عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > طبيبي الخاص

لبنان

مشاهدة
1769

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

طبيبي الخاص

بتّ أرعى في الظلام الأنجما
ليس للعشّاق حظّ في الكرى
صرعتني نظرة حتى لقد
كدت أن أحسد من لا يبصر
نظرة قد أورثت قلبي الكمد
ما بلاء القلب إلاّ النّظر
لا رعاك الله يا يوم الأحد
لا ولا حيّاك عنّي المطر
أنت من أطلعت هاتيك الدّمى
سافرات فتنة للشّعرا
همت فيمن حسنت صورتها
مثلما قد حسنت منها الخصال
أخجلت شمس الضحى طلعتها
و استحى من لحظها لحظ الغزال
كلّ ما فيها جميل يشتهى
ما بها عيب سوى فرط الجمال
لو رآها لائمي فيها لمّا
لامني في حبّها بل عذارا
ذات حسن خدّها كالورد في
لونه والطيّب في نكهته
زهرة لكنّها لم تقطف
و جمال الزّهر في روضتيه
درّة ما خرجت من صدف
ترخص الدّرّ على قيمته
بضّة الخدّين والنّهدين ما
سفرت إلاّ رأيت القمرا
ذات شعر مسبل كالأفعوان
يتهادى فوق ردف كالكثيب
وقوام لو رآه الغصن بان
خجلا من ذلك الغصن الرّطيب
كاد لولا ما به من عنفوان
يقف الورق به والعندليب
وجفون أشبهتني سقما
كمن السّحر بها واستترا
تبعث الحبّ إلى الخليّ
و هو لا يدري ولا يستشعر
والهوى في بدئه عذب شهيّ
كلّ شيء بعده محتقر
كلّ من لا يعرف الحبّ شقيّ
لا يرى في دهره ما يشكر
يصرف العمر ولكن سأما
عبثا يطلب أن لا يضجرا
لم أكن أعرف ما معنى الهنا
قبل أن أعرف ما معنى الغرام
يضحك النّاس سرورا وأنا
عابس حتى كأنّي في خصام
عجبوا منّي وقالوا علنا
قد رأينا الصّخر في زيّ الأنام
أوشكوا أن يحسبوني صنما
لو رأوا الأصنام تخفي كدرا
لم أزل في ربقة اليأس إلى
أن أعاد الحبّ لي بعض الرّجا
كنت قبل الحبّ أسري في ظلا
م ولا ألقى لنفسي مخرجا
فجلاه الحبّ عنّي فانجلى
مثلما يجلو سنا الشمس الدّجى
بات قلبي بالأماني مفعما
و هو قبلا كان منها مقفرا
روّعتني بالنّوى بعد اللّقاء
و كذا الدّنيا دنو وافتراق
غضب الدّهر على كأس الصّفاء
مذ رآها فأبى ألاّ تراق
ولو أنّ الدّهر يدري بالشّقاء
ساعد الصبّ على نيل التلاق
لم أجد لي مشبها تحت السما
في شقائي، لا ولا فوق الثّرى
وأبي لو أن ما بي بالجبال
أصبحت تهتزّ من مرّ النسيم
فاعذروني إن أكن مثل الخيال
و اعذلوني إن أكن غير سقيم
إنّ دائي جاء من صاد ودال
و دواء القلب في ضاد وميم
بات صبري مثل جسمي عدما
إنّما يصبر من قد قدرا
ربّ ليل عادني فيه السّهاد
و نأى عن مقلتي طيب الكرى
هاجت الذّكرى شجونا في الفؤاد
فبكى طرفي عقيقا أحمرا
نبّه الأهل بكائي والعباد
فأتوا يستطلعون الخبرا
قلت داء في الفؤاد استحكما
كاد قلبي منه أن ينفطرا
صدّقوا ما قلته ثمّ مضى
واحد منهم يستدعي الطبيب
سار والكلّ على جمر الغضا
و أنا بين أنين ونجيب
لم يكن إلاّ كبرق ومضا
و إذا الدكتور من مهدي قريب
قال للجمهور ماذا الاجتماع
أخرجوا أو زدتموه خطرا
خرج الكلّ فأمست غرفتي
مثل قلب الطفل أو جيب الأديب
فدنا يسألني عن علّتي
و أنا أسمع لكن لا أجيب
فنضا الثّوب فأبصرت التي
كاد جسمي في هواها أن يغيب
خلعت عنها لباس الحكما
فرأت عيناي بدرا نيّرا
واعترتني دهشة لكنّها
دهشة ممزوجة بالفرح
كدت أن أخرج عن طزر النّهى
ربّ سكر لم يكن من قدح
يا لها من ساعة لو أنّها
بقيت كالدّهر لم تستقبح
عانقتني وأنا أبكي دما
و هي تبكي لبكائي دررا
وجعلنا بعد أن طال العناق
تتناجى بأحاديث القلوب
بينما نحن على هذا الوفاق
قرع الباب فأوشكنا نذوب
فأشارت لي قد حان الفراق
فاقطعنا وارتدّت ثوب الطبيب
أقبل القوم فقالت كلّ ما
كان يشكو منه عنه قد سرى
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2010/03/30 03:12:46 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com