عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > صاحب القلم

لبنان

مشاهدة
1488

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صاحب القلم

أشقى البريّة نفسا صاحب الهمم
و أتعس الخلق حظّا صاحب القلم
عاف الزّمان بني الدنيا وقيّده
و الطير يحبس منها جيّد النغم
وحكّمت يده الأقلام في دمه
فلم تصنه ولم يعدل إلى حكم
فيا له عاشقا طاب الحمام له
إن المحبّ لمجنون فلا تلم
لكلّ ذي همّة في دهره أمل
و كلّ ذي أمل في الدهر ذو ألم
ويل اللّيالي لقد قلّدنني ذربا
أدنى إلى مهجتي من مهجة الخصم
ما حدّثتني نفسي أن أحطّمه
إلاّ خشيت ععلى نفسي من الندم
فكلّما قلت زهدي طارد كلفي
رجعت والوجد فيه طارد سأمي
يأبى الشّقاء الذي يدعونه أدبا
أن يضحك الطرس إلاّ إن سفكت دمي
لقد صحبت شبابي واليراع معا
أودى شبابي ... فهل أبقي على قلم
كأنّما الشعرات البيض طالعة
في مفرقي، أنجم أشرقن في الظلم
تضاحك الشيب في رأسي فعرّض بي
ذو الشّيب عند الغواني موضع التهم
فكلّ بيضاء عند الغيد فاحمة
و كلّ بيضاء عندي ثغر مبتسم
قل للتي ضحكت من لمّتي عجبا
هل كان ثمّ شباب غير منصرم
أصبحت أنحل من طيف، وأحير من
ضيف، وأسهر من راع على غنم
وليلة بتّ أجني من كوكبها
عقدا كأنّي أنال الشّهب من أمم
لا ذاق جفني الكرى تنال يدي
ما لا يفوز به غيري من الحلم
ليس الوقوف على الأطلال من خلقي
و لا البكاء على ما فات من شيمي
لكنّ مصرا، وما نفسي بناسبه
مليكة الشّرق ذات النيل والهرم
صرفت شطر الصّبا فيها فما خشيت
نفسي العثار º ولا نفسي من الوصم
في فتنة كالنّجوم الزهر أوجههم
ما فيهم غير مطبوع على الكرم
لا يقبضون مع اللّاواء أيديهم
و قلّما جاد ذو وفر مع الأزم
حسبي من الوجد همّ ما يخامرني
إلاّ وأشرقني بالبادر الشيم
في ذمّة الغرب مشتاق ينازعه
شوق إلى مهبط الآيات والحكم
نا تغرب الشمس إلاّ أدمعي شفق
تنسى العيون لديه حمرة العنم
وما سرت نسمات نحوها سحرا
إلاّ وددت لو أنّي كنت في النّسم
ما حال تلك المغاني بعد عاشقها
فانّني بعدها للهمّ والسّقم
جاد الكنانة عنّي وابل غدق
و إن يك النّيل يغنيها عن الديّم
الشرق تاج، ومصر منه درّته
و الشرق جيش، ومصر حامل العلم
هيهات تطرّف فيها عين زائرها
بغير ذي أدب أو غير ذي شمم
أحنى على الحرّ من أمّ على ولد
فالحرّ في مصر كالورقاء في الحرك
ما زلت والدهر تنبو عن يدي يده
حتّى نبت ضلّة عن أرضها قدمي
أصبحت في معشر تقذي العيون بهم
شرّ من الدّاء في الأحشاء والتّخم
ما عزّ قدر الأديب الحرّ بينهم
إلاّ كما عزّ قدر الحيّ في الرّمم
من كلّ فظّ يريك القرد محتشما
و يضحك القرد منه غير محتشم
إذا بصرت به لا فاته كدر
رأيت أسمج خلق الله كلّهم
من الأعاب لكن أنشده
جواهر الشّعر ألقاه من العجم
ما إن تحرّكه همّا ولا طربا
كأنّما أنا أتلوها على صنم
لا عيب في منطقي لكن به صمم
إنّ الصوادح خرس عند ذي الصّمم
حجبت عن كلّ معدوم النّهى درري
إنّي أضنّ على الأنعام بالنعم
قوم أرى الجهل فيهم لا يزال فتى
في عنفوان الصّبا والعلم كالهرم
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2010/04/09 02:08:54 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com