إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
النخلة الشمّاء |
محمود أسد |
إلى نخلة الشعر العربي الشاعر سليمان العيسى في زيارته حلب، ولقائه الأطفال في يوم الطفل العالمي ... |
أيا نخلة الشعرِ للعربِ |
عادَتْ إلينا القصيدةْ، |
أشرعةً للغيابِ |
وجاءَتْ إليك القوافي |
وميضاً ورعداً |
وعطرَ انتماء ... |
وعُدْتَ إليها فعادَتْ إليك السنونَ، |
لتوقظَ فيكَ الحنينَ |
قبيلَ انكسارِ شقيِّ الملامحْ . |
لتطردَ عنك سراب الكهولةِ |
قبل رحيل النهارْ ... |
******* |
أيا مرفأ الشعرِ |
أنتَ الشراعُ القطارُ |
وأنتَ الزمانُ العصِيُّ |
يرفرفُ عند ضفاف البراءه ... |
وهذا زمانٌ مُطِلٌّ على خجلٍ |
من دموع الشهودِ الكبار الصغار .. |
أتغرسُ في البيد قلباً |
جفتهُ المواسِمُ دهراً؟ |
وتمضي إلى موعدٍ |
قد رعتْهُ عيونُ القصائدِ فجراً؟ |
وطارَتْ إليه الجفونُ، |
فأشْعَلَ جمراً بُعيدَ ابتداءِ فصولِ المجاعه.. |
تعودُ خريفاً نحيفاً |
إلى موقدِ الذكرياتِ |
تلامِسُ جدرانَ قبوٍ |
تحاوِرُ أشجارَ مأمونِكَ المصطفاةْ .. |
وتلك التي أنْعَشَتْها سيوفُ الجناةِ، |
وظلَّتْ منارةَ وعي |
يعقِّمُ حقد الطغاة |
يخبِّئنا للشتاءِ المشاكسْْ ... |
وهذي عصاك تبوحُ، |
تنوبُ عن الشوقِ والحزنِ |
تروي لنا ما تبقَّى من الذكرياتِ السخيّه.. |
******* |
تعودُ بنا للبساتين |
تحويك عند الأصيلِ |
وحولَك زهرُ الشبابِ |
ونَخْلُ الرجوله ... |
تحلِّقُ نسراً ليومٍ جديد |
تحاوِرُ زنزانةً في الشتاءِ العنيدِ |
تغرِّدُ للطفلِ عَذْبَ النشيدِ |
حَمَِلْتَ فؤاداً من النهرِ يُروَى |
ومن منهلِ الشعرِ يُسْقى |
نميرَ المعاني |
يضيء إليك الدروبَ |
يجدِّدُ فيك الأملْ ... |
******* |
نعودُ لنسمعَ عزفَ القصيدِ |
سنقرأُ للكونِ سِفرَ الثباتِ |
ومعنى العقيده .. |
أعودُ إليكَ فألقاك نخلاً وشمساً |
تطاولُ قامةَ كلِّ الرجالِ |
وها أنْتَ تحملُ تسعينَ دهراً |
تحمِّلها للزمان الذي لا يُساوِمْ . |
وها نحن نمشي إلى منهلٍ |
عكَّروهُ بداءِ الخنوعِ |
وقالوا: هو الدربُ، فيه السلامه ... |
تعودُ إلينا مساءً |
تزيحُ الستائرَ، تخطبُ ودَّ السّحابِ |
فتوجعُنا أشطرُ الشعرِ |
توخزنا، |
هل قبضْنا خيوطَ الحقيقه ..؟ |
وهل قبَضَتْ مقلتاكَ المخبَّأَ |
في صدرِ كلِّ الورودِ الأسيره ...؟ |
وهل تستطيع الأكفُّ |
قراءةَ عمقِكَ |
تلمس فيك الحنينْ؟ |
******* |
يعودُ اليراعُ إلى راحتيك |
بيادرَ حبٍّ، وصخرةَ بأسٍ، |
وخارطةً من نقاءٍ، |
وأقرأ في الشيبِ |
تاريخ طفلٍ كبيرٍ |
تغنَّى بحلمِ العروبه ... |
أشادَ ممالِك في كلِّ بيتٍ، |
يصنِّعُ مجدَ الحياةِ |
يجدِّفُ للموجِ |
يُهدي الصغارَ قطارَ الحياةْ .... |
تعودُ وحلمُك بين الشفاهِ الطليقةْ ... |
******* |