لَوْ كَانَ يَعْدِلُ حاكِمٌ فِي حُكْمِهِ | |
|
| أَوْ كَانَ يُقْصِرُ ظالِمٌ عن ظُلْمِهِ |
|
مَا جُشِّمَ الدَّنِفُ السَّقِيمُ مَلامَةً | |
|
| تُغْرِي الهَوى بغرامِهِ وبِسُقْمِهِ |
|
هل صَمَّ سمعٌ عن جَلِيَّةِ عُذْرِهِ | |
|
| أَوْ ضاقَ ذَرْعٌ عن تَغَمُّدِ جُرْمِهِ |
|
كَلِفاً يُكَلِّفُهُ العَذولُ تَسَلِّياً | |
|
| عن حُبِّ مَنْ صَرَمَ السُّلُوَّ بِصَرْمِهِ |
|
مَنْ عاذِرِي من عاذلٍ عِصيانُهُ | |
|
| من هِمَّتِي وصبابَتي من هَمِّهِ |
|
لما صَبَوْتُ قضى عَلَيَّ بظَنِّهِ | |
|
| فأَجازَ فِي خَصْمٍ شهادَةَ خَصْمِهِ |
|
يا وَيحَهُ لَوْ غالَني صرفُ الرَّدى | |
|
| فَيَبُوء بِاِثْمِ المستهامِ وإِثْمِهِ |
|
إِنْ لَمْ أَمُتْ مِمَّا أُقاسِي فِي الأَسى | |
|
| وَجْداً فأَوْشِكْ أَنْ أَموتَ بِزَعْمِهِ |
|
عهداً عَلَيَّ لئِنْ ظَفِرْتُ بسلوةٍ | |
|
| مِمَّنْ هَوِيتُ لأَعشقَنَّ بِرَغْمِهِ |
|
يا حاجِباً تُزْهى الحِجابَةُ والعُلا | |
|
| وسَنا المراتِبِ والقيادَةِ باسْمِهِ |
|
مَلِكٌ تَحَكَّمَ فِي هواهُ حَزْمُهُ | |
|
| وأَباحَ سيفُ نداهُ مُهْجَةَ حَزْمِهِ |
|
وطما عَلَى العافِينَ بحرُ سماحِهِ | |
|
| فحوى الثناءَ بِطِمِّهِ وبِرِمِّهِ |
|
والحلْمَ من ميراثِ أَحْنَفَ خالِهِ | |
|
| والبأْسَ من ميراثِ عَمْروٍ عَمِّهِ |
|
بأْسٌ تميدُ الأَرْضُ من رَوْعاتِهِ | |
|
| ذُعْراً وَتَنْهَدُّ الجِبالُ لِعَزْمِهِ |
|
مُتَقَحِّمُ الأَهوالِ فِي ضَنْكِ الوغى | |
|
| فكأن نفسَ عدُوِّهِ فِي جِسْمِهِ |
|
ضربَ الزَّمانَ بسيبِهِ وبسيفِهِ | |
|
| حَتَّى استقادَ لأَمرِهِ ولِحُكْمِهِ |
|
ومضى لأَمْرِ اللهِ لما أَنْ مَضَتْ | |
|
| عَلْيَاهُ فِي مكنونِ سابِقِ عِلْمِهِ |
|
مُتَشاكِهَ الحالاتِ من أَدَواتِهِ | |
|
| فِي حربِهِ وخِلالِهِ فِي سَلْمِهِ |
|
فكأَنَّ حَدَّ سنانِهِ من بَأْسِهِ | |
|
| وكأَنَّ صَفْحَةَ سيفِهِ من حِلْمِهِ |
|
فبهاؤُهُ فِي نَصْلِهِ وذكاؤُهُ | |
|
| فِي رُمْحِهِ ومَضاؤهُ فِي سَهْمِهِ |
|
هَدَمَتْ صروفُ الدهْرِ مَا لَمْ تَبْنِهِ | |
|
| وأَباحَتِ الأَيَّامُ مَا لَمْ تَحْمِهِ |
|
ولَرُبَّ مَشْعَلَةِ السيوفِ طَمَسْتَها | |
|
| قِدْماً كَمَا فعلَ الصباحُ بنجمِهِ |
|
تأْوِي النُّجومُ الزُّهْرُ فِي شُرُفاتِهِ | |
|
| ويزِلُّ عن عَلْيَاهُ مَعْقِلُ عُصْمِهِ |
|
بَرَّدتْ أَحشاءَ الهدى بضِرامِهِ | |
|
| وَبَنَيْتَ أَركانَ العُلا من هِدْمِهِ |
|
فاسْعَدْ بعيدٍ أَنتُمُ أَعيادُهُ | |
|
| وسَنيُّ مَفخَرِهِ وأَنفَسُ قِسْمِهِ |
|
بأَعَزِّ يومٍ فِي الدُّنا وأَجَلِّهِ | |
|
| وأَخَصِّ صُنْعٍ فِي المُنى وأَعَمِّهِ |
|