عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > إحسان البني > عازف الكمان

سورية

مشاهدة
2547

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عازف الكمان

عندما كنتُ أعانقُ كلّ يومٍ في المسا
خصر الكمانِ
كنتُ أحملُهُ برفقٍ فوق زندي
ثم أسنُدُهُ لخدِّي
ثمّ أطويه لصدري في حنانِ
بين أحداقِ الحيارى
أو وجوهِ السّامرينَ مع السّهارى
والكؤوس الرّاعشاتِ على الشّفاهِ
بين أضواءِ المقاهي
كادت الأوتارُ تبكي رغم قهقهة الحسانِ
ثمّ يعلو صوتُها الواهي
بأرجاء المكانِ
كنت أعصرُ في دنانِ العشق راحي
كي أروِّي
بالتّرانيم الحزينات النّواحِ
كلَّ عاشقةٍ من الغيدِ المِلاحِ
***
سجنُ عينيكِ وظلُّكِ في الهوى
قد حاصراني
أقْفَلا أبوابَ سجني
قيّداني
خلف قضبان الوفاءِ
ثمّ فيكِ أغرقاني
كلُّ مَنْ حولي ضبابٌ
لا أرى فيه سواكِ
أو سراب ليس فيه
غير ذكرى من هواكِ
يا لِبُؤْسي
كيف مارستُ على قربانِ عينيكِ انتحاري
كيف بدَّلتُ قناعاتي
وغيّرتُ قراري
كيف مثَّلتُ بأنّي لست أعبأ بانسحابك من جواري
واقتنعتُ بزيف تحريري وأوهام انتصاري
واكتشفتُ بعد أن كابرتُ أنّي
لستُ أكثر من أسيرٍ كان ممنوعَ الفرارِ
***
عندما كنتُ أداعبُ في المسا وتر الكمان
كان قوسي يستحيلُ إلى شهابِ
شعلةً حمراءَ تسري في دمي
مثل وخز النّدم في أحاديث العتابِ
كنتُ أسأل نَكهة الصَّفصافِ في الغابات عنكِ
والمقاعدَ فوق أرصفة المقاهي
والنّوادي الصّاخباتِ
والملاهي
كنتُ أسأل كلَّ ربّانٍ مسافرْ
كلّ سربٍ عاد من منفاهُ أو طيرٍ مهاجرْ
كلّ موجٍ يضربُ الشّظآنَ في كلِّ المواني
أين أنت من مكاني؟
أين رُحْتِ؟ ولماذا؟
دون خلقِ الله عن دنياك غبتِ؟
آه يا وجع الكمان يئنُّ في أحزان صمتي
كالثّكالى النّائماتِ
ربّما قد تسمعيني
رغم أبعاد المسافات وهمسات الأنين
ربّما قد تدركيني
أو تناديك بقايا ذكرياتي
***
بعدكِ الأيامُ تمضي يا حياتي
كالقفارِ القاحلاتِ
والملاهي في بلاد الحبّ آلتْ
في المساءِ إلى رفاتِ
كنتُ أشدوكِ على أوتار بؤسي
يا منى نفسي البعيدة
فوق أرصفة المواعيد السّعيدة
أو أسائل كلّ عابرة من الغيماتِ عنكِ
في صدى لحنٍ وأبياتِ قصيدة
أين تهتِ؟
أين ساقتكِ القطارات الكئيباتُ الدخانِ
يا مسافرتي الوحيدة
هل تُرى يوماً تعودي؟
كي أعودَ إلى وجودي
أو سأبقى عازف الأحزانِ في وتر الكمان؟
إحسان البني

كان عازف كمانٍ جوال في مقاهي باريس الليلية وكانت موسيقاه الحزينة تنبئ بقصته مع تجربة حبٍ فاشلة. من ديوان ( لا ترحلي )
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2010/07/23 02:06:35 مساءً
التعديل: السبت 2010/07/24 02:26:05 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com