من الناعب قبل الفجرِ من هذا على البابِ
|
أعيذ القبح من قبح بأظفار وأنيابِ
|
أقَبْل الشمس في الآفاق والعصفور في الغاب
|
وما زار الكرى جفني ولم تعلقه أهدابي
|
ولا غذيت أطفالي سوى همي وأوصابي
|
فراشى يا وقاك الله منه بعض أعشاب
|
وهذى كوبتى الفخار ما فيها سوى صاب
|
فما تبغيه فى بابى ومن أنت أنا الجابى
|
ٌإلهى أى دهياء يردى مثلها مثلى
|
ويشكو فقره قبوى ويشكو محله حقلى
|
وشاتى وهى أم البيت يشكو ضرعها طفلى
|
رويداً يا أخا الهيجاء قد أسرفت فى القتل
|
ألا تبقى على شئ فمن يحيا بلا أكل
|
كفانا أننا نمشى من البؤس بلا نعل
|
وأنا نمضغ الموتين من ظلم ومن ذل
|
فمن أغرى الرزايا بى ومن أنت أنا الجابى
|
برب الأرز حدثنى أحقاً قولهم حقا
|
بأن الناس فى بيروت لا تشقى كما نشقى
|
وأن الأتن والنيران تلقى العطف والرفقا
|
فإن صح الذى قالوا أيرضى العدل ذا الفرقا
|
ويرضى صاحب السلطان أن نفنى وأن يبقى
|
أللحكام ما نجنى متى كنا لهم رزقا
|
كذا يلقى الذى يبتاع بالحرية الرقا
|
فعد بالله عن بابى وخذ ما شئت يا جابى
|
لمن ينساق هذا المال قولى يا سما قولى
|
أأيلول على الأبواب لا عشنا لأيلول
|
يباع الخبز فى بيتى لتزمير وتطبيل
|
وخنق الدمعة الحمراء فى كف الأباطيل
|
أيحيا عيد أيلول على مليون مقتول
|
ولا يرثى أولو الأمر لأشباح مهازيل
|
نيام بين توراة وقرآن وإنجيل
|
فما فى الغاب من ناب فزمجر أيها الجابى
|
ألا سيف من الإيمان يبرى السيف مسنونا
|
يجلى عن سما الأوطان هذا الذل والهونا
|
يقود إلى جنون المجد أبطالاً مجانينا
|
بقلب يحمل الآمال والآلام والدينا
|
يهز القوم بالذكرى وقد ينسى الفتى حينا
|
إذا أعطيت وعد الحر كان الوعد مأمونا
|
ولكن ليس فى الباب سوى الجندى والجابى
|