مُقَلِّصٍ | |
|
| أَجادَت بِهِ قَوداءُ كَالسيدِ خَيفَقُ |
|
عَلى كُلِّ آلاءِ الجِيادِ مُدَرَّبٌ | |
|
| إِذا شَلَّتِ الخَيلُ الطَريدَةَ يَلحَقُ |
|
فَدَع ذا وَلَكِن ما تَرى رَأيَ ناشِئٍ | |
|
| تَرَوَّحَ قَبلَ اللَيلِ أَسحَمَ يَبرُقُ |
|
كَأَنَّ سَنا نارٍ تَأَلُّقُ بَرقِهِ | |
|
| لِحارِيَّةٍ في زَمخَرٍ يَتَحَرَّقُ |
|
كَأَنَّ الرَبابَ الجَونَ في حَجَراتِهِ | |
|
| بِأَرجائِهِ القُصوى نَعامٌ مُعَلَّقُ |
|
تُزَجّي رِواياهُ الجَنوبُ وَيَنتَحي | |
|
| لَهُ سَبَلٌ مِن جانِبَيهِ وَفُرَّقُ |
|
إِذا سامَرَتهُ الرِّيحُ جادَ بِوابِلٍ | |
|
| مِسَحِّ العَزالي سَيلُهُ مُتَبَعِّقُ |
|
أَجَشَّ هَزيمٍ يَخرِقُ الأَرضَ وَبلُهُ | |
|
| وَيَبري جَديدَ المَيثِ مِنها وَيَعرُقُ |
|
سَقى الضَفِراتِ العُفرَ حَولَ هُبالَةٍ | |
|
| إِلى لُحَبٍ كَالوَشمِ غَيثٌ مُطَبَّقُ |
|
مِنازِلَ مِن حَيَّيْ ذُوَيبِ بنِ مازِنٍ | |
|
| وَغَيظٍ وَكَعبٍ قَبلَ أَن يَتَفَرَّقوا |
|
عَصائِبَ في بَرِّ البِلادِ وَبَحرِها | |
|
| فَمِنهُم شَآمٌ غائِرٌ وَمُشَرِّقُ |
|
دِيارٌ مِنَ الحَيِّ الَّذينَ رِماحُهُم | |
|
| مَعاقِلُ في الهَيجا وَبِالوِترِ تَسبُقُ |
|
عِظامٌ مَقاريهِم جِماعٌ قُدورُهُم | |
|
| يَدَ الدَهرِ تُقتاتُ النَهارَ وَتُطرَقُ |
|
تَرى حَولَها الهُلّاكَ يَستَمطِرونَها | |
|
| إِذا لَم يَكُن رِسلٌ وَلا مُتَعَلَّقُ |
|
يَثوبُ إِلَيها القَومُ أَشعَثُ شاحِبٌ | |
|
| وَمُعتَفِياتٌ كَالنَعامِ وَدَردَقُ |
|
بِهِم يُتَّقى الحَربُ العَوانُ وَفيهِمُ | |
|
| حِفاظٌ عَلى جُلّى الأُمورِ وَمَصدَقُ |
|
مَداليقُ إِن قيلَ اِركَبوا ريعَ سِربُكُم | |
|
| بِأَفراسِكُم لم يَعصِموا وَيُبَرِّقوا |
|
أَتاني قَولٌ عَن رِجالٍ كَأَنَّهُم | |
|
| جِداءُ الحِجازِ الياعِراتُ الحَبَلَّقُ |
|
تَنابِلَةٍ سودٍ خِفافٍ حُلومُهُم | |
|
| ذَوي نَيرَبٍ بِالحَيِّ يَغدو وَيَطرُقُ |
|
إِذا أَخصَبَت مِعزاهُمُ فَكَأَنَّما | |
|
| بِهِم مِن سَفا الأَخلاقِ وَالجَهلِ أَولَقُ |
|
وَإِن مَسَّهُم يَوماً مِنَ الدَهرِ لَزبَةٌ | |
|
| فَقِردانُ مَحلٍ في المَناسِمِ لُزَّقُ |
|
قِصارُ المَساعي يَكفُرونَ بَلاءَنا | |
|
| وَنَحنُ لَهُم حِصنٌ حَصينٌ وَخَندَقُ |
|
نُدافِعُ عَن عَوراتِهِم وَنَحوطُهُم | |
|
| إِذا كانَ بِالريقِ المُحافِظُ يَشرَقُ |
|
فَيا أَيُّها المُهدِي الخَنا مِن كَلامِهِ | |
|
| كَأَنَّكَ يَضغو في إِزارِكَ خِرنَقُ |
|
فَإِن تَنطِقِ الهَجراءَ أَو تَشرَفي الخَنا | |
|
| فَإِنَّ البَغاثَ الأَطحَلَ اللَونِ يَنطِقُ |
|
أَلَسنا بِحُكّامِ العَشيرَةِ وَالأُلى | |
|
| بِهِم يُرأَبُ الصَدعُ المُشِتُّ وَيُرتَقُ |
|
حَمَتهُ رِماحُ الحَربِ وَالأَرضُ حَولَهُ | |
|
| أَماليسُ خِدمات المَراتِعِ سَملَقُ |
|
دَعَيناهُ حَتّى طَيَّرَت نُعَراتِهِ | |
|
| عَنِ المالِ هَيفٌ كُلَّ أَوبٍ تَصَفَّقُ |
|
وَكَبشٍ صَرَعناهُ وَعامِلُ رُمحِهِ | |
|
| كَأَنَّ عَلَيهِ ذا جَناحَينِ يَخفِقُ |
|
وَنَحنُ غَداةَ اِبنَي مَنولَةَ أَدرَكَت | |
|
| فَوارِسُنا تَيماً تَثوبُ وَتَلحَقُ |
|
وَقَد أَحرَزَتهُ مِن وَراءِ ظُهورِهِم | |
|
| عَدِيُّ فَجاذٍ بِالقَناةِ وَمُوفِقُ |
|
فَأَنقَذَ تَيماً بَعدَ ما ساءَ ظَنُّهُم | |
|
| لَنا وَقعُ حَربٍ يَستَهِلُّ وَيَصدُقُ |
|
وَنَحنُ جَعَلنا لِاِبنِ مَيلاءَ نَحرَهُ | |
|
| بِنِجلاءَ مِن بَينِ الجَوانِحِ تَشهَقُ |
|
وَيَومَ بَني الذَيّالِ نالَ أَخاهُمُ | |
|
| بِأَرماحِنا بِالسِرِّ مَوتٌ مُحَدِّقُ |
|
وَنَحنُ حَمَلنا بُحتِراً بِمَتالِعٍ | |
|
| عَلى آلَةٍ مِنها أَشاحو وَأَشفَقوا |
|
عَرَكناهُمُ عَركَ الأَديمِ فَمِنهُمُ | |
|
| مُقَصٌّ بِأَيدينا وَآخَرُ مُزهَقُ |
|
وَنَحنُ رَدَدنا أُمَّ عَمرَةَ بَعدَما | |
|
| جَرى خَوفَ بَينٍ دَمعُها المُتَرَقرِقُ |
|
وَمِنّا الَّذي رَدَّ المُلوطَ وَفاؤُهُ | |
|
| بِعِجلِزَ وَالجاني مِنَ الشَرِّ مُشفِقُ |
|
وَمِنّا حُماةُ الجَيشِ لَيلَةَ أَقبَلَت | |
|
| إِيادُ يُزَجّيها الهُمامُ المُحَرِّقُ |
|
حَبَسناهُمُ حَتّى أَضاءَهُمُ لَنا | |
|
| مِنَ الصُبحِ مَشهورُ الشِواكِلِ أَبلَقُ |
|
وَمِنّا الَّذي فَخرٌ لِضَبَّةَ يُمنُهُ | |
|
| إِذا ضَمَّ رُكبانَ المُعَرِّفِ مَأزِقُ |
|
وَمِنّا الَّذي أَدّى اِبنَ جَفنَةَ رُمحُهُ | |
|
| إِلى الحَيِّ مَجنوناً يَخُبُّ وَيُعنِقُ |
|
وَمِنّا الَّذي سَدَّ الثَأى بَينَ مالِكٍ | |
|
| وَقَد سَفِهَت أَحلامُهُم وَتَفَرَّقوا |
|
رَأَبنا وَعَفَّينا الكُلومَ كَما دَجا | |
|
| عَلى الأَرضِ غَيثٌ صادِقُ الخالِ مُونِقُ |
|
فَتِلكَ مَساعينا وَأَنتَ مُدَغْمَرٌ | |
|
| كَأَنَّكَ ضَبٌّ خَشيَةَ الحَرشِ مُطرِقُ |
|