لنا بين بطنِ الواديين مُعَرَّجُ | |
|
| بحيثُ الغَضَاريَّانُ والظلُّ سَجْسَجُ |
|
وفي ملتقى ظلِّ الأَراكِ ومائِهِ | |
|
| نسيمٌ بأنفاس الرُّبَى يتأَرَّجُ |
|
وتصفيقُ أَمواهٍ لرقصِ أَمالدٍ | |
|
| عليهن أصواتُ الحمائمِ تَهْزِجُ |
|
وقد نَسَجَ النُّوَّارُ بالغيم أَبْرُداً | |
|
| ولم أَحْسَبِ الأَبرادَ بالغيم تُنْسَج |
|
ودارَ على الأَغصانِ زَهْرٌ كأنها | |
|
| قدودٌ عليهن المُلاَءَ المُدَبَّجُ |
|
خليليَّ من قحطانَ هاجَ لِيَ الأَسى | |
|
| حمامٌ بأَفْنَانِ الغصونِ مُهَيَّج |
|
أَحِنُّ إلى البرقِ اليمانيْ لأَنَّه | |
|
| كقلبيَ خفَّاقُ الجناحِ مُوَهَّج |
|
وقد ضَرَّجَ الدمعَ الذي كان ناصعاً | |
|
| بعينيَّ خدٌّ بالحياءِ مُضَرَّج |
|
بدا في بياضٍ للشبابِ وحُمْرَةٍ | |
|
| كأنَّ عليه النارَ بالماء تُمْزَج |
|
فأما سوادُ القلب مني فَحَازَهُ | |
|
| من الغادةِ الحسناء وسْنَانُ أَدْعَج |
|
وليلٍ تركتُ البرقَ خَلْفِيَ عاثراً | |
|
| وتحتَ غُباري راشحُ العِطْفِ دَيْزَجُ |
|
ولا ناصرٌ إلا قناةٌ وصارمٌ | |
|
| ولا صاحبٌ إلا فتاةٌ وهَوْدَج |
|
وقد لَمَعتْ زُرْقُ الأَسنَّةِ أَنجماً | |
|
| وما إِنْ لها غيرُ القنا اللَّدْنِ أَبْرُج |
|
فأيقظَ جفنَ الحيِّ منِّيَ صاهلٌ | |
|
| وَرَوَّعَهُ شَخْتُ الصفيحين أَبلَجُ |
|
وقالت هزبرُ الغابِ زارَ خيامَها | |
|
| وما زارها إلا كَمِيٌّ مُدَجَّجُ |
|
وأَسمرُ مَيَّادٌ وَعَضْبٌ كأَنما | |
|
| يلوحُ عليه الزِّئْبَقُ المُتَرَجْرِجُ |
|
أتَأْنَفُ أَن نَسْرِي إليها بصافنٍ | |
|
| إلى جودِ إسماعيلَ يَسْرِي ويُدْلجُ |
|