عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > مسرح العشاق

لبنان

مشاهدة
1465

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مسرح العشاق

من سحر من مجيري
يا ضرّة الرّشا الغرير
جسم كخصرك في النحو
ل، ومثل جفنك في الفتور
أصبحت أضأل من هلا
ل الشكّ في عين البصير
محق الضّنى جسدي فيت
من الهلاك على شفير
ومشى الرّدى في مهجتي
الله في النفس الأخير
جهل النّطاسي علّتي
لله من جهل الخبير
كم سامني جرع الدّوا
ء وكم جرعت من المرير
دع، أيّها الآسي، يدي
الحبّ يدرك بالشعور
يدري الصّبابة والهوى
من كان في البلوى نظيري!..
***
لو تنظرين إليّ كالمي
ت المسجّى في سريري
يتهامس العوّاد حو
لي كلّما سمعوا زفيري
وأظنّهم قد أدركوا
لا أدركوا ما في ضميري
فأبيت من قلقي عليك
كأنني فوق السّعير
وأدرت طرفي في الحضو
ر لعلّ شخصك في الحضور
فارتدّ يعثر بالدمو
ع تعثّر الشيخ الضرير
قد زارني من لا أحب م
و أنت أولى أن تزورني
صدّقت ما قال الحوا
سد فيّ من هجر وزور
وأطعت بي حتّى العدى
و ضننت حتّى باليسير
أمّا خيالك، يا بخيلة،
فهو مثلك في النفور
روحي فداؤك وهي لو
تدرين تفدي بالكثير
تيهي على العاني كما
تاه الغنيّ على الفقير
أنا لا أبالي بالمصير
و أنت أدرى بالمصير
أهواك رغم معنفي
و يلذّ نفسي أن تجوري
ليس المحبّ بصادق
حتّى يكون بلا غدير
***
كم ليلة ساهرت فيها النجم
أحسبه سميري
والشّهب أقعدها الونى
و اللّيل يمشي كالأسير
أرعى البدور وليس لي
من حاجة عند البدور
متذكّرا زمن الصّبى
زمن الغواية والغرور
أيّام أخطر في المجا
مع والمعاهد كالأمير
أيّام في يدي
أيّام نجمي في ظهور
لمع الفتير بلمّتي
و يل الشباب من القتير
***
لا بالغوير ولا النّقا
كلفي ولا أهل الغوير
أرض الجزيرة كيف حا
لك بعد وقع الزمهرير
نزل الشّتاء فأنت ملعب
كلّ ساقيه دبور
وتبدّلت تلك العرا
ص من النّضارة بالدّثور
أمسيت كالطّلل المحيل
و كنت كالرّوض النّضير
آها عليك وآه كيف
نأتك ربّات الخدور
المائسات عن الغصو
ن السافرات عن البدور
الذّاهبات مع النّهو
د الذاهبات مع الصدور
الحاسرات عن السوا
عد والترائب والنحور
القاسيات على القلو
ب الجانيات على الخصور
المالكات على اللآ
ليء في القلائد والثغور
الضاحكات من الدّلا
ل اللّاعبات من الحبور
الآخذات قلوبنا
في زيّ طاقات الزهور
بيض نواعم كالدمى
يرفلن في حلل الحرير
مثل الحمائم في الودا
عه والكواكب في السّفور
من كلّ ضاحكة
كأنّ بوجهها وجه البشير
أنّى أدرت الطّرف فيها
جال في قمر منير
***
يا مسرح العشّاق، كم
لي فيك من يوم مطير
تنسى البريّة عنده
يوم الخورنق والسّدير
ولكم هبطتك والحبيبة
فازعين من الهجير
في زورق بين الزّوا
رق كالحمامة في الطّيور
متمهّل في سيره
و الماء يسرع في المسير
والشمس إبّان الضحى
و الجوّ صاف كالغدير
ولكم وثبنا في التلا
ل وكم ركضنا في الوعور
ولكم أصحنا للحفيف
و كم شجينا بالخرير
ولكم جلسنا في الرياض
و كم نشقنا من عبير
ولكم تبرّدنا بما
ء نهيرك الصافي النمير
طورا ننام على النبا
ت وتارة فوق الحصير
لا نتّقي عين الرّقي
ب ولا نبالي بالغيور
فكأنّها وكأنّني الأبوان
في ماضي العصور
حسدت عليّ من الإنا
ث كما حسدت من الذكور
ظنّ الأنام الظنو
ن وما اجترحنا من نكير
قد صان بردتها الحيا
ء، وصانني شرفي وخيري
***
ومطيّة رجراجة
لا كالمطيّة والبعير
ما تأتلي في سيرها
صخّابة لا من ثبور
تجري على أسلاكها
جرى الأراقم في الحدور
طورا ترى فوق الجسو
ر وتارة تحت الجسور
آنا على قمم وآ
نا في كهوف كالقبور
ترقى كما ترقى المصا
عد ثمّ تهبط كالصخور
فإذا علت حسب الورى
أنّا نصعّد في الأثير
وإذا هوت من حالق
هوت القلوب من الصدور
والركب بين مصفّق
و مهلّل جذل قرير
أو خائف متطيّر
أو صارخ أو مستجير
هي في التّقلّب كالزّما
ن وإنّما هي للسرور
ومدارة في الجو
يحسبها الجهول بلا مدير
لو شئت نيل النجم منها
ما صبوت إلى عسير
مشدودة لكنّها
أجرى من الفرس المغير
زفّافة زفّ الرئا
ل تسف إسفاف النسور
ولها حفيف كالرّيا
ح وهدرة لا كالهدير
كالأرض في دورانها
و لكالمظلّة في النشور
القوم فيها جالسو
ن على مقاعد من وثبر
والريح تخفق حولهم
و كأنّما هم في قصور
والجمع يهتف كلّما
مرّت على الحشد الغفير
***
ولكم تأمّلنا الجمو
ع تموج كالبحر الزّخور
يمشي الخطير مع الحق
ير كأنّما هو مع خطير
وترى المهاة كأنّها
ليث مع اللّيث الهصور
متوافقون على التبا
ين كالقبيل أو العشير
لا يرهبون يد الخطو
ب كأنّما هم خلف سور
يمضي النهار ونحن
نحسب ما برحنا في البكور
أبقيت يا زمن الحرو
ر بمهجتي مثل الحرور
ولّت شهور كنت أر
جو أن تخلّد كالدّهور
وأنت شهور بعدها
ساعاتها مثل الشهور
ليست حياة المرء في الد
نيا سوى حلم قصير
وأرى الشباب من الحيا
ة لكاللّباب من القشور
ذهب الربيع ذهابه
و أتى الشّتاء بلا نذير
وتبدّد العشّاق مثل
تبدّد الورق النثير
رضى المهيمن عنهم
و الله يعفو عن كثير
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2010/03/29 05:54:31 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com