أَهَزُّ حُسام يُنتَضى وَسِنان | |
|
| وَمَوتُ شُجاعٍ مِثل مَوتِ جَبانِ |
|
عَلَينا المَنايا قُدِّرَت وَعَلى العِدى | |
|
| فَيا لِضرابٍ بَينَنا وَطِعانِ |
|
رُزِئتُ فَعَزَّوني وَقَد عَزَّني الأَسى | |
|
| وَكَيفَ التَأَسّي وَاِبني الثَقلانِ |
|
وَقالوا تَفَرَّس هَل مِنَ القَومِ فارِس | |
|
| بِحصنٍ يُوَقّى المَوتَ أَو بِحصانِ |
|
فَقُلتُ الرَدى لا ردَّ فيهِ وَإِنَّما | |
|
| عَزاءُ هِجان في مُصابِ هِجانِ |
|
لِكَثرَةُ رُزء أَو لِقِلَّةِ فُرصَةٍ | |
|
| تعرُّ بِعارٍ أَو تَهونُ بِهانِ |
|
بِنَفسي نَجم أَظلَم الأُفق إِذ هَوى | |
|
| وَكادَ يُعَزّيني بِهِ القَمَرانِ |
|
سَلوا الدَهرَ هَل أخبى غداةَ وَفاته | |
|
| سَنا المُشتَري أَم هَدَّ رُكن أَبانِ |
|
كَأَنَّ ذِراعي جُذَّ مِن عَضدي بِهِ | |
|
| كَأَنَّ حُسامي فُلُّ وَهوَ لِساني |
|
فَمن لِبَني الدُنيا مَقولي إِذا نَبا | |
|
| بِحكمَةِ أَشعاري وَسحر بَياني |
|
بِعَبد الغنيّ اِستَغنتِ العَينُ أَن تَرى | |
|
| مَحاسِنَ طُرزٍ في الرِياضِ حسانِ |
|
فَما الدُرُّ إِلّا ما يُنَثَّرُ مِن فَم | |
|
| وَما الزَهرُ إِلّا ما نَشى بِبَنانِ |
|
رَبيعُ رُبوعي كانَ صَوبَ صَوابِهِ | |
|
| يُنَوِّرُ مِنهُ الطَرفَ كُلَّ أَوانِ |
|
زَكا فَأَتاني يَغلِبُ الجَمعَ وَحدَهُ | |
|
| وَعَن رَأيِهِ يصّالحُ الفتيانِ |
|
فَلَو كانَ في صفّين إِذ هُوَ يافِع | |
|
| تَراضى بِهِ الخَصمانِ وَالحَكَمانِ |
|
وَلَو كانَت النيرانُ مِثل ذكائِهِ | |
|
| تَلَظَّت لِموريها بِغَيرِ دُخانِ |
|
وَلَو أَطلَعَ اللَهُ الهِلالَ طُلوعَهُ | |
|
| لَقالوا لِسَبعٍ تَمَّ أَو لثمانِ |
|
وَلَو أَنبَتَ اللَهُ الغُصونَ نَباتَهُ | |
|
| دَنا مِن جَناها ما تَخَيَّرَ جانِ |
|
وَلَو طابَتِ الأَيّامُ بَعدَ مَذاقهُ | |
|
| لَما شَرِبَت لِلحرِّ بَعد ليانِ |
|
أَحينَ شَأى مِن فَضلِهِ كُلّ سابِق | |
|
| وَغَنّى شَآمٌ بِاِسمِهِ وَيَمانِ |
|
وَجَرَّ قَناةَ النَصرِ لِلظَّعنِ في العِدى | |
|
| وَراشَ جَناح العِزِّ لِلطَيَرانِ |
|
رَمَتهُ فَأَصَمتهُ السِهامُ وَإِنَّهُ | |
|
| لَفي زردٍ مِن دَعوَتي وَكنانِ |
|
كَأَنَّ الرَدى يَومَ العُروبَةِ إِذ مَضى | |
|
| أَراني جِبال الأَرضِ فَوقَ أَرانِ |
|
كَأَنَّ السَماءَ اِنشَقَّتِ اليَومَ لِلَّذي | |
|
| دَعاني فَكانَت وَردَةً كَدِهانِ |
|
أَلا إِنّ قُضباً مِسنَ في دَوحَةِ العُلا | |
|
| لِدانٍ نأى أَصبَحنَ غَير لِدانِ |
|
سألتُ حَبيبَ النَفسِ أَينَ مَكانهُ | |
|
| إِذا نُشِرَ المَوتى وَأَينَ مَكاني |
|
فَقالَ مَكاني حَيثُ جِئتَ بِجَنَّةٍ | |
|
| مُذلَّلَةٍ مِنها القُطوفُ دَواني |
|
وَلا عِلمَ لي إِلّا بِنَقسي وَجَدتُها | |
|
| فَيا أَبَتِ اِعمَل صالِحاً لِتَراني |
|
وَيا أَبَتِ اِحذَر فِتنَةَ القَبرِ إِنَّها | |
|
| مَخافَةُ مَن لَم يَجتَهِد لِأَمانِ |
|
وَيا أَبَتِ اِعمَل لَستَ عَنّي جازِياً | |
|
| وَلا عَنكَ أَجزي غَيرُ شَأنكَ شاني |
|
وَيا أَبَتِ اِتلُ الذِكرَ حَسبُكَ واعِظاً | |
|
| تَدَبُّرُ آىٍ فُصِّلت وَمَثانِ |
|
وَيا أَبَتِ اِستَيقِظ فَإِنَّكَ نائِمٌ | |
|
| وَيا أَبَتِ اِستَعجِل فَإِنَّكَ وانِ |
|
وَيا أَبَتِ اِستَشفِع نَبِيَّكَ واثِقاً | |
|
| بِوَعدٍ يُوَفّيهِ غَداً وَضَمانِ |
|
نَجا اِبنُكَ فَاِنظُر في نَجاتِك وَاِعتَمِد | |
|
| عَلى عَمَلٍ يَبقى فَإِنَّكَ فانِ |
|
عَلى البِرِّ وَالتَقوى وَحُبِّ مُحَمَّدٍ | |
|
| وَمُستَوزريهِ حَبَّذا العُمَرانِ |
|
وَسائِرِ أَصحابٍ كَفَوهُ كَأَنَّهُم | |
|
| بَنانٌ وَدينُ اللَهِ وَهوَ يدانِ |
|
عَلَيهِم صَلاةُ اللَهِ ثُمَّ عَلى الَّذي | |
|
| تَوَفّاهُ بَرّاً في أَعَقِّ زَمانِ |
|
كَشَفتَ إِلَيَّ الغَيبَ يا اِبني وَلَم تَخب | |
|
| وَلكِنَّ عَقلي دَلَّني فَهَداني |
|
تُتَرجمُ عَن أَهلِ القُبورِ قُبورهُم | |
|
| فَيفهَمُ مِن دونِ الكَلامِ مَعانِ |
|
وَمَن خَذَلتَهُ عبرَةٌ عِندَ عبرَةٍ | |
|
| فَذاكَ جَمادٌ عُدَّ في الحَيَوانِ |
|
إذا اِعتَبَرَ المُستَبصِرونَ كَفاهُمُ | |
|
| حَديثُ الصّبا وَالشَيبِ وَالحَدَثانِ |
|
أَكافورُ شَيبٍ بَعدَ مِسكِ شَبيبَةٍ | |
|
| وَسُمُّ مَنونٍ بَعدَ شَهدِ أَمانِ |
|
وَقُبحُ شَتاتٍ بَعدَ حُسنِ تَأَلُّفٍ | |
|
| وَوَحشَةُ قَبرٍ بَعدَ أُنسِ مَغانِ |
|
فَيَأتي الهَوى حَتّى يَسُدَّ مَسامِعي | |
|
| بُكاءُ حَمامٍ عَن غِناءِ قيانِ |
|
نَسيتُ ذُنوبي أَو تَناسَيتُ بِالهَوى | |
|
| وَأَحصى عَلَيَّ اللَهُ وَالمَلَكانِ |
|
فَإِن حُرِمَ العاصي أَبوكَ شَفاعَةً | |
|
| تَكونُ لَهُ عِزّاً هَوى لِهَوانِ |
|
عَسى اللَهُ يُنجيهِ فَلَيسَ وَإِن عَصى | |
|
| بِمُستَيئِسٍ مِن رَحمَةٍ وَجنانِ |
|
لِيَهنكَ يا اِبني أَنَّ شُربَكَ بارِدٌ | |
|
| وَشُربي إن لَم يَعفُ رَبّي آنِ |
|
كَأَنّ حَماماتِ الأَراكِ تَرَنَّمَت | |
|
| عَلى نَشَواتي وَالشُؤونُ دِناني |
|
أَزورُكَ غِبّاً وَالمَسافَةُ بَينَنا | |
|
| قَريبٌ وَلكِن لا سَبيلَ لِعانِ |
|
بِوَجهي أَقيكَ التُربَ حَيثُ تُطيبُهُ | |
|
| بِعرفِ ثَناءٍ وَهوَ مِنّي دانِ |
|
حَلَلتَ غَريباً فيهِ وَالثكلُ حَولَهُ | |
|
| يُرَوّي الحَصا مِن دَمعِ كُلِّ حصانِ |
|
وَلا بَصَرٌ يَرعاكَ إِلّا بَصيرَتي | |
|
| وَلا جُنَنٌ تَحويكَ غَير جِناني |
|
بَلى كُلُّ قلبٍ أَنتَ فيهِ مُمثّل | |
|
| وَإِن كُنتَ لا تَشفي الوَرى بِعَيانِ |
|
فَمَعناكَ مَعنى لَيلَةِ القَدرِ إِنَّها | |
|
| عَلى الناسِ تَخفى وَهيَ في رَمَضانِ |
|
طَوى مِن شَبابي الدَهرُ ما أَنا ناشِرٌ | |
|
| وَهَدَّمَ فيكَ المَوتُ ما أَنا بانِ |
|
وَلَمّا دَهاني الدَهرُ وَاِبني وَأُمّه | |
|
| بِحَربَينِ بِكرٍ مرَّةٍ وَعَوانِ |
|
صَدَدتُ عَنِ البيضِ الرَعابيبِ سَلوَةٍ | |
|
| وَأقسَمتُ جهداً لا مَلَكنَ عَناني |
|
فَمِن أَينَ لي نَجلٌ أَقولُ إِذا زَكا | |
|
| تَشابَهَ في مَعناهُما الأَخَوانِ |
|
وَأَنتَ الَّذي تَزهى عَلى الشُهبِ قائِلاً | |
|
| ذُكاء وَبَدرُ التمِّ لي أَبَوانِ |
|
وَلَو متَّ قَبلَ البَينِ يا واحِد العُلا | |
|
| رَجَوتُ لِفهرٍ أَن تَرى لَكَ ثاني |
|
وَلكِنَّ من وَفَّيتُ خانَت وَقَلَّما | |
|
| رَأَيتُ الهَوى وَالغَدرَ يَتَّفِقانِ |
|
وَعِندَ الغَواني حَلَّ حلُّ عُقودُها | |
|
| وَجازى جَزاءَ الوُدِّ بِالشَنآنِ |
|
وَهَبها جَفَت مَن أحصنت بِلبانَة | |
|
| قَضاها أَتَجفو مَن غَذَت بِلبانِ |
|
أَرى المَرءَ أَدنى ما يَكونُ مِنَ التُقى | |
|
| إِذا عَفَّ خلواً مِن غنى وَغَواني |
|
عَرَفتُ فَرابَتني صَواحِبُ يوسُف | |
|
| قَديماً وَلكِن زَلَّتِ القَدَمانِ |
|
أَلا في جِوارِ اللَهِ مَن أَذكُرُ اِسمَهُ | |
|
| فَتَصدع قَلبي شِدَّةُ الخَفَقانِ |
|
رَقيتُ وَداوَيتُ السقامَ الَّذي شَكا | |
|
| فَأَعيَت مَعاني البرء كُلَّ مَعانِ |
|
وَكَفكَفتُ جهدي عبرَتي وَرعافَهُ | |
|
| فَلَم أَستَطِع أَن يَرقَأ الدَمَيانِ |
|
نَذَرتُ دَمَ الأَعداءِ لَمّا نَظَرتهُ | |
|
| كَأَنَّ عَدُوّاً شَجَّهُ فَشَجاني |
|
فَلَمّا بَدا لي أَنَّهُ قَدر الرَدى | |
|
| تَداوَيتُ بِالذِكرى مِنَ الهَذَيانِ |
|
وَلَم أَدرِ كَيفَ الصَبرُ حينَ تَقَلَّصَت | |
|
| لَهُ شَفَتانِ طالَما شَفَتاني |
|
تُرى علَّتيهِ غارَتا فَأَغارَتا | |
|
| عَلى واحِدٍ لَو عاشَ لي لَكَفاني |
|
حَبيبٌ كَأَنّي كُنتُ أضربُ بِالظُبى | |
|
| إِذا بثَّ ما يَشكو مِنَ الضَرَبانِ |
|
أَبَينَ اِحمِرارٍ وَاِصفِرارٍ وَزُرقَةٍ | |
|
| تَقَسَّمَ خَدٌّ كانَ أحمَر قانِ |
|
ثَلاثُ يَواقيتٍ عَلى صَحنِ فِضَّةٍ | |
|
| نُظِمنَ وَفي خَدَّيَّ نَثرُ جُمانِ |
|
وَكَيفَ حَواني مَنزِلي بَعدَ فَرقَد | |
|
| عَلَيهِ الشُموس النَيِّرات حَواني |
|
سَأَسفحُ ما أَسأَرتُ مِن بَحرِ أَدمُعي | |
|
| وَحَسبي بُكاءُ العَينِ بِالهَمَلانِ |
|
وَأَصفح عَن دَهري عَلى أَنَّ صَرفَهُ | |
|
| رَزاني بِفَقدِ اِبنٍ وَغَدرِ رَزانِ |
|
وَأَرجو مِن اِبني عَونَهُ بِشَفاعَةٍ | |
|
| فَرُبَّ مُعانٍ لِلنَّجاةِ مُعانِ |
|
أَتاني رَدى عَبد الغَنِيِّ فَهَدَّني | |
|
| عَلى اِبنِ لَباةٍ خانَهُ اِبنُ أَتانِ |
|
سَماني بِزُهدٍ وَالقَناعَة أنَّني | |
|
| أَكولُ عِجافٍ لا أَكولُ سمانِ |
|
جَفاني اِمرِؤٌ طافَت عَلَيهِ وَلائِدي | |
|
| بِزهرِ أَباريقي وَغُرِّ جِفانِ |
|
زَواني عَمى عَينَيَّ عَن آفَةِ الهَوى | |
|
| لَعَلَّ عُيونَ الناظِرينَ زَواني |
|
وَلَو تَنطِقُ الآدابُ قُلتُ حَقيقَةً | |
|
| رَواني بِأَفكارٍ إِلَيَّ رَواني |
|
وَلَو عِشتَ يا عَبدَ الغنيّ خَلفتَني | |
|
| وَلكِن عَناني ما بَكَتهُ عَناني |
|