أَرَقتُ أَكُفَّ الدَمعِ طَوراً وَأَسفَحُ | |
|
| وَأَنضَحُ خَدّي تارَةً ثُمَّ أَمسَحُ |
|
وَدونَكَ طَمّاحٌ مِنَ الماءِ مائِجٌ | |
|
| يُعَبُّ وَمُغبَرٌّ مِنَ التُربِ أَفيَحُ |
|
وَإِنّي إِذا ما اللَيلُ جاءَ بِفَحمَةٍ | |
|
| لَأوري زِنادَ الهَمِّ فيها فَأَقدَحُ |
|
وَأُتبِعُ طيبَ الذِكرِ أَنَّةُ موجَعٍ | |
|
| فَيَنفَحُ هَذا حَيثُ هاتيكَ تَلفَحُ |
|
وَأَلقى بَياضَ الصُبحِ يَسوَدُّ وَحشَةً | |
|
| فَأَحسِبُني أُمسي عَلى حينَ أُصبِحُ |
|
وَيوحِشُني ناعٍ مِنَ اللَيلِ ناعِبٌ | |
|
| فَأَزجُرُ مِنهُ بارِحاً لَيسَ يَبرَحُ |
|
وَأَستَقبِلُ الدُنيا بِذِكرى مُحَمَّدٍ | |
|
| فَيَقبُحُ في عَينَيَّ ماكانَ يَلمُحُ |
|
وَأُشفِقُ مِن مَوتِ الصِبا ثُمَّ إِنَّني | |
|
| لَآمُلُ أَنَّ اللَهَ يَعفو وَيَصفَحُ |
|
غُلامٌ كَما اِستَخشَنتَ جانِبَ هَضبَةٍ | |
|
| وَلانَ عَلى طَشٍّ مِنَ المُزنِ أَبطَحُ |
|
أَقولُ وَقَد وافى كِتابُ نَعيِهِ | |
|
| يُجَمجِمُ في أَلفاظِهِ فَيُصَرِّحُ |
|
أَرامٍ بِأَغماتٍ يُسَدِّدُ سَهمَهُ | |
|
| فَيَرمي وَقَلبٌ بِالجَزيرَةِ يُجرَحُ |
|
فَيا لَغَريبٍ فاجأَتهُ مَنِيَّةٌ | |
|
| أَتَتهُ عَلى عَهدِ الشَبابِ تُلَحلِحُ |
|
كَأَنَّ لَهيباً بَينَ جَنبَيَّ واقِداً | |
|
| بِهِ وَرَكايا بَينَ جَفنَيَّ تُمتَحُ |
|
جَلَستُ أَسومُ الدَهرَ فيهِ مَلامَةً | |
|
| وَكُنتُ كَما قَد كُنتُ أُثني وَأَمدَحُ |
|
تَراني إِذا أَعوَلتُ حُزناً حَمامَةً | |
|
| تُرِنُّ وَطَوراً أَيكَةً تَتَرَنَّحُ |
|
غَريقاً بِبَحرِ الدَمعِ وَالهَمُّ وَالدُجى | |
|
| وَلَو كانَ بَحراً واحِداً كُنتُ أَسبَحُ |
|
أُحَمِّلُ أَنفاسَ الشَمالِ تَحِيَّةً | |
|
| يَنوءُ بِها مِن ماءِ جَفني فَيَرزَحُ |
|
فَلي نَظرَةٌ نَحوَ السَماءِ وَلَوعَةٌ | |
|
| تَلَدَّدُ بي نَحوَ الجَنوبِ فَأَجنَحُ |
|
فَرادَعتُ عَنها النَفسَ وَالنَفسُ صَبَّةٌ | |
|
| وَراوَغتُ حُسنَ الصَبرِ وَالصَبرُ أَرجَحُ |
|
فَنَمِّ بِأَسرارِ الصَبابَةِ مَدمَعي | |
|
| وَكُلُّ إِناءٍ بِالَّذي فيهِ يَرشَحُ |
|
وَأَيأَستُ قَلباً كانَ يَخفِقُ تارَةً | |
|
| وَتَنزو بِهِ الآمالُ طَوراً فَيَطمَحُ |
|
فَما أَتَلَقّى الرَكبَ أَرجو تَحِيَّةً | |
|
| تُوافي لَهُ أَو رُقعَةً تَتَصَفَّحُ |
|
فَفي ناظِري لِلَّيلِ مَربَطُ أَدهَمٍ | |
|
| وَفي وَجنَتي لِلدَمعِ أَشهَبُ يَجمَحُ |
|
إِذا كانَ قَصرُ الأُنسِ بِالإِلفِ وَحشَةً | |
|
| فَما أَشتَهي أَنّي أُسَرُّ فَأَفرَحُ |
|
فَيا عارِضاً يَستَقبِلُ اللَيلَ واكِفاً | |
|
| وَيَسري فَيَطوي الأَطوَلَينِ وَيَمسَحُ |
|
تَحَمَّل إِلى قَبرِ الغَريبِ مَزادَةً | |
|
| مِنَ الدَمعِ تَندى حَيثُ سِرتَ وَتَنضَحُ |
|
وَأَحفى سَلامٍ يَعبُرُ البَحرَ دونَهُ | |
|
| فَيَندى وَأَزهارَ البِطاحِ فَتَنفَحُ |
|
وَعَرِّج عَلى مَثوى الحَبيبِ بِنَظرَةٍ | |
|
| تَراهُ بِها عَيني هُناكَ وَتَلمَحُ |
|