عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > إيليا أبو ماضي > بين مدّ و جزر

لبنان

مشاهدة
1728

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بين مدّ و جزر

سيّرت في فجر الحياة سفيتني
و اخترت قلبي أن يكون إمامي
فجّرت على الأمواج قصرا من رؤى
ملء الفضا، ملء المدى المترامي
وأقلّ منها البحر حين أقلّها
دنيا من الأضواء والأنغام
ومشى الخيال على الحياة بسحره
فإذا الهوى في الماء والأنسام
وإذا الرّمال أزاهر فوّاحة
و الشّطّ هيكل شاعر رسّام
وإذا العباب ملاعب ومراقص
و إذا أنا من صبوة لغرام
أتلقّف اللّذّات غير محاذر
و أعبّ في الزلاّت والآثام
لا أكتفي وأخاف أكتفي
فكأنّما في الاكتفاء حمامي
وكأنّ هدبي أن تطول ضلالتي
و كأنّ ربّي أن يدوم أوامي
مرّت بي الأعوام تتلو بعضها
و أنا كأنّي لست في الأعوام
كالموج ضحكي، كالضّياء ترنّحي،
كالفجر زهوي، كالخضمّ عرامي
حتى إذا هتف المشيب بلمّتي
ودنت يد الماحي إلى أحلامي
صرخ الحجى بي ساخطا متهكّما:
هذا الغنيّ شرّى من الإعدام
أسلمتني للقلب وهو مضلّل
فأضرّني وأضرّك استسلامي
يا صاحبي أطلقني من سجن الرؤى
أنا تائه! أنا جائع! أنا ظامي!
وأراد عقلي أن يقود سفيتني
للشطّ في بحر الحياة الطامي
فطويت أعلام الهوى وهجرتها
و نسيت حتّى أنّها أعلامي!
وحسبت آلامي انتهت لمّا انتهى
فإذا النهاية أعظم الآلام
وإذا الطريق مخاوف ووساوس
و إذا أنا من هبوة لقتام
أبغي الثراء ولم يكن من مطلبي،
و أرى الجمال بناظر متعام
وأشيّد مثل الناس مجدا زائفا
و أشدّ حول الروح ثوب رغام
فإذا أنا، والأرض ملكي والسما،
قد صرت عبد الناس، عبد حطامي
فتضايق القلب السجين وقال لي:
يا أيّها الجاني قتلت هيامي!
ألقفر بالأحلام روض ضاحك
فإذا تلاشت فالرياض مومي
أين العيون تذيبني حركاتها
و تموت في سكناتها آلامي
وأطلّ من أهدابهاا السكرى على
ظلّ، وأنداء، وزهر نام
لمّا عصاني أن أشبّ ضرامها
أعيا عليها أن تشبّ ضرامي
ألخمر ملء الجام لكن قد مضى
شوقى إلى الخمر التي في الجام
أسلمتني للعقل وهو مضلّل
فأضرّني وأضرّك استسلامي
أنظر، ألست تراك في أوهامه
أشقى وأتعس منك في أوهامي؟
ألمال! من ذا يشتريه كلّه
منّي بليل صبابة وغرام؟
يا صاحبي أطلقني من سجن النهى
أنا تائه! أنا جائه! أنا ظامي
***
لا تسألوني اليوم عن قيثارتي
قيثارتي خشب بلا أنغام!
يا شاعرا غنّي فردّ لي الصّبا
فإذا مواكبه تسير أمامي
إنّا التقينا في الشباب وفي الهوى
في حومتين الشعر والإلهام
وسنلتقي وإن افترقنا في غد
في حبّ لبنان وحبّ الشام
وستلتقي روحي وروحك بعدما
تفنى الهياكل في الإله السامي
أهلا بذي الأدب الصراح المصطفى،
بالفاتح الرّوحيّ، بالمقدام
بالشاعر الغرّيد في ألحانه
عبق الربيع ونضرة الأكمام
هو إن ذكرت الشعر من أمرئه
و إذا ذكرت المجد فهو عصامي
إيليا أبو ماضي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2010/04/09 02:09:57 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com