أَضَاءَ لَهَا فجرُ النُّهى فَنَهاها | |
|
| عن الدَّنِفِ المُضْنى بِحَرِّ هواها |
|
وضَلَّلها صبحٌ جلا ليلة الدُّجى | |
|
| وَقَدْ كَانَ يَهدِيها إِليَّ دُجاها |
|
ويشفع لِي منها إِلَى الوصل مَفْرِقٌ | |
|
| يُهِلُّ إِلَيْهِ حَلْيُهَا وحُلاها |
|
فيا للشبابِ الغَضِّ أَنْهَجَ بُرْدُهُ | |
|
| ويا لرياضِ اللهو جَفَّ سَفَاها |
|
وما هِيَ إِلّا الشَّمْسُ حَلَّتْ بمفرقي | |
|
| فأَعشى عيونَ الغانياتِ سَناها |
|
وعين الصِّبا عار المشيبُ سَوادَها | |
|
| فَعَنْ أَيِّ عينٍ بعد تِلْكَ أراها |
|
سلامٌ عَلَى شرخ الشباب مُرَدَّدٌ | |
|
|
ويا لديار اللهو أَقوت رُسُومُهَا | |
|
| وَمَحَّتْ مغانيها وَصَمَّ صَدَاها |
|
وَخَبَّر عَنها سَحْقُ أَثْلَمَ خَاشِعٍ | |
|
| كَهالةِ بدرٍ بَشَّرتْ بحياها |
|
فيا حبذا تِلْكَ الرسومُ وحبذا | |
|
| نوافِحُ تُهْدِيها إِلَيَّ صَبَاهَا |
|
تهادي المها الوحشيِّ فِي عَرَصَاتِها | |
|
|
ومبتسم الأَحباب فِي جنباتها | |
|
| أَقاحٍ كَساهُنَّ الربيع رُباها |
|
دعوتُ لَهَا سُقيَا الحيا ودعا الهوى | |
|
| وَبَرْحُ الهوى دمعِي لَهَا فسقاها |
|
وقد أَستقيد الحُورَ فِيهَا بِلِمَّةٍ | |
|
| تَبَارَى نفوسُ العِينِ نحو فِدَاهَا |
|
وأُصبِحُها الشَّرْبَ الكرامَ سُلافَةً | |
|
| أَهانت لَهَا أَموالَها وَنُهَاها |
|
كُمَيْتاً كَأَنَّ النجمَ حينَ تَشُجُّها | |
|
| تقحَّمَ كَأْسٌ كَأْسَهَا فَعَلاهَا |
|
بأَيدي سُقَاةٍ مثل قُضبانِ فِضَّةٍ | |
|
| جَلَت أحمر الياقوت فَهْوَ جَنَاهَا |
|
وتُزْهى بِسحرٍ من أَحاديثَ بيننا | |
|
| كَأَنَّ أَسيرَيْ بابلٍ نَفَثَاهَا |
|
وقد عَجَمَتْ مني الخطوبُ ابنَ حُرَّةٍ | |
|
| أَبِيّاً محزَّاتِي لِوَقعِ مُدَاها |
|
جديراً إِذَا أَكْدى الزمان برحلةٍ | |
|
| يُحَقِّرُ بُعْدَ الأَرضِ عَرْضُ فلاها |
|
رَحلْتُ لَهَا أَدماءَ وَجَناءَ حُرَّةً | |
|
| وشيكاً بأَوْبَاتِ السرور سُرَاها |
|
أَقامت بمرعى خصبِ أَرضٍ مَرِيعَةٍ | |
|
| أَطاع لَهَا تُنُّومُها وَأَلاها |
|
بما أَفرغ الفَرْغانِ ثُمَّتَ أَتبعت | |
|
| بنوء الثريّا فالتقى ثَرَيَاها |
|
أَشُجُّ بِهَا والليلُ مُرْخٍ سُدُولَه | |
|
| سَبَارِيتَ أَرضٍ لا يُرَاعُ قطاها |
|
أُسَائِلُ عن مجهولِها أَنْجُمَ الهُدى | |
|
| بِعَيْنٍ كَأَنَّ الفرقَدَيْنِ قذاها |
|
وَأُحْيِي نُفُوسَ الرَّكْبِ من مِيتَةِ الكَرى | |
|
| وَقَدْ عَطَفَ الليلُ التَّمامُ طُلاها |
|
بِذِكْرِ أَيادِي العامِرِيِّ الَّتِي طَمَتْ | |
|
| عَلَى نَأْيِ آفاقِ البِلادِ مُنَاها |
|
وَمُوحشةِ الأقطارِ طامٍ جِمَامُهَا | |
|
| مَرِيشٌ بأَسرابِ القَطا رَجَوَاهَا |
|
أَهلَّ إليها بعد خَمسٍ دَلِيلُنَا | |
|
| فعُجْنَا صدورَ العِيسِ نَحْوَ جَبَاها |
|
نُغِيثُ بقايا من نفوسٍ كَأَنَّهَا | |
|
| بقايا نجوم القَذْفِ غارَ سَنَاها |
|
وقمنا إِلَى أَنْقاضِ سَفْرٍ كَأَنَّهَا | |
|
| وَقَدْ رحلت شطراً شطورُ بُرَاها |
|
وقلتُ لنِضوٍ فِي الزِّمَام رَذِيَّةٍ | |
|
| تَشكَّى إِلَى الأَرْضِ الفضاءِ وَجَاها |
|
عسى راحةُ المَنْصُورِ تُعْقِبُ رَاحةً | |
|
| وَحَتْمٌ لآمال العُفَاةِ عَساها |
|
فِللهِ منه قائدُ الحَمْدِ قادَهَا | |
|
| وَمِنّيَ مَحدُوُّ الخطوبِ حَدَاها |
|
ولله عزمي يوم وَدَّعْتُ نحوه | |
|
| نُفُوساً شجاني بَيْنُهَا وَشَجاها |
|
وَرَبَّةُ خدرٍ كَالجُمَان دُمُوعُها | |
|
| عَزِيزٌ عَلَى قلبي شُطُوطُ نَوَاها |
|
وَبِنْتُ ثمانٍ مَا يزال يَرُوعُنِي | |
|
| عَلَى النّأْيِ تَذْكَارِي خُفُوقَ حَشَاها |
|
وَمَوْقِفَها وَالبَيْنُ قَدْ جَدَّ جدُّهُ | |
|
| مَنُوطاً بحبلَيْ عَاتِقَيَّ يَدَاها |
|
تَشَكَّى جَفَاءَ الأَقْرَبِين إِذَا النَّوى | |
|
| تَرَامَتْ برحلي فِي البلادِ فَتَاهَا |
|
وَأَقسم جُودُ العَامِرِيِّ لَيَرْجعَنْ | |
|
| حَفِيّاً بِهَا مَنْ كَانَ قَبلُ جَفَاها |
|
وَرَامَتْ ثواءً من أَبٍ وَثواؤه | |
|
| عَلَى الضَّيْمِ بَرْحٌ من شماتِ عِدَاها |
|
وَأَنّى لَهَا مَثْوَى أَبيها وَقَدْ دَعَتْ | |
|
| بوارقُ كَفِّ العامِريِّ أَبَاها |
|
بُنَيَّ إليكِ اليوم عَنِي فإِنها | |
|
| عزائمُ كَفُّ العامريّ مداها |
|
فَحَطَّتْ بمغنى الجودِ والمجدِ رَحْلَها | |
|
| وَأَلقت بِرَبْعِ المَكرُمَاتِ عَصَاها |
|
لدى مَلِكٍ إِحدى لواحِظِ طَرْفِهِ | |
|
| بعين الرِّضَا حَسْبُ المُنى وَكَفَاها |
|
هو الحاجِبُ المنصورُ والمَلِكُ الَّذِي | |
|
| سَعى فتعالى جَدُّه فَتَناهى |
|
سليلُ الملوكِ الصِّيدِ من سَرْوِ حِميَرٍ | |
|
| توسَّط فِي الأَحساب سَمْك ذُرَاها |
|
لبابُ معاليها وإنسانُ عَيْنِها | |
|
| وَبَدْرُ دَيَاجِيهَا وَشمسُ ضُحَاها |
|
مُعَظَّمُها مَنْصُورُها وَجَوادُها | |
|
| وفارسُها يومَ الوغى وفتاها |
|
وَوَارِثُ مُلْكٍ أَثَّلَتْهُ مُلُوكُها | |
|
| وَجَامِعُ شَمْلَيْ مَجْدِها وَعُلاها |
|
نَمَاهُ لِقَوْدِ الخيل تُبَّعُ فخرِها | |
|
| وأَوْرَثَهُ سَبْيَ المُلُوكِ سَبَاها |
|
ذَوُو المُلْكِ وَالتِّيجَانِ والغُرَرِ الَّتِي | |
|
| جَدِيرٌ بِهَا التيجانُ أَن تَتَبَاهى |
|
شُمُوسُ اعتلاءٍ تُوِّجَتْ بِأَهِلَّةٍ | |
|
| وَسُرْبِلَتِ الآجالُ فَهْو كَسَاها |
|