إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لكأنَّها من خيبتي تتضوَّرُ |
ترنو إليَّ بدمعةٍ تتحسَّرُ |
الفجرُ أيقظ غفلتي و تحيُّري |
أنَّى صحوتُ فمضجعي مُسْتنفِرُ |
لكأنّني ذكرى أبت أن تمَّحي |
فاستنطقتْ رسمي، فجاء يخبِّرُ |
لم تعصِني يوماً، و لم تهجرْ هوىً |
جذبَ المنى، و العمرُ غصنٌ أخضَرُ |
قامَتْ إلى الأفنانِ تمسَحُ حزنها |
والبوحُ في عينيَّ وَمْضٌ أحمرُ |
عاتبتِني، و دعوتِني يا مُنيتي |
لكنَّ خَطْوي بل رؤايَ مُعَسَّرُ |
أتلو إليك قصائدي مُتفجِّعاً |
ما جاءَتِ البشرى فكيفَ أصوِّرُ؟ |
ما كنْتُ عن مهدِ القداسةِ و الهدى |
في غفلةٍ، يا نفسُ حزني بيدرُ |
وكأنَّني في ناظريكِ مخاتِلٌ |
وكأنَّني بالقبلتين سأغدرُ |
أصحو على وخزِ الأمومةِ: من أتى |
للكرْمِ يشفي حزنَهُ، و يحرِّرُ؟ |
أغفو على الأوجاعِ خطَّتْ للورى |
أملَ الطفولةِ في وعودٍ تُثْمِرُ |
كيفَ القصيدُ تخونُني أوداجُهُ |
فالقدسُ تُشْوى، و الصِّحابُ تأخَّروا |
خفِّفْ عليك، يقولُها مُتَمَسْكِنٌ |
لم يدرِ أنَّ الذلَّ وحشٌ يزأرُ |
الشمسُ تقرأ ما تبقَّى من جوىً |
سكنَ الضمائرَ، فاستفاق الأبترُ |
قد أيقَظَتْ جمرَ البيانِ و طهرَهُ |
يا قدسُ عفواً، فالضمائِرُ ضُمَّرُ |
كالقطنِ هَشَّتْ، و الرياحُ عقيمةٌ |
لا الغيثُ جاءَ، و لا الرجالُ تأثَّروا |
هذا أوانُ الشدِّ يا قدسَ الهدى |
هل تعذريني؟، فالورى قد خُدِّروا |
هي لوحةُ الأقصى روى أسْفارَها |
وشخوصَها أرضٌ و أهلٌ كبَّروا |
هي قصَّتي يا إخوتي لا تعجبوا؟ |
غربالُ تاريخِ الأخوَّةِ أعورُ |
هذا اليراعُ يخطُّ بعضَ نحيبِهِ |
فإذا المدادُ و جيفُهُ مُسْتأْجَرُ |
سِيَّانِ إن نطق الأسى عن غربتي |
أم قادَ أمري للهلاكِ تبعثُرُ |
القدسُ أبدَتْ للضّمائرِ فضلها |
والنّاظرونَ لحسنِها هل قدًَّروا؟ |
لم يدركوا أنَّ الشّهادةَ مَنْهَلٌ |
للخالدين، و للبلادِ تطهِّرُ |
يا قدسَنا، إنَّ الحقيقةَ قُيِّدَتْ |
فتشوَّهَ المضمونُ ثمَّ المظهرُ |
يا قدسُ إنَّ الحقَّ مطلبُ شاعرٍ |
قرأ الشّعورَ و لم يجدْ مَنْ يشعُرُ |
أنَّى توجَّهَتِ الرّياحُ تطاوَلَتْ |
يا قدسُ إنَّ الحقَّ يوماً يُزهِرُ |
سيعودُ للأقصى رنيم مؤذِّنٍ |
ويعودُ للنّاقوسِ حِسٌّ يُمْطِرُ |
ويعودُ للثكلى تبسُّمُ بيتها |
وابنُ الشهيدِ على المنابرِ يشكر |
ستعودُ للقدسِ الشّريف دموعَُهُ |
فالطّهرُ يحيا و الزّمانُ يُذكِّرُ |