يا ربِّ هنتُ وخانني دهري وما |
زالَ الفؤادُ على تقاكَ مسلّما |
زحفتْ إليَّ نواهشُ الإثم ِ الذي |
حذرتَ منه ُ وكانَ منكَ محرّما |
فرحت به نفسي وتلكَ مساوئي |
فالنفسُ تأمرُ ربَّها المستسلما |
يا ويلتي إن لم تعنّي ناصراً |
ربّي فما زلتَ الغفورَ الملهِما |
فأتيتُ أدعو بالحبيبِ محمّدٍ |
خيرالبريّةِ إذ كتبتَهُ قيّما |
ولجأتُ ألتمسُ الشفاعةَ تائباً |
بهِ قاصداً مترجّياً متسنّما |
قد لذتُ فيه كما أمرتَ ولم أكنْ |
كمكذّبٍ نهجَ الطريقَ المبهما |
وسعى وراءَ الزيغِ مفطوراً على |
دسِّ السمومِ لمن أطاعَهُ وانتمى |
فأنا بوادٍ قد خلعتُ مقدَّسٍ |
نعلي وذاكَ بنعلهِ وطئَ الحمى |
ووردتُ ماءَ معينهِ ورشفتُهُ |
عذباً فراتاً سائغاً متزمزما |
عفّرتُ خدّي في ترابِ نعالهِ |
وأتيتُهُ ما خاب من لهُ سلّما |
كن لي نبيَّ اللهِ ذخراً بالذي |
نبّاكَ من شرِّ العداةِ وعلّما |
فأنا بك استنصرتُ لمّا عربدت |
نفسي وللآثامِ جرّتني وما |
روحي فداكَ وقد علمتَ بأنَّني بك مؤمنٌ قد خالطَ الحبُّ الدما |