ذكرياتٌ طافتْ بليلٍ غسوقٍ | |
|
| أسْهدتْ عمْرًا سابحًا في الْبكاء |
|
أيْقظتْ نفْسًا تنْزوي كالْعواري | |
|
| قدْ هوتْ في إثْمٍ بدرْبٍ خواء |
|
حين نادى صوْتٌ أتى منْ سحيْقٍ | |
|
| صفْو قلْبٍ يغفو بطهْر السّماء |
|
أيّها الْغافي عنْ نداء اللّيالي | |
|
| قمْ إلى إحْياء الْمنى بالطّلاء |
|
كيْف تغفو والرّوْح ترْجو نديْمًا | |
|
| منْ كؤوسٍ يشْفى بها كلّ داء |
|
حين تصْحو أوْ حيْن تغْفو، سنينًا! | |
|
| سوْف تلْقى الْأعْمار يوم الْقضاء |
|
كمْ مضى منْ عمْرٍ، وكمْ منْه باقٍ | |
|
| فارْو أزْهار الْيوْم قبْل الْفناء |
|
والْهوى فيْه جنّةٌ منْ جنونٍ | |
|
| لا تسلْ عنْ ذنْبٍ ولا عنْ جزاء |
|
إمْض وانْعمْ بالْقرب، وادْع الْأماني | |
|
| منْ هطول الْأشْواق دون انْتهاء |
|
فاغْتنمْ منْ أزهارها نعْم وصْلٍ | |
|
| وارْتضي الْوعْد الْآن قبْل انْقضاء |
|
تنْتشي منْ أنْفاسها لهْف روحٍ | |
|
| تحْتسي منْ أقْداحها، عذْب ماء |
|
واجْن منْها ليْل الْمنى حين يشْدو | |
|
| كيف تنْأى عنْ وصْلها بالْجفاء؟! |
|
لا تدعْ كأسًا منْ رنينٍ تدانتْ | |
|
| ساعةً تسْهو عنْ هوى أو غناء |
|
قدْ سرتْ أطيافٌ دعتْ بالتّمنّي | |
|
| هذه صهْباءٌ بشهْد السّقاء |
|
فادْن منّي يا ساقي الْْكأس واصْببْ | |
|
| شهْدها، كي تغدو ْبرجْع الْمساء |
|
بهجة الْأيّام التي ودّعتْني | |
|
| منْ صدودي عنْ ليْلةٍ باحْتفاء |
|
أيّها الْفكْر الْحائر الْيوم ترْسو | |
|
| بين آمالٍ تغتلي لاحْتوائي |
|
يا جفوني لا ترحلي في سباتٍ | |
|
| بدر آتٍ يهْدي الْخطا بالضّّياء |
|
رْحْلةً تبْقي الْعمْر غضًّا نديًّا | |
|
| يغْتدي صحْوًا، كالنّدى والْهواء |
|
تقْبل الدّنْيا في عيون اللّيالي | |
|
| مثل حورٍ عينٍ، شفوف الرّداء |
|
يا زمانًا أمْسى رضيْع الْعوادي | |
|
| ضاع عمرٌ منّي بدوْن ارْتضائي |
|
سوف تنأى الْأقْدار عنّا وتغْفو | |
|
| والْأماني تسْمو بنيْل الرّجاء |
|
حيْن يدنو شدْو الْجواري كحلْم ٍ | |
|
| في مروْجٍ أوْ جنّةٍ للنّساء |
|
ثمّ نلْهو والرّاح نجْوى الصّوادي | |
|
| ترتجي منْها النّفس سعْد اللّقاء |
|
كيف غابتْ دنْيا الْهوى عنْ وجودي؟! | |
|
| يا نعيمًا عنْه الْورى في عناء |
|
أعْطني عمْرًا لا يملّ افْتنانًا | |
|
| نهْرعشْقٍ منْ بعْد درْب الظّماء |
|
في وصالٍ لا ينْتهي منْ حنينٍ | |
|
| يا كؤوسًا هيّا لسقيا الشفاء |
|
عشْت والْأشْواق الّتي أرْتضيها | |
|
| غارقًا في دنْيا الْهوى والْغواء |
|
قدْ توالتْ أنْغام ليْلي أنينًا | |
|
| لمْ يعدْ درْبي غيْر كرْبٍ وداء |
|
كيْف أمْسي قرْب النّواهي مطيعًا | |
|
| والصّباح الضّاحي بلقيا الْغفاء |
|
لسْت أدْري عنْ يقظةٍ غيْر كأسٍ | |
|
| تلتقي أيّامي غيوم السّماء |
|
صار يدنو فجْر الْهدى ثمّ يزْوي | |
|
| واكْتوتْ قلْبي غفْلةٌ كالْبلاء |
|
أشْتهي أهْواءً فتدْمي وجودي | |
|
| لمْ تدعْ لي وزْرًا بدوْن اجْتباء |
|
يا زماني نلْت الْمنى منْ سرابٍ | |
|
| في ليالٍ دامتْ كسيْل الْغثاء |
|
أغْرقتْ نفْسي بيْن وهْمٍ فتنّي | |
|
| قيّدتْ روْحي في صخوب الْتهائي |
|
أرْهقتْ أيّامي سهادًا وضرًّا | |
|
| أسْكرتْ آمالي بدرْبٍ عواء |
|
بعْدما جلّ الْخطْب حتّى هجاني | |
|
| وارْتضيت اْلْأوْزار رغْم الْعياء |
|
قدْ أبتْ عيْناي الْكرى منْ ضنينٍ | |
|
| واشْتكتْ نفْسي منْ لهيب الرّثاء |
|
كلّ حينٍ تنْعي شجوني الْخطايا | |
|
| رحْلة الْآثام التي كالْفناء |
|
ضاق صدْري حتّى غشتْه الدّواهي | |
|
| ثمّ أمْسى ليْلي ردى كالْوباء |
|
شاب فكْري يهْذي شريدًا غيوبًا | |
|
| حارأمْري أمْضي بغيْر اهْتداء |
|
قدْ هوى قلْبي جاثيًا منْ عذابٍ | |
|
| قدْ نعى روحًا تصْطلي منْ عزاء |
|
يسْتغيث الْماضي طهورًا، نقيًّا | |
|
| أين منْه في حاضرٍ باكْتواء |
|
قدْ دعا الْأيّام الْخوالي بديلاً | |
|
| يشْتكي عمْرًا قدْ زوى منْ شقائي |
|
عذّبتْني نجْوى فؤادي صريْخًا | |
|
| ترْتجي منْ ويْلات أمْسي اخْتبائي |
|
يا هدى درْبي كيف أنْجو بنفسي؟ | |
|
| منْ سياط الْيأس الّتي كالشّواء |
|
قدْ غزا الْبأس الْقلْب جمْرًا عصيًّا | |
|
| واغْتلى نجْوايا بحرّ الْحياء |
|
صرخةٌ هبّتْ في الضّلوع، توالتْ | |
|
| والتقتْ دمعًا قد جرى منْ ظماء |
|
صحْوةٌ قامتْ منْ وجيْعٍ وكرْبٍ | |
|
| أيْقظتْ فكْري منْ جحيم ابْتلائي |
|
هاتفٌ في الأرجاء صاح كفانا | |
|
| منْ سرابٍ، منْ غفلةٍ، واعتداء |
|
يذكر أيّامًا، شذاها بعمرٍ | |
|
| قد سما في ليلٍ صفا باهتداء |
|
بالوفا يحيا في سلامٍ وأمنٍ | |
|
| كالنّدى والورود عنْد اللّقاء |
|
حين يغفو أو حين يصحو لسانٌ | |
|
| يذكر المولى بالرّضا والثّناء |
|
أين منْه في شقوةٍ كاحتضارٍ | |
|
|
أين أزهارٌ قد رواها فؤادٌٍ | |
|
| أين أطيارٌ حلّقتْ في الفضاء |
|
وديارٌ كانتْ ظلالاً ودوحًا | |
|
|
يذْكر الْأزْمان التي قدْ تلاشتْ | |
|
| حين آلتْ تحْت الثّرى كالْخواء |
|
قدْ توارتْ في لحْظةٍ حيث جاءتْ | |
|
| منْ ترابٍ دانتْ له باللّقاء |
|
أيْن دارٌ دامتْ بلقْيا الْأماني | |
|
| تنْتشي عمْرًا حالمًا بارْتقاء |
|
كلّ آنٍ يزهو الْهوى يحْتويها | |
|
| تمْتطي ظهْر الْكون بالْكبْرياء |
|
زهْرةٌ كانتْ والنّدى في عناقٍ | |
|
| طاولتْ أعْنان السّما منْ بهاء |
|
في ربيْعٍ دامتْ شذا وابْتهاجًا | |
|
| قدْ رمتْها أقْدارها بالْفناء |
|
سال دمْعي، لوْ أنّه منْ سحابٍ | |
|
| قدْ كفى أحْزان الْورى منْ بكائي |
|
إنْ أتيْت الْموْلى غدًا كيف أبْدو؟ | |
|
| حين لا تجْدي توبةٌ عنْ قضاء |
|
قلْت يا ربّي إنّني في إسارٍ | |
|
| إنّ ذنْبي يجثو كمنْ في الْعراء |
|
رغْم عزْفي غنْ كلّ أْمْرٍ فتنّي | |
|
| واهتدتْ روْحي حلّقتْ بارْتضاء |
|
عدت أرْجو منْك الرّضا يا غياثي | |
|
| قدْ نأتْ روْحي عنْ كوؤس الْبلاء |
|
يا لطيف الْألْطاف في كّل حالٍ | |
|
| صرْت عودًا هشًّا هوى منْ لحاء |
|
يا إلهي ودّعْت زيْف الْأماني | |
|
| قدْ كسرْت الْكأْس التي منْ خواء |
|
ها هي الْأطْياف التي قدْ دعتْني | |
|
| قدزوتْ عنّي بعْد رفْع الدّعاء |
|
لا أرى خلًّا أو رفًاقًا جواري | |
|
| قدْ تولّوا عنْ دعْوةٍ باهْتداء |
|
أنْت حسْبي، أهْل الْهوى، يا ملاذي | |
|
| منْ تباريح الرّجْزأدْعو شفائي |
|
لا تذرني أحْسو دموْعي شقيًّا | |
|
| أنْت للرّاجين، الرّجا منْ عناء |
|
الّلهمّ الْكافي، تعاليت علوًّا | |
|
| فاكْفني شرًّا، قدْ غدا كالْوباء |
|
واسْقني منْ ورْد الْهدى كلّ آنٍ | |
|
| واعْفني منْ إثْمٍ سرى في الْخفاء |
|
رحمةٌ منْك الْيوم، أرْجو شذاها | |
|
| أنت ربّ الْأكْوان، أمْن الْتجائي |
|
هدْيك الْوافي يرْفع الْوزْر عنّي | |
|
| فاكْسني منْ هدْيٍ بخيْر الْكساء |
|
أمْرك السّاري بين كافٍ ونونٍ | |
|
| إنْ تشأ يجْري بْالْورى منْ سخاء |
|
لمْ أزلْ أرْجو توبةً تجْتبيْها | |
|
| لمْ يزلْ قلْبي راجفًا منْ جزاء |
|
نجّني منْ يوْمٍ عسيرٍ، حسوْبٍ | |
|
| حيْن لا تغني دمْعةٌ عنْ رجاء |
|
كلّ إنْسٍ يرجو سبيلاً نجيًّا | |
|
| أوْ شفيعًا، منْ هوْل يوم اللّقاء |
|
تشْرئبّ الْأعْناق فيْه وتدْعو | |
|
| منْ مجيْري منْ زلةٍ، منْ غطائي |
|
عبْدك الْعاصي عاد يحبو وليدًا | |
|
| كنْ معي إنّي أْشْتكي صرْخ دائي |
|
فاحْمني منْ نفسي ومنْ شرّ داعٍ | |
|
| إنّ وسْواس النّفْس، زاد الْفناء |
|
منْ غفا عنْ هدْيٍ،هوى في ضلالٍ | |
|
| منْ نهى الأهْواء، اتّقى منْ بلاء |
|
يا ظنوني نمْضي إلى جنّةٍ أمْ | |
|
| سوْف نلْقى درْب الرّدى والشّقاء |
|
يا إلهي منْك الرّضا فارْض عنّي | |
|
| لا تدعْني في حرةٍ منْ رثائي |
|
أعْطني نوراً منْك يسْري دليلاً | |
|
| أنّني في يوم اللّقى منْ عفاء |
|