إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ولمَّا استُبيحَ المكانُ استَبَحْتَ الزّمانَ.. |
ولمَّا استغاثَ الزّمانُ ملكْتَ الزّمامَ |
عشقْتَ المكانَ الذي في العيونِ أقامْ. |
وجئْتَ لتَصْنَعَ فجراً، وترفدَ نهرَ الضياءِ |
وهاأنْتَ تُبْدِعُ عصراً غيوراً |
فهلْ نَقْفِزُ الآنَ حتَّى يحينَ المخاضُ؟ |
أخيراً أتيْتَ، فهلاَّ ملكْنا الرصيد.. |
وهلاَّ انكفَأْنا، وعُدْنا بعيداً لكشفِ الحسابْ. |
أتيْتَ إلى شاطِئٍ عجَّ بالمومِساتِ |
فلم تشكُ.. لم تبكِ.. لم تَلْعَنِ الوقْتَ، |
جِئْتَ كنسمَةِ صيفٍ |
تلامِسُ خِدْرَ الدموعِ |
تُجَفِّفُ حزْناً أقامَ طويلاً أمامَ الخيامِ |
وفوقَ المنابرْ.. |
أراك تردِّدُ في الفجرِ عَذْبَ الكلامِ، وعَذْبَ القصائدْ.. |
سأحْمِلُ روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الرّدى |
رأيْتُ الزّمانَ يعكِّرُ صَفْوَ النّجوم |
يُكابرُ، يلهَثُ حتَّى انبلاجِ الإشارةْ.. |
وأنْتَ تُرَتِّلُ مايَتَيَسَّرُ منْ سورةِ الإنْشِراحْ.. |
وهبَّ المكانُ يهزُّ المحيطاتِ ليلاً |
يُجَمِّعُ عشقاً نديّاً |
يُراقِصُ ناراً |
يُباعِدُ بينَ النهودِ وبينَ الشِفاهْ.. |
ويَشْرَبُ نَخْبَ الشهادهْ .. |
وفي ليلةٍ منْ ربيعِ التفتُّحِ |
أطلَقْتَ لحنَ البراءةِ |
حتَّى رأينا الإلهَ دَليلاً |
إذا ماأردْنا البداية.. |
لبسْتَ رداءَ الولادةِ |
واجتزْتَ بوَابةً للخلودِ المعانِدْ.. |
فإمَّا حياةٌ تسرُّ الصديقَ وإمَّا مماتٌ يغيظُ العدى.. |
ولمَّا استفاقَ السّلاحُ على وَقْعِ فرعٍ نقيٍّ |
ودوَّتْ حناجِرُ لامَسَتِ المُسْتَحيلَ |
وكانَ الصدى يَسْتَفِزُّ الحضورَ النيامَ |
وما مِنْ أَثَرْ.. |
وزهْرُ شبابِكَ يُشْعِلُ وَرْدَ المقابِرِ |
صَدْرَ الحبيبهْ .. |
ذهبْنا نُجفِّفُ دمعاً رأيْتَهُ يبكي |
ويحكي بدايةَ كلِّ الحكايةْ.. |
أتينا نُجالِسُ نَزْفاً تَغَسَّلَ حتَّى يبوحَ لنا |
عن سنينَ أقامَتْ على عتباتِ المخافرْ.. |
سمعْتُكَ تهتِفُ للنارِ |
للرأسِ فوقَ الرؤوسِ مسارٌ: |
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةْ فلا بدَّ أن يَسْتَجيبَ القدرْ |
ولمَّا أدرْنا الظهورَ ونحنُ نغنِّي |
عَضَضْنا أصابعَنا |
بَعْدَ أنْ ضاعَ منَّا الحسامُ |
فلم تبق إلاَّ الدموعُ سبيلا |
ومَنْ قالَ أنَّ الدموعَ ستمنَحُ فجراً |
وتبني الممالكْ؟ |
ألسْتَ الشقيَّ الذي شقَّ صَدْرَ الموانئْ؟ |
فلمَّا صَحَوْنا سمعْنا نداءَ الإلهِ: |
تبارَكَ ذاكَ الجهادُ المشعُّ |
وذاكَ الصَّبيُّ النّديُّ |
وقد لَمْلَمَ الجرْحَ عندَ انحسارِ الرجوله .. |
ولمَّا دُهِشْنا |
نهضْنا نقصِّفُ جَذْعَ الولاءِ |
نجزِّئ كلَّ زقاقٍ وكلَّ حديثٍ وكلَّ لقاء |
ورُحْنا وراءَ الجدالِ نسافرْ .. |
أتيْتُكَ ليلاً |
ومَنْ لي سواكَ إذا ما ادلهمَّ الطريقُ؟ |
سمعتُكَ بينَ الصغارِ وبينَ الطيورِ |
وبينَ الدفاترْ |
ولا بدَّ للَّيْلِ أنْ يَنْجلي ولا بدَّ للقيدِ أن ينكسرْ |
ولمَّا استكانَ العدوُّ |
وأيْقَنَ أنَّ الأمورَ تسيرُ كما يَشْتهي في الظلامِ |
ولمَّا تجمَّعَ دمعُ القرابةِ بين الرمالِ |
ولم نجنِ إلاَّ الكلامَ |
ورحْنا نردِّدُ في سرِّنا: ياحرامْ .. |
بُعِثْتَ رسولَ انتماء لهذا الترابِ |
برزْتَ حصاناً جموحاً |
أتيْتَ لتوقظَ جمرَ الشتاءِ |
وقفْنا نغازِلُ فيكَ النبوءةَ بعدَ افتقادِ الوسيله .. |
أراكَ تخاصِرُ زغرودة الأمِّ |
تلثِمُ حضْناً هداكَ لكلِّ الفصولِ |
هداكَ ليومٍ شبيهٍ بيومِ القيامهْ .. |
وذاكَ أبوكَ رآك تشعُّ |
تضيءُ الشواطئَ بعدَ امتدادِ المسافةِ |
قبلَ انكسارِ الرياحِ |
مَضيْتَ لتُشْعِلَ حزناً تَخَبَّأ بينَ البراغي |
وبين السكاكينِ، |
حاصَرْتَ كلَّ زوايا الغوايه .. |
تقدِّمُ عَذْبَ انتمائِكَ قبلَ السَّفَرْ .. |
وها أنْتَ ترفضُ صمتي |
وتبذرُ عشقَكَ فوق الرمالِ وفوق السماءِ |
وتلك خطاكَ ستورَقُ حبّاً بطعمِ الدماءِ |
متى نكسرُ الخوفَ فينا؟ |
متى نَعْتَلي قامة السالكينَ دروبَ السِّياده ..؟ |