عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > معركة شمولبو

لبنان

مشاهدة
969

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

معركة شمولبو

دبّت وقد أرخى الظّلام ستارا
و لطالما كتم الدّجى الأسرارا
سفن هي الأطواد لولا سيرها
عهدتم جبلا مشى أو سارا؟
كالطّير أسرابا ولكن إن عدت
تنت الرّياح وتسبق الأطيار
مثل الكواكب في النّظام وإنّها
لكما الكواكب تبعث الأنوارا
هي كالمدائن غير أنّ نزيلها
أبدا بها يتوقّع الأخطارا
وأظنّها فقدت حبيبا أو أخا
و لذلك ارتدّت السواد شعارا
تغشى المياه لعلّ ما في قلبها
يطفى، فتزداد الضّلوع أوارا
وتميد حتّى لا يشكّ بأنّها
سكرى ولم تذق السّفين عقارا
وتسرّ إن رأت الثّغور كأنّها
المقرور أبصر بعد جهد نارا
وبوارج قد سيّرت كالجحفل
الجرّار تحمل جحفلا جرّارا
حملت أناسا كالقرود، وجوههم
صفراء يحكي لونها الدّينارا
فطس الأنوف، قصيرة قاماتهم
هيهات لا تتجاوز الأشبارا
قد قادها طوغو فقاد ذلولة
تهوى الصّعاب وتعشق الأسفارا
في قبله نار وفي أحشائها
مثل الذي في نفسه قد ثارا
ما زال يدفعها البخار فترتمي
كالسّهم أطلق في الفضاء فسارا
طورا ترها في السّحاب وتارة
في القاع يوشك جرمها يتوارى
حتى دنت من ثغر شمولبو الذي
جمع الألى لم يعرفوا ما صارا
نفر من الرّوس الذين سمعت عن
أفعالهم فيما مضى الأخبارا
من كلّ مغوار إذا زار الوغى
زار الحمام الفارس المغوارا
ما كان غير الفارياج لديهم
و سفينة أخرى أخفّ دثارا
قال العدوّ لهم، وقد داناهم،
و كفى بما وافى به إنذارا
أمّا القتال فتلحقون بمن مضوا
أو تحسنون فتؤخذون أسارى
كان الجواب قذائفا نارية
تهوى الورود وتكره الإصدارا
مثل الرّجوم إذا هوت لكنّها
لا تعرف الأخيار والأشرارا
وأقلّها خطبا فكيف أشدّها
لو نالت الجبل الأشمّ انهارا
حفّت بهم سفن العداوة وأحدقت
حتى لدكت إخالها أسوارا
ما بين بارجة وطرّاد إلى
نسّافة والكلّ يقذف نارا
ملأ دخانها وذكاء
احتجبت، وما برح النّهار نهارا
والجوّ أظلم واكفهرّ أديمه
حتى على السّماء ستارا
والبحر خضّب بالدّماء وأصبحت
أمواجه وهي اللّجين نضارا
ذا والقنابل لم تزل منهلّة
منها تحاكي الصّيّب المدرارا
والمركبان الفارياج وأختها
في هبوة لا يعرفان قرارا
حداهما ظفرت بها مقذوفة
فكأنّ صاعقة أصابت دارا
فهوت بمن فيها، وقد فتحت لها
الأمواج صدرا يكتم الأسرارا
هبطت وزاد هبوطها المتقاتل
ين على مداومة الوغى إصرارا
لكنّما الأخرى أصيب بالأذى
حتى غدت لا تملك التسيارا
فرأى الفتى ربّانها أن يفتدي
الجند الكرام من الممات فرارا
قد فرّ بعضهم ولكن جلّهم
طلبوا الفرار من الفرار خيارا
أودوا بها نسفا، وماتوا عندها
غرقا، ويأبى الباسلون العارا
هذي حكايتهم أسطرها لكم
لا درهما أبغى ولا دينارا
فلئن أفادتكم فخير جاء من
شرّ، وإلاّ فلتكن تذكارا
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2010/03/30 02:02:21 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com