يانَشرَ عَرفِ الرَوضَةِ الغَنّاءِ | |
|
| وَنَسيمَ ظِلِّ السَرحَةِ العَيناءِ |
|
هَذا يَهُبُّ مَعَ الأَصيلِ عَنِ الرُبى | |
|
| أَرَجاً وَذَلِكَ عَن غَديرِ الماءِ |
|
عوجاً عَلى قاضي القُضاةِ غُدَيَّةً | |
|
| في وَشيِ زَهرٍ أَو حِلى أَنداءِ |
|
وَتَحَمَّلا عَنّي إِلَيهِ أَمانَةً | |
|
| مِن عِلقِ صِدقٍ أَو رِداءِ ثَناءِ |
|
فَإِذا رَمى بِكُما الصَباحُ دِيارَهُ | |
|
| فَتَرَدَّدا في ساحَةِ العَلياءِ |
|
في حَيثُ جَرَّ المَجدُ فَضلَ إِزارِهِ | |
|
| وَمَشى الهُوَينا مِشيَةَ الخُيَلاءِ |
|
وَسَرى فَجَلّى لَيلَ كُلِّ مُلِمَّةٍ | |
|
| قَمَرُ العَلاءِ وَأَنجُمُ الآراءِ |
|
مِن مَنزِلٍ قَد شَبَّ مِن نارِ القِرى | |
|
| ما شابَ عَنهُ مَفرِقُ الظَلماءِ |
|
لَو شِئتُ طُلتُ بِهِ الثُرَيّا قاعِداً | |
|
| وَنَشَرتُ عِقدَ كَواكِبَ الجَوزاءِ |
|
وَلَثَمتُ ظَهرَ يَدٍ تَنَدّى حُرَّةً | |
|
| فَكَأَنَّني قَبَّلتُ وَجهَ سَماءِ |
|
وَمَلَأتُ بَينَ جَبينِهِ وَيَمينِهِ | |
|
| جَفنَيَّ بِالأَنوارِ وَالأَنواءِ |
|
مُتَهادِياً مابَينَ أَبطَحِ شيمَةٍ | |
|
| دَمُثَت وَهَضبَةِ عِزَّةٍ قَعساءِ |
|
كَلَفاً هُناكَ بِغُرَّةٍ مَيمونَةٍ | |
|
| خُلِقَت أَسِرَّتُها مِنَ السَرّاءِ |
|
لَو كُنتَ تُبصِرُني أَدورُ إِزاءَها | |
|
| لَنَظَرتَ مِن شَمسٍ وَمِن حَرباءِ |
|
أَرسى بِهِ في اللَهِ طَودُ سَكينَةٍ | |
|
| وَعَدالَةٍ وَاِمتَدَّ حَبلُ رَجاءِ |
|
خَلَعَ القَضاءُ عَلَيهِ خِلعَةَ سُؤدُدٍ | |
|
| غَنِيَت بِشُهرَتِها عَنِ الأَسماءِ |
|
عَبِقَ الثَناءُ نَدى الحَيا فَكَأَنَّهُ | |
|
| رَيحانَةٌ مَطلولَةُ الأَفياءِ |
|
أَبَداً لَهُ في اللَهِ وَجهُ بَشاشَةٍ | |
|
| وَوَراءَ سِترِ الغَيبِ عَينُ ذَكاءِ |
|
قَد راقَ بَينَ فَصاحَةٍ وَصَباحَةٍ | |
|
| سَمعُ المُصيخِ لَهُ وَعَينُ الرائي |
|
وَكَأَنَّهُ مِن عَزمَةٍ في رَحمَةٍ | |
|
| مُتَرَكِّبٌ مِن جُذوَةٍ في ماءِ |
|
بَينَ الطَلاقَةِ وَالمَضاءِ كَأَنَّهُ | |
|
| وَقّادُ نَصلِ الصَعدَةِ السَمراءِ |
|
لَو شاءَ نَسَخَ اللَيلِ صُبحاً لَاِنتَحى | |
|
| فَمَحا سَوادَ اللَيلَةِ اللَيلاءِ |
|
تُثني بِهِ ريحُ المَكارِمِ خوطَةً | |
|
| في حَيثُ تَسجَعُ أَلسُنُ الشُعَراءِ |
|
وَكَأَنَّهُ وَكَأَنَّ رَجعَ نَشيدِهِ | |
|
| فَصلُ الرَبيعِ وَرِنَّةُ المُكّاءِ |
|