إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هُوَ الحُزنُ يَفجَعُنِي كُلَّ حِينٍ |
بِمَوتِ صَدِيقٍ عَزِيز!؟ |
هُوَ الحُزنُ يَا أصدِقَائِي |
يُرَاوِدُنِي كُلَّ حِينٍ، وَيَقتُلُنِي |
بِهُدُوءٍ عَجِيب! |
هُوَ الحُزنُ، حِينَ يُنَاوِشُ قَلبِي |
رُوَيدَاً رُوَيدَاً فَيَقتَلِعُ الفَرَحَ المُتَنَاثِرَ |
فِي طُرُقَاتِ قَلبِي الكَئِيبº |
يَقُضُّ خُيُوطَ الفُؤَادِ |
بِخِنجَرِهِ المُتَآكِلِ كُلَّ مَسَاء. |
وَهَذَا المَسَاءُ وَحِيدَاً |
يَفَاجِئُنِي بِارتِحَالِ عَزِيز |
فَيَا لَلَفَجِيعَةِ يَا رَبعُ |
حِينَ الفُرَاتُ يَنُوحُ عَلَى فَقدِ مَن كَانَ |
عِشقُ الفُرَاتِ بِأنفَاسِهِ يَستَرِيح. |
هُوَ الحُزنُ يَا رَبعِيَ الطَّيِّبِين |
فَمَن لِي إذَا مَا تَخَطَّفَهُم |
وَاحِدَاً وَاحِدَاً |
وَتَخَيَّرَهُم بِهُدُوءٍ عَجِيب؟ |
لَكَ الحَمدُ مَا شِئتَ قَدَّرتَهُ فِي قَرَارٍ مَكِين |
لَكَ الحَمدُ مَا شِئتَ فَافعَل |
فَأنتَ الأمِينُ عَلى الرُّوحِ |
سُبحَانَ عَرشِكَ |
حِينَ تَشَاءُ تُرِيد. |
هُوَ الحُزنُ يَا دَيرُ |
يَغشَاكِ كُلَّ مَسَاءٍ |
أَمَا تَشبَعِينَ؟! |
وَنَهرُ الفُرَاتِ يُوَدِّعُهُم وَاحِدَاً وَاحِدَاً |
هُوَ الحُزنُ.. |
فِي مَائِكِ العَذبِ يَجرِي |
لِذَا كُلُّ أبنَائِكِ الطِّيِّبِينَ حَزَانَى |
عَلى الرَّاحِلِين. |
فَلا الدَّمعُ يُجدِي مَدِينَةَ حُبِّيَ العَظِيم |
وَلا الحُزنُ يَكفِي |
إِذَا مَا تَنَاثَرَ فِي الجَوِّ كُلَّ مَسَاءٍ، |
تَنَفَّسَ فِي الرُّوحِ مِثلَ نَسِيمِ الصَّبَاح. |
هُوَ الحُزنُ، |
حِينَ يَمُدُّ جَنَاحَيهِ فِي الأفقِ، |
يَنثُرُ رَائِحَةَ الطِّيِّبِينَ، |
وَيَبعَثُ ذِكرَاهُمُ الخَالِدَة. |
فَيَا صَحبِيَ الطِّيِّبِينَ |
فِرَاقُ حَبِيبِ الفُرَاتِ عَلَيَّ عَظِيم. |
فَمَن لِي.. |
إذَا مَا تَذَكَّرَهُ الصَّحبُ فِي مَجلِسٍ ضَمَّنَا |
بَصَفاءٍ وَدُودٍ كَرِيم؟ |
وَمَن لِي إذَا هَاجَ ذِكرُكَ |
غَيرُ الدُّمُوعِ بِصَمتٍ رَسَمنَا حُدُودَهُ |
ذَاتَ مَسَاءٍ جَمِيل.. |
فَطُوبَى لِعَينَيكَ |
كَانَ الفُرَاقُ سِرَاعَاً، وَلَمَّا.. |
مِنَ الصَّبرِ نَأخُذ سِوَى القَلِيل!؟ |