عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > إحسان البني > تسوية مقترحة من أوسلو

سورية

مشاهدة
971

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تسوية مقترحة من أوسلو

أحذركم أحبائي...
صغار الأرض والوطن...
ويا من تُرهِبونَ الموت بالكفن...
ويا من تصنعون النّصر بالحجر...
أحذركم من السّمسار والعرّاب والباغي
وممن يشتري الأوهام بالأطفال والمدن
يبيعون حجارتكم... براءتكم
ويستلبون ثورتكم...
ويغتالونكم جهراً... على الطّرقات... في السّاحات
خلف ستائر الفتن...
ويحتشدون كالتّتر
ثقالاً في بنادقهم...
وحوشاً في قنابلهم
ويرتعدون حتى الموت... من طفلٍ ومن حجرِ
ويختبئون كالجرذان خلف مزابل العفن...
يبيدون جحافلكم.. بأسلحة محرَّمةٍ
وأنتم عُزَّلٌ إلا من الإيمان والحجر...
وأسرابٌ من الطّير الأبابيلِ
تغطي قبة الوطنِ...
تصبُّ طفولة غضبى مع المطر...
وأرض المسجد الأقصى... ينابيعٌ
من الأطفال لا تبقى ولا تذرِ
***
وأنت اليوم ترتحل...
ملاكاً راح يسترخي على أضلاع والده بنهر الدم يغتسل..
شهيداً نازف الأحشاء ترتحل...
محمد أيها الطفل الذي احترقت على استشهاده المقلُ
محمد أيها البطلُ
محمد أيها لعملاقُ والجبل
وأنت الدرة البيضاء فيك العقد يكتملُ
قضيت وأنت لا تدري لماذا يُقتل الحَمَلُ
لماذا يذبح الأطفال في وطني؟
لماذا يغضبُ الطاغوت من اسمي ومن وجهي...
ويرسلني إلى كفني...
يصادر أرضي الظمأى...
وضرع الأم واللّبنِ...
ويستولي على بيتي ومحرابي...
يمارس دور سادي وإرهابي...
ويقصف سقف مدرستي... أساتذتي وأصحابي...
ويحرق كرمة الزيتون يسلبني كراريسي وألعابي...
ويزرع ألف قنّاصٍ ليربض خلف أبوابي...
***
تبارك وجهكَ الطّفلُ
شهيدَ تخلُّفِ العربِ
شهيد تخاذل العربِ
وأنت ممدد كالبدر في تابوتك القاني
كحقل الفلّ طرزّه دم الورد الدمشقي
ومن يافا لبيسان...
أيا بطلاً خرافياً أتى من جعبة التّاريخ والحقب
ليبعث في زوايا الخدر بركاناً من الغضب
أفيقي كل أحزاني...
أفيقي من كهوف الصّمت والنّسيان في قلبي
كبركان...
فهذا عصر قتل الطّفل والأطيارِ في صمت من العارِ
كنيرونُ الذي أفنى مدينته بألسنة من النّار
وجالوتُ الذي بعثت مخالبه لتنشر عرضنا العاري
بكل معقدٍ سفاح سادي وجزارِ
يعيدُ جرائم التاريخ منذ بداية البّشرِ
وهذا عصر هولاكو يقود جحافل التّتر
ليردي في شوارعنا
بكلّ وسائل التّدمير والخطرِ
صبياً ليس في يده
سوى قطعاً من الحجر.
***
أباركم أحبائي
من الألف إلى الياءِ
وأدعوكم إلى الحذر
من الوسطاءِ والعملاءِ والركُّعْ
ومن ظنّوا بأن مسيرة الأطفال لا تجدي ولا تنفعِ
ومن جهلوا بأن الشّعب بالأوهام لا يقنع
ومن ظنّوا بأن القهر يطفئ جذوة الغضبِ
وأنّ بوسعهم تدجين موج البحر والطّوفانِ
من عكا إلى النّقبِ
وينتظرون أن تحيوا على نتفٍ ممزقة من الوطنِ
وأنْ تقفوا طوابيراً أمام مكاتب العملِ
وسوط الجوع يحنيكمْ
وصوت الحاجة الخرساء يجثيكم
على أقدامهم صرعى بلا أملِ
فهيهات أحبائي...
بأن تدنوا جباهكم إلى مستنقع الزلَلِ
أبارككم... أبارك فيكم الإيمانَ والعزة
أيا سرباً من العقبان سدَّ منافذ الشّمسِ
من الصّحراء للقدس
ومن عكا إلى غزة
أحيي فيكم النخوة التي من قبل مولدكم نسيناها
افتقدناها...
وأستميحكم عذراً إذا خَمَّنتُ أنّا ما عرفناها...
ونحن شراذم بقيت من العرب...
قصاصاتٌ ممزقةٌ تسمى أمة العرب...
نشاهدُ موكب الشهداء يومياً على الشّاشات في عجب
وكيف تساقط الجاثون في رمضان للهِ...
تراتيلاً مضرّجةً على سجادة الحرم
وكيف تساقط الأطفال في الأقصى...
قناديلاً من الشّهب...
وما دمعت مآقينا
ولا اهتزتْ عمائمنا من الغضب
ولا رشقت دماءَكم ملابسنا
بجمراتٍ من اللّهب
وما زادت ردود الفعل في أرجاء وادينا
عن التنديد رسمياً... بلومٍ حائرٍ خجلِ
وشجْبٍ جدُّ مقتضب...
***
تباركتم أحبائي...
وأنتم سربُ أطيار
وأنتم عُزَّلٌ إلا من المقلاع
أو من بعض أحجارِ
تَخُطُّونَ مع الطاغوتِ والأزلامِ ملحمةً خرافية
مع الدبابة الصّمّاء والصّاروخ والمدفع
مع العنقاءِ والتنين لحن الموتِ والثار
تعيدون كتابات الأساطيرِ
كأحرارِ
فما التاريخ قبلكم
سوى بعضٌ من التّدجيل والكذب
تُقال بحفلِ سُمَّارِ
وما حطينُ قبلكم...
وعذراً من بني العربِ
سوى صفحاتُ باهتةٌ من الكتبِ
وأقزامٌ من اللّعبِ...
تهاوت من صوامعها...
إلى مستنقع العار...
كانو يتآمرون في أوسلو وأمثال محمد الدرة يستشهدون قي فلسطين
إحسان البني

6/10/2000 من ديوان ( لاترحلي )
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2010/07/20 09:55:18 صباحاً
التعديل: الخميس 2010/07/22 11:40:36 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com