جَمَعتَ مِنَ الدُنيا وَحُزتَ وَمُنّيتا | |
|
| وَما لَكَ إِلّا ما وَهَبتَ وَأَمضَيتا |
|
وَما لَكَ مِمّا يَأكُلُ الناسُ غَيرُ ما | |
|
| أَكَلتَ مِنَ المالِ الحَلالِ فَأَفنَيتا |
|
وَما لَكَ إِلّا كُلُّ شَيءٍ جَعَلتَهُ | |
|
| أَمامَكَ لا شَيءٌ لِغَيرِكَ بَقَّيتا |
|
وَما لَكَ مِمّا يَلبَسُ الناسُ غَيرَ ما | |
|
| كَسَوتَ وَإِلّا ما لَبِستَ فَأَبلَيتا |
|
وَما أَنتَ إِلّا في مَتاعٍ وَبُلغَةٍ | |
|
| كَأَنَّكَ قَد فارَقتَها وَتَخَلَّيتا |
|
فَلا تَغبِطَنَّ الحَيَّ في طولِ عُمرِهِ | |
|
| بِشَيءٍ تَرى إِلّا بِما تَغبِطُ المَيتا |
|
أَلا أَيُّهَذا المُستَهينُ بِنَفسِهِ | |
|
| أَراكَ وَقَد ضَيَّعتَها وَتَناسَيتا |
|
إِذا ما غُبِنتَ الفَضلَ في الدينِ لَم تُبَل | |
|
| وَإِن كانَ في الدُنيا قَطَبتَ وَبالَيتا |
|
وَإِن كانَ شَيءٌ تَشتَهِهِ رَأَيتَهُ | |
|
| وَإِن كانَ ما لا تَشتَهِهِ تَعامَيتا |
|
لَهِجتَ بِأَنواعِ الأَباطيلِ غِرَّةً | |
|
| وَأَدنَيتَ أَقواماً عَلَيها وَأَقصَيتا |
|
وَجَمَّعتَ ما لا يَنبَغي لَكَ جَمعُهُ | |
|
| وَقَصَّرتَ عَمّا يَنبَغي وَتَوانَيتا |
|
وَصَغَّرتَ في الدُنيا مَساكِنَ أَهلِها | |
|
| فَباهَيتَ فيها بِالبِناءِ وَعالَيتا |
|
وَأَلقَيتَ جِلبابَ الحَيا عَنكَ ضِلَّةً | |
|
| فَأَصبَحتَ مُختالاً فَخوراً وَأَمسَيتا |
|
وَجاهَرتَ حَتّى لَم تَرِع عَن مُحَرَّمٍ | |
|
| وَلَم تَقتَصِد فيما أَخَذتَ وَأَعطَيتا |
|
وَنافَستَ في الأَموالِ مِن غَيرِ حِلِّها | |
|
| وَأَسرَفتَ في إِنفاقِها وَتَعَدَّيتا |
|
وَأَجلَيتَ عَنكَ الغُمضَ في كُلِّ حيلَةٍ | |
|
| تَلَطَّفتَ في الدُنيا بِها وَتَأَنَّيتا |
|
تَمَنّى المُنى حَتّى إِذاما بَلَغتَها | |
|
| سَمَوتَ إِلى ما فَوقَها فَتَمَنَّيتا |
|
أَيا صاحِبَ الأَبياتِ قَد نُجِّدَت لَهُ | |
|
| سَتُبدَلُ مِنها عاجِلاً غَيرَها بَيتا |
|
لَكَ الحَمدُ يا ذا المَنِّ شُكراً خَلَقتَنا | |
|
| فَسَوَّيتَنا فيمَن خَلَقتَ وَسَوَّيتا |
|
وَكَم مِن بَلايا نازِلاتٍ بِغَيرِنا | |
|
| فَسَلَّمتَنا يا رَبِّ مِنها وَعافَيتا |
|
أَيا رَبِّ مِنّا الضَعفُ إِن لَم تُقَوِّنا | |
|
| عَلى شُكرِ ما أَبلَيتَ مِنكَ وَأَولَيتا |
|
أَيا رَبِّ نَحنُ الفائِزونَ غَداً لَئِن | |
|
| تَوَلَّيتَنا يا رَبِّ فيمَن تَوَلَّيتا |
|
أَيا مَن هُوَ المَعروفُ مِن غَيرِ رُؤيَةٍ | |
|
| تَبارَكتَ يا مَن لا يُرى وَتَعالَيتا |
|