فصل الربيع شبيبة الأزهارِ |
طلق بزهو تبسم النوارِ |
زمن الورود قصيرة أعماره |
وكذا الورود قصيرة الأعمارِ |
زمنٌ يتيه الورد فيه تبخترا |
بشذاه في الأنجاد والأغوارِ |
ومصفق الصهباء في وضح الضحى |
للشاربين مريق الأسحارِ |
شوقي إلى نوّار نجد متهما |
شوق الفرزدق منجداً بنوارِ |
يا ربَّ سارية تروح وتغتدي |
ببروقها فتضيء ليل الساري |
بكرت تقلد منه أعناق الربى |
بقلائد كقلائد الأبكار |
فكأنَّ سافرة اليفاع خرائد |
عقدت تمائم يافع الأزهارِ |
وكأن أعين عين نرجس روضها |
حدق الظباء كواسر الأبصار |
وكأنّ رافلة الغصون عرائسٌ |
لابن الصليب عواقد الزنارِ |
كم من مهاً للروض قرَّطها الندى |
قرطا وسوَّر كفها بسوارِ |
من كل مخطفة الموسط رودةٍ |
خطرت تميس بدعص رمل هارِ |
ومرقص القرطين فوق امعقص |
جعد يمج بليل مسك داري |
يفترُّ عن خصرٍ كأن رضابه |
الأسفنط أو كالأري للمشتارِ |
وأدقّ ما خطَّ الجمال بوجه |
حرفان ميم فم ولام عذارِ |
صلت الأسيل طلى الذكاء بخده |
ذهباً وحلَّ لجينة الأقمار |
شرق الترائب يشرئب فأنثني |
والعين تشرق بالنجيع الجاري |
وحديد نصل اللحظ أوسع في الحاش |
جرحا يقيء حديدة المسبار |
من لي ووخط الشيب غازل مفرقي |
بغزيَّل يرنو بعين الضاري |
أأبا الرضاء وتلك دعوة شيق |
شرقٍ بحافل دمعه التيار |
أترى يسومك سلوة في مورد |
قمنٍ بوردِ الحب والإصدارِ |
وافاك شوقي مغضبا يطأ الربى |
حران يلهب كالشهب الواري |
يجري بمضمار العلوم مجليا |
فينير مبهم ذلك المضمار |
وشمائل مثل الشمول حديثها |
أشهى لسمعي من صدى المزمارِ |
وفضائلا ملء الزمان فواضلا |
محسوسة بالعين والآثارِ |
خلق تضمخ بالخلوق وقدرة |
نشأت بكف مصرف الأقدارِ |
ذاكٍ به بهر الرياض تطرزت |
حافاتها بشقائق وبهارِ |
واقرِ السلام عليه عني لاثماً |
كفّاً تكف العسر بالأيسارِ |
ولئن أقصر في القريض فواجب |
فضلي يطول لديه لا أشعاري |
لو لم يقص الشعر منك قوادم الش |
شعراء طاروا فيه كل مطارِ |
خذها إليك خريدة معطارة |
أزرت بكل خريدة معطار |
تسري الصبا علوية بأريجها |
فيغار من رياه نفح الغرا |
ولك الصفا يا من جنى مختارها |
ولك الخيار ولستُ بالمختارِ |