نَلْتَقِي؟ لَا صَارَ اللُّقَى ظِلَ وَهْمٍ | |
|
| بَعْدَ عِشْقٍ مَلَّ النَّوَى وَاغْتِرَابَا |
|
لَمْ يَعدْ نَهْرُ الشَّوقِ عَذْبًا رُوَاءً | |
|
| جَفَّفَ الْبَيْنُ مُهْجَةً وَجَوَابَا |
|
واشْتَرَى الْهَجْرُ بِالْحَنِينِ عَزَاءً | |
|
| وَالْمُنَى قَاسَتْ شِقْوَةً وَغِيَابَا |
|
وديارٌ آلَتْ رُكامًا وَذْكْرَى | |
|
| قَد غَشَتْهَا النَّجْوَى وَصَاحَتْ عِتَابَا |
|
أَينَ مِنَّا زَهْرٌ بِسَفْحِ الرَّوَابِي | |
|
| كَانَ يَحْنُو إِنْ حَسَّ فِيْنَا مُصَابَا |
|
فَاذْكُرِي ذَاتَ لَيْلَةٍ والْأَمَانِي | |
|
| رَاقَصَتْ آمَالَ الْهَوَى وَالشَّبَابَا |
|
حِينَ نَخْطُو والْكَفُّ تغفو بِكَفٍّ | |
|
| وعُيُونٌ فيهَا الهَوَى قَد أجَابَا |
|
عَنْ زمَانٍ ينعِي زَوَالِ الْأَمََاني | |
|
| كَيفَ آخَي الحبُُّ الجوَى وَتَحَابَا |
|
قُلْتُ يَا آمالي وَمِرْآةُ ذَاتِي | |
|
| أَنَا طِفْلٌ يبكي النَّوى والغيابا |
|
أسعدي بالوصلِ الجميلِ انتِظارِي | |
|
| إنَّ عهد البينِ ابْتَكى واسْتتابا |
|
كَيفَ آلَتْ أَزْهَارْنَا لِخَريفٍ | |
|
| وَانْزَوَى حُلْمُ العُمرِ يَجْنِي سَرَابَا؟ |
|
هَلْ أُصِيْبَتْ آمَالُنَا بِانْكِسَارٍ؟ | |
|
| بَينَ أَطلَالِ الْأمْسِ تَلْقَى عَذَابَا؟ |
|
يَامُنَى الْأَيَّامِ التي لَا تُبَالِي | |
|
| مُهْجَةً عَانتْ جفْوَةً واضْطرَابَا |
|
جِئتُ شَوَقَاً أَعْدُو إلَيكِ وَلَكَنْ | |
|
| قَدْ نَهَيْتِ الْوَصلَ الَّذِي كَانَ قَابَا |
|
عَادَ دَرْبِي يَهْجُو فُؤَادِي وَ يَنْعِي | |
|
| لَهْفَةً صَاحَتْ لَوْعَةً وَ وَصَابَا |
|
يَا ضُحَى الْعُمرِ إنَّ عُمرِي تَجَافَى | |
|
| عَنْ لِقَاءٍ مَا عَاد يَرجُو اقْتِرِابَا |
|
بَعْدَمَا ذَاقَ الصِّدََّ مْنِكِ سِنِيْنًا | |
|
| وَاكْتَوَى الْقَلبُ مِنْ فِرَاقٍ وَ شَابَا |
|
لَا تَقُولِي:كُنَّا طُيُوفَاً تَلَاشَتْ | |
|
| وَافْتَرَشْنَا ظَنًّا يَقِينًا، فَخَابَا |
|
وَالْهَوَى بَعْضٌ مِنْ خَيَالِ النَّدَامَى | |
|
| بَيْنَ غَيْمَاتِ الْوَهْمِ هَامَ وَغَابَا |
|
أَنَا قَلْبٌ جَابَ الْحَيَاةَ شَدِيًّا | |
|
| أَنَا نَجْمٌ مَا زَالَ يَعْلُو السَّحَابَا |
|
وَكِتَابٌ وَقِصَّةٌ وَمِدَادٌ | |
|
| وَقَصِْيدٌ يَسْرِي شَذِيًّا طِرَابَا |
|
لَا أُبَالِي حَدَّ الْعَوَالِي وَأَمْْضِي | |
|
| لَنْ تَنَالَ الْأيَّامُ مِنِّي مُصَابَا |
|
يَلْثُمُ الطَّيرُ رَاحَتَيَّ ذَهَابًا | |
|
| وَالرُّبَا تَزْهِي حِينَ أَغْدُو إِيَابَا |
|
رُغْمَ أَحْمَالٍ قَدْ نَزَعْتُ قُيُودِي | |
|
| لِلْعُلَا أَعْدُو ثُمَّ أَغدُو شِهَابَا |
|
فَاجْتَبي دَارَ الْهَجرِ ظِلاً وَجَارً | |
|
| إنَّني مَا زِلْتُ الْحِمَى وَالشَّبَابَا |
|
وَسَلِي أيَّامًا خَلَتْ رَجْعَةً لَنْ | |
|
| تَسْمَعِي غَيْرَ الرِّيْحِ تُصْفِقُ بَابَا |
|
وَدُرُوبٍ تَشْكُو طُيُوفَ الْأَمَاني | |
|
| وَاصْطبَِارٍ ذَاقَ الْجَوَى ثُمَّ ذَابَا |
|
وَاحْتَسِي وَهْمَ الْقُرْبِ كَأسًا زِهَاقًا | |
|
| وَالْتَقِي فِي جُنْحِ اللَّيَالِي غِلَابَا |
|
وَارْقُبِي صَرْخَ الشَّوقِ يَزْوِي هَبَاءً | |
|
| وَجَفَاءَ الْأَقْدَارِ يَعْدُو عِقَابَا |
|
حِيْنَهَا الذِّكْرَيَاتُ أَبْقَى وَأَنْدَى | |
|
| مِنْ وِصَالٍ يُسْقِي قُلُوبًا عَذَابَا |
|