إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
المتسولُ الصَغيرُ
|
طفلٌ سَليبٌ |
صارَ في وطني السَّليبْ |
مثلَ السُّهولِ كئيبةً. |
عارٍ ويرتقبُ السَّماءَ. |
عَبرَ الشوارعِ والأزقَّةِ |
تاهَ يَستجدي العَطاءَ. |
قدْ غَيَّبَ البؤسُ ابتسامتَهُ، |
وأنهكَهُ لهيبُ الشَّمسِ... |
أضناهُ التوسلُ للغريبْ... |
طفلٌ سليبْ |
***** |
للطفلِ في وطني الحبيبْ |
عينانِ مِنْ حزنٍ رهيبْ. |
قد غابَ مِن أحداقهِ وَهْجُ الحياةْ، |
فغدا يُعاندُ حظَّهُ المحفورَ |
في كفِّ المَذلَّةِ والسؤالْ. |
في البيتِ |
لا فرحٌ يعانقُهُ ولا |
أيدٍ فتمسحُ فوقَ مَفْرِقِهِ الصغيرْ. |
قد ماتتِ الأمُّ التي تأويهِ |
من قهرِ الكبارْ |
لمَّا يَروحُ وكفُه خاوي الوِفاضْ |
من درهمٍ يحميهِ من جوعٍ |
وإخوتَهُ الصغار. |
***** |
طفل صغير |
على الرصيف! |
تَراهُ حيراناً يجول. |
مِنْ حولهِ هذا الذي |
ينهرْهُ في عُنفٍ، وذا |
يُعطيهِ مِنْ طَرفِ الحذاءِ مُرددا: |
هيا ابتعدْ مِنْ ههنا.. |
فالحَقُّ أَنَّكَ في الدُنا |
ذَنبٌ ولا يَحْمِلهُ غيرُك يا ذباب، |
وبقلبهِ المكسورِ يمسحُ |
فيضَ عينيهِ الغزير، |
ويظلُّ يَركِزُ في هجيرِ الشمسِ |
يبحثُ عن طفولتِهِ |
وعن وطنٍ سراب. |