إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أخيراً و ليسَ بآخرْ . |
تفيق الدماءُ |
تقومُ الشهادة للشمسِ |
تُعْلِنُ عشقَ الدروبِ |
تفزُّ لتوقظ جمرَ الضمير، |
وجمرُ الضميرِ رمادٌ علاهُ الصَّدأْ .. |
تهبُّ الفروعُ على سارياتِ الفراتِ العنيدِ |
وتَسْحَبُ غمدَ البسالةِ غزّةْ.. |
وغزَّةُ شيخٌ و قورٌ |
تلمَّسَ دربَ اليقينِ |
وأدْرَكَ معنى الجهاد .. |
وغزّةُ تصحو على صوتِ |
دجلَةَ يطرقُ بابَ المحيطِ |
ورأسَ الخليجِ و يقلِقُ عينَ الشمالِ |
و يفقَأُ عين العروبه .. |
وغزَّةُ أمسَتْ فتاةً بعمق الجَمالِ البهيّ |
ستحمِلُ حزنَ البوادي |
وتعلِنُ يوماً زفافَ الشهيد .. |
لماذا تلبَّدَتِ الروحُ فينا؟ |
لماذا يغيبُ الكبيرُ المدبِّرُ فينا؟ |
فهذا الصباحُ تعكَّرَ، لم يحكِ للشمسِ حزنَهْ .. |
وتلك الدروبُ ترامَتْ على منكبيهم |
أتتهم صباحاً مساءً |
خريفاً شتاءً |
وصيفاً وظهراً |
أتَتْهمْ على البيتِ والقصرِ |
جاءَتْ إلى المسجدِ المبتلى بالقعودْ .. |
وحطَّتْ على قارعات الشبابِ |
وصدرِ النساءِ و هنَّ يبعْنَ الحياءَ . |
فلم ندرِ طعمَ الخلاصِ |
ولم ندرِكِ الريحَ كيف تسيرْ .. |
لنا في العراق وصيَّةُ شعبٍ |
تمرَّدَ، يكتبُ بالجوعِ و الدمعِ و الرفضِ حبَّه .. |
فلسطينُ تنظر يوماً إليهِ |
ويوماً يُباغِتها القهرُ تبكي عليها |
على أيِّ قبرٍ توجِّهُ عطرَ الوعودِ |
وفي كلِّ يوم تودِّعُ صُلْبَ الرجالِ |
أخيراً و ليسَ بآخرْ .. |
تُزَفُّ البشارةُ، |
فالعشقُ أضحى رصاصه .. |
وماتَتْ .. مضامينُ مؤتمراتِ العهاره . |
تموتُ القوافي إذا أفلسَتْ من مضامينها |
وتعرَّتْ مِنَ الحسِّ و استعذَبَتْ وَعْدَ |
من زرعوا دربها غُصَصاً في الكبدْ .. |
جموحُ المصلِّين للغربِ ناموا |
أعدّوا جوازاتهم سفَّروا مالهم |
والبنينَ و باعوا ال بَ .. لَ .. دْ .. |
وأنتَ المقاتِلُ للغدرِ و الخوفِ |
أنتَ المحافِظُ، في القلبِ تمضي |
وفي الجمر تحيا |
غذاؤك صبرٌ، فراشُكَ عَزْمٌ |
طريقُكَ نورٌ ونارٌ |
أراك تكحِّلُ عينيكَ، |
أُبْصِرُ فيك اليقينَ |
يقرِّبُ بين الخلاصِ و بين الشهاده .. |
خرجْتَ إلينا على مركبٍ بلعَ الماءَ والوقتَ |
أحضَرَ لي ما تبقى من العزمِ |
في زمنِ العُربِ، |
لا أشتهي أن أضيفَ العباره |
على طرقات المنافي تعيش القصائدُ |
تغلِقُ غِمْدَ السّيوفِ و تطفِئُ |
غَضَبَهَ شعبٍ تلظَّى |
أراها تسافِرُ للعشقِ و الزهرِ |
تنكِرُ خِصْبَ القصيده .. |
أخيراً نرى غزَّةً في الدماءِ تُعمَّدْ |
وهذا العراقُ مقابرُ رفضٍ |
وعُرْبُ العروبةِ في النومِ تغرقْ |