عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > مراد الساعي ( عصام كمال ) > جَنَّةٌ للنِّسَاءِ

مصر

مشاهدة
1105

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

جَنَّةٌ للنِّسَاءِ

ذكرياتٌ طافتْ بليلٍ غسوقٍ
أسْهدتْ عمْرًا سابحًا في الْبكاء
أيْقظتْ نفْسًا تنْزوي كالْعواري
قدْ هوتْ في إثْمٍ بدرْبٍ خواء
حين نادى صوْتٌ أتى منْ سحيْقٍ
صفْو قلْبٍ يغفو بطهْر السّماء
أيّها الْغافي عنْ نداء اللّيالي
قمْ إلى إحْياء الْمنى بالطّلاء
كيْف تغفو والرّوْح ترْجو نديْمًا
منْ كؤوسٍ يشْفى بها كلّ داء
حين تصْحو أوْ حيْن تغْفو، سنينًا!
سوْف تلْقى الْأعْمار يوم الْقضاء
كمْ مضى منْ عمْرٍ، وكمْ منْه باقٍ
فارْو أزْهار الْيوْم قبْل الْفناء
والْهوى فيْه جنّةٌ منْ جنونٍ
لا تسلْ عنْ ذنْبٍ ولا عنْ جزاء
إمْض وانْعمْ بالْقرب، وادْع الْأماني
منْ هطول الْأشْواق دون انْتهاء
فاغْتنمْ منْ أزهارها نعْم وصْلٍ
وارْتضي الْوعْد الْآن قبْل انْقضاء
تنْتشي منْ أنْفاسها لهْف روحٍ
تحْتسي منْ أقْداحها، عذْب ماء
واجْن منْها ليْل الْمنى حين يشْدو
كيف تنْأى عنْ وصْلها بالْجفاء؟!
لا تدعْ كأسًا منْ رنينٍ تدانتْ
ساعةً تسْهو عنْ هوى أو غناء
قدْ سرتْ أطيافٌ دعتْ بالتّمنّي
هذه صهْباءٌ بشهْد السّقاء
فادْن منّي يا ساقي الْْكأس واصْببْ
شهْدها، كي تغدو ْبرجْع الْمساء
بهجة الْأيّام التي ودّعتْني
منْ صدودي عنْ ليْلةٍ باحْتفاء
أيّها الْفكْر الْحائر الْيوم ترْسو
بين آمالٍ تغتلي لاحْتوائي
يا جفوني لا ترحلي في سباتٍ
بدر آتٍ يهْدي الْخطا بالضّّياء
رْحْلةً تبْقي الْعمْر غضًّا نديًّا
يغْتدي صحْوًا، كالنّدى والْهواء
تقْبل الدّنْيا في عيون اللّيالي
مثل حورٍ عينٍ، شفوف الرّداء
يا زمانًا أمْسى رضيْع الْعوادي
ضاع عمرٌ منّي بدوْن ارْتضائي
سوف تنأى الْأقْدار عنّا وتغْفو
والْأماني تسْمو بنيْل الرّجاء
حيْن يدنو شدْو الْجواري كحلْم ٍ
في مروْجٍ أوْ جنّةٍ للنّساء
ثمّ نلْهو والرّاح نجْوى الصّوادي
ترتجي منْها النّفس سعْد اللّقاء
كيف غابتْ دنْيا الْهوى عنْ وجودي؟!
يا نعيمًا عنْه الْورى في عناء
أعْطني عمْرًا لا يملّ افْتنانًا
نهْرعشْقٍ منْ بعْد درْب الظّماء
في وصالٍ لا ينْتهي منْ حنينٍ
يا كؤوسًا هيّا لسقيا الشفاء
عشْت والْأشْواق الّتي أرْتضيها
غارقًا في دنْيا الْهوى والْغواء
قدْ توالتْ أنْغام ليْلي أنينًا
لمْ يعدْ درْبي غيْر كرْبٍ وداء
كيْف أمْسي قرْب النّواهي مطيعًا
والصّباح الضّاحي بلقيا الْغفاء
لسْت أدْري عنْ يقظةٍ غيْر كأسٍ
تلتقي أيّامي غيوم السّماء
صار يدنو فجْر الْهدى ثمّ يزْوي
واكْتوتْ قلْبي غفْلةٌ كالْبلاء
أشْتهي أهْواءً فتدْمي وجودي
لمْ تدعْ لي وزْرًا بدوْن اجْتباء
يا زماني نلْت الْمنى منْ سرابٍ
في ليالٍ دامتْ كسيْل الْغثاء
أغْرقتْ نفْسي بيْن وهْمٍ فتنّي
قيّدتْ روْحي في صخوب الْتهائي
أرْهقتْ أيّامي سهادًا وضرًّا
أسْكرتْ آمالي بدرْبٍ عواء
بعْدما جلّ الْخطْب حتّى هجاني
وارْتضيت اْلْأوْزار رغْم الْعياء
قدْ أبتْ عيْناي الْكرى منْ ضنينٍ
واشْتكتْ نفْسي منْ لهيب الرّثاء
كلّ حينٍ تنْعي شجوني الْخطايا
رحْلة الْآثام التي كالْفناء
ضاق صدْري حتّى غشتْه الدّواهي
ثمّ أمْسى ليْلي ردى كالْوباء
شاب فكْري يهْذي شريدًا غيوبًا
حارأمْري أمْضي بغيْر اهْتداء
قدْ هوى قلْبي جاثيًا منْ عذابٍ
قدْ نعى روحًا تصْطلي منْ عزاء
يسْتغيث الْماضي طهورًا، نقيًّا
أين منْه في حاضرٍ باكْتواء
قدْ دعا الْأيّام الْخوالي بديلاً
يشْتكي عمْرًا قدْ زوى منْ شقائي
عذّبتْني نجْوى فؤادي صريْخًا
ترْتجي منْ ويْلات أمْسي اخْتبائي
يا هدى درْبي كيف أنْجو بنفسي؟
منْ سياط الْيأس الّتي كالشّواء
قدْ غزا الْبأس الْقلْب جمْرًا عصيًّا
واغْتلى نجْوايا بحرّ الْحياء
صرخةٌ هبّتْ في الضّلوع، توالتْ
والتقتْ دمعًا قد جرى منْ ظماء
صحْوةٌ قامتْ منْ وجيْعٍ وكرْبٍ
أيْقظتْ فكْري منْ جحيم ابْتلائي
هاتفٌ في الأرجاء صاح كفانا
منْ سرابٍ، منْ غفلةٍ، واعتداء
يذكر أيّامًا، شذاها بعمرٍ
قد سما في ليلٍ صفا باهتداء
بالوفا يحيا في سلامٍ وأمنٍ
كالنّدى والورود عنْد اللّقاء
حين يغفو أو حين يصحو لسانٌ
يذكر المولى بالرّضا والثّناء
أين منْه في شقوةٍ كاحتضارٍ
في دروبٍ كجمرةٍ وفناء
أين أزهارٌ قد رواها فؤادٌٍ
أين أطيارٌ حلّقتْ في الفضاء
وديارٌ كانتْ ظلالاً ودوحًا
تلتقيها بلهفةٍ وحياء
يذْكر الْأزْمان التي قدْ تلاشتْ
حين آلتْ تحْت الثّرى كالْخواء
قدْ توارتْ في لحْظةٍ حيث جاءتْ
منْ ترابٍ دانتْ له باللّقاء
أيْن دارٌ دامتْ بلقْيا الْأماني
تنْتشي عمْرًا حالمًا بارْتقاء
كلّ آنٍ يزهو الْهوى يحْتويها
تمْتطي ظهْر الْكون بالْكبْرياء
زهْرةٌ كانتْ والنّدى في عناقٍ
طاولتْ أعْنان السّما منْ بهاء
في ربيْعٍ دامتْ شذا وابْتهاجًا
قدْ رمتْها أقْدارها بالْفناء
سال دمْعي، لوْ أنّه منْ سحابٍ
قدْ كفى أحْزان الْورى منْ بكائي
إنْ أتيْت الْموْلى غدًا كيف أبْدو؟
حين لا تجْدي توبةٌ عنْ قضاء
قلْت يا ربّي إنّني في إسارٍ
إنّ ذنْبي يجثو كمنْ في الْعراء
رغْم عزْفي غنْ كلّ أْمْرٍ فتنّي
واهتدتْ روْحي حلّقتْ بارْتضاء
عدت أرْجو منْك الرّضا يا غياثي
قدْ نأتْ روْحي عنْ كوؤس الْبلاء
يا لطيف الْألْطاف في كّل حالٍ
صرْت عودًا هشًّا هوى منْ لحاء
يا إلهي ودّعْت زيْف الْأماني
قدْ كسرْت الْكأْس التي منْ خواء
ها هي الْأطْياف التي قدْ دعتْني
قدزوتْ عنّي بعْد رفْع الدّعاء
لا أرى خلًّا أو رفًاقًا جواري
قدْ تولّوا عنْ دعْوةٍ باهْتداء
أنْت حسْبي، أهْل الْهوى، يا ملاذي
منْ تباريح الرّجْزأدْعو شفائي
لا تذرني أحْسو دموْعي شقيًّا
أنْت للرّاجين، الرّجا منْ عناء
الّلهمّ الْكافي، تعاليت علوًّا
فاكْفني شرًّا، قدْ غدا كالْوباء
واسْقني منْ ورْد الْهدى كلّ آنٍ
واعْفني منْ إثْمٍ سرى في الْخفاء
رحمةٌ منْك الْيوم، أرْجو شذاها
أنت ربّ الْأكْوان، أمْن الْتجائي
هدْيك الْوافي يرْفع الْوزْر عنّي
فاكْسني منْ هدْيٍ بخيْر الْكساء
أمْرك السّاري بين كافٍ ونونٍ
إنْ تشأ يجْري بْالْورى منْ سخاء
لمْ أزلْ أرْجو توبةً تجْتبيْها
لمْ يزلْ قلْبي راجفًا منْ جزاء
نجّني منْ يوْمٍ عسيرٍ، حسوْبٍ
حيْن لا تغني دمْعةٌ عنْ رجاء
كلّ إنْسٍ يرجو سبيلاً نجيًّا
أوْ شفيعًا، منْ هوْل يوم اللّقاء
تشْرئبّ الْأعْناق فيْه وتدْعو
منْ مجيْري منْ زلةٍ، منْ غطائي
عبْدك الْعاصي عاد يحبو وليدًا
كنْ معي إنّي أْشْتكي صرْخ دائي
فاحْمني منْ نفسي ومنْ شرّ داعٍ
إنّ وسْواس النّفْس، زاد الْفناء
منْ غفا عنْ هدْيٍ،هوى في ضلالٍ
منْ نهى الأهْواء، اتّقى منْ بلاء
يا ظنوني نمْضي إلى جنّةٍ أمْ
سوْف نلْقى درْب الرّدى والشّقاء
يا إلهي منْك الرّضا فارْض عنّي
لا تدعْني في حرةٍ منْ رثائي
أعْطني نوراً منْك يسْري دليلاً
أنّني في يوم اللّقى منْ عفاء
مراد الساعي ( عصام كمال )
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2010/12/03 01:37:31 صباحاً
التعديل: السبت 2010/12/04 09:05:22 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com