هَلِ الدَهرُ إِلّا لَيلَةٌ وَنَهارُها | |
|
| وَإِلّا طُلوعُ الشَمسِ ثُمَّ غِيارُها |
|
أَبى القَلبُ إِلّا أُمَّ عَمروٍ وَأَصبَحَت | |
|
| تُحَرَّقُ ناري بِالشَكاةِ وَنارُها |
|
وَعَيَّرَها الواشونَ أَنّي أُحِبُّها | |
|
| وَتِلكَ شَكاةُ ظاهِرٌ عَنكَ عارُها |
|
فَلا يَهنَأ الواشينَ أَنّي هَجَرتُها | |
|
| وَأَظلَمَ دوني لَيلُها وَنَهارُها |
|
فَإِن أَعتَذِر مِنها فَإِنّي مُكَذَّبٌ | |
|
| وَإِن تَعتَذِر يُردَد عَلَيها اِعتِذارُها |
|
فَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَلايَةِ شادِنٍ | |
|
| تَنوشُ البَريرَ حَيثُ نالَ اِهتِصارُها |
|
مُوَلَّعَةٌ بِالطُرَّتَينِ دَنا لَها | |
|
| جَنى أَيكَةٍ يَضفو عَلَيها قِصارُها |
|
بِهِ أَبَلَت شَهرَي رَبيعٍ كِلَيهِما | |
|
| فَقَد مارَ فيها نَسؤُها وَاِقتِرارُها |
|
وَسَوَّدَ ماءُ المَردِ فاها فَلَونُهُ | |
|
| كَلَونِ النَوورِ فَهيَ أَدماءُ سارُها |
|
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قامَت فَأَعرَضَت | |
|
| تُواري الدُموعَ حينَ جَدّا اِنحِدارُها |
|
كَأَنَّ عَلى فيها عُقاراً مُدامَةً | |
|
| سُلافَةَ راحٍ عَتَّقَتها تِجارُها |
|
مُعَتَّقَةً مِن أَذرِعاتٍ هَوَت بِها الر | |
|
| رِكابُ وَعَنَّتها الزِقاقُ وَقارُها |
|
فَلا تُشتَرى إِلّا بِرِنجٍ سِباؤُها | |
|
| بَناتُ المَخاضِ شومُها وَحِضارُها |
|
تَرى شَربَها حُمرَ الحِداقِ كَأَنَّهُم | |
|
| أَساوى إِذا ما سارَ فيهِم سُوارُها |
|
فَإِنَّكَ مِنها وَالتَعَذُّرَ بَعدَما | |
|
| لَجِجَت وَشَطَّت مِن فُطَيمَةَ دارُها |
|
كَنَعتِ الَّتي ظَلَّت تُسَبِّعُ سُؤرَها | |
|
| وَقالَت حَرامٌ أَن يُرَجَّلَ جارُها |
|
تَبَرَّأُ مِن دَمِّ القَتيلِ وَبَزِّهِ | |
|
| وَقَد عَلِقَت دَمَّ القَتيلِ إِزارُها |
|
فَإِنَّكِ لَو ساءَلتِ عَنّا فَتُخبَري | |
|
| إِذا البُزلُ راحَت لا تُدِرُّ عِشارُها |
|
لَأُنبِئتِ أَنّا نَجتَدي الفَضلَ إِنَّما | |
|
| نُكَلَّفُهُ مِنَ النُفوسِ خَيارُها |
|
لَنا صِرَمٌ يُنحَرنَ في كُلِّ شَتوَةٍ | |
|
| إِذا ما سَماءُ الناسِ قَلَّ قِطارُها |
|
وَسودٌ مِنَ الصيدانِ فيها مَذانِبٌ | |
|
| نُضارٌ إِذا لَم نَستَفِدها نُعارُها |
|
لَهُنَّ نَشيجٌ بِالنَشيلِ كَأَنَّها | |
|
| ضَرائِرُ حِرمِيٍّ تَفاحَشَ غارُها |
|
إِذا اِستُعجِلَت بَعدَ الخُبُوِّ تَرازَمَت | |
|
| كَهَزمِ الظُؤارِ جُرَّ عَنها حُوارُها |
|
إِذا حُبَّ تَرويجُ القُدورِ فَإِنَّنا | |
|
| نُرَوِّحُها سُفعاً حَميداً قُتارُها |
|
فَإِن تَصرِمي حَبلي وَإِن تَتَبَدَّلي | |
|
| خَليلاً وَإِحداكُنَّ سوءٌ قُصارُها |
|
فَإِنّي إِذا ما خُلَّةٌ رَثَّ وَصلُها | |
|
| وَجَدَّت بِصُرمٍ وَاِستَمَرَّ عِذارُها |
|
وَحالَت كَحَولِ القَوسِ طُلَّت وَعُطِّلَت | |
|
| ثَلاثاً فَزاغَ عَجسُها وَظُهارُها |
|
فَإِنّي جَديرٌ أضن أُوَدِّعَ عَهدَها | |
|
| بِحَمدٍ وَلَم يُرفَع لَدَينا شَنارُها |
|
وَإِنّي صَبَرتُ النَفسَ بَعدَ اِبنِ عَنبَسٍ | |
|
| نُشَيبَةٌ وَالهَلكى يَهيجُ اِدِّكارُها |
|
وَذلِكَ مَشبوحُ الذِراعَينِ خَلجَمٌ | |
|
| خَشوفٌ إِذا ما الحَربُ طالَ مِرارُها |
|
ضَروبٌ لِهاماتِ الرِجالِ بِسَيفِهِ | |
|
| إِذا عُجِمَت وَسطَ الشُؤونِ شِفارُها |
|
بِضَربٍ يَقُضُّ البَيضَ شِدَّةُ وَقعِهِ | |
|
| وَطَعنٍ كَرَكضِ الخَيلِ تُفلى مِهارُها |
|
وَطَعنَةِ خَلسٍ قَد طَعَنتَ مُرِشَّةٍ | |
|
| كَعَطِّ الرِداءِ لا يُشَكُّ طَوارُها |
|
مُسَحسِحَةٍ تَنفي الحَصى عَن طَريقِها | |
|
| يُطَيِّرُ أَحشاءَ الرَعيبِ اِنثِرارُها |
|
وَمُدَّعَسٍ فيهِ الأَنيضُ اِختَفَيتَهُ | |
|
| بِجَرداءَ يَنتابُ الثَميلَ حِمارُها |
|
وَعادِيَةٍ تُلقي الثِيابَ كَأَنَّها | |
|
| تُيوسُ ظِباءٍ مَحصُها وَاِنبِتارُها |
|
سَبَقتَ إِذا ما الشَمسُ كانَت كَأَنَّها | |
|
| صَلاءَةُ طيبٍ لِيطُها وَاِصفِرارُها |
|
إِذا ما سِراعُ القَومِ كانوا كَأَنَّهُم | |
|
| قَوافِلُ خَيلٍ جَريُها وَاِقوِرارُها |
|
إِذا ما الخَلاجيمُ العَلاجيمُ نَكَّلوا | |
|
| وَطالَ عَلَيهِم حَميُها وَسُعارُها |
|