تَشَفَّع بِعِلقٍ لِلشَبابِ خَطيرِ | |
|
| وَبِت تَحتَ لَيلٍ لِلوِصالِ قَصيرِ |
|
وَنَل نَظرَةً مِن نُضرَةِ الحُسنِ وَاِنتَعِش | |
|
| بِغُرَّةِ رَقراقِ الشَبابِ غَريرِ |
|
فَما الأُنسُ إِلّا في مُجاجِ زُجاجَةٍ | |
|
| وَلا العَيشُ إِلّا في صَريرِ سَريرِ |
|
وَإِنّي وَإِن جِئتُ المَشيبَ لَمولَعٌ | |
|
| بِطُرَّةِ ظِلٍّ فَوقَ وَجهِ غَديرِ |
|
فَيا حَبَّذا ماءٌ بِمُنعَرَجِ اللِوى | |
|
| وَما اِهتَزَّ مِن أَيكٍ عَلَيهِ مَطيرِ |
|
وَنَفحَةُ ريحٍ لِلرَبيعِ ذَكِيَةٌ | |
|
| وَلَمحَةُ وَجهٍ لِلشَبابِ نَضيرِ |
|
وَنَعسَةُ طَرفِ العَينِ مِن سِنَةِ الكَرى | |
|
| لِرَجعِ خَريرٍ أَو لِشَجوِ هَديرِ |
|
وَقَد لاحَ وَجهُ الصُبحِ يَندى كَأَنَّهُ | |
|
| وَراءَ قِناعِ اللَيلِ وَجهُ بَشيرِ |
|
وَأَشرَقَ نَجمٌ لِلثُرَيّا كَأَنَّهُ | |
|
| أَيادي نَعيمٍ أَو هِضابُ ثَبيرِ |
|
فَتىً شابَ في عَصرِ الشَبيبَةِ حِنكَةً | |
|
| وَقامَ صَغيراً في جَلالِ كَبيرِ |
|
وَأَصغى إِلى داعي النَدى سَمعَ أَروَعٍ | |
|
| مُجيبٍ عَلى بُعدِ الصَريخِ مُجيرِ |
|
فَباتَ وَلِلأَنباءِ فيهِ تَأَرُّجٌ | |
|
| تَطيبُ بِهِ أَنفاسُ كُلِّ سَميرِ |
|
وَلِلرَوضِ سِرٌّ شافَهَتنا بِهِ الصَبا | |
|
| سُحَيراً فَأَلهى مِن حَديثِ خَبيرِ |
|
وَلِلمَدحِ أَلحانٌ تَهُزُّ شَجِيَّةٌ | |
|
| تُنَسّي بِها المُكّاءَ كُلَّ صَفيرِ |
|
وَقَد أَغضَتِ الشِعرى العُبورُ لِهِمَّةٍ | |
|
| تُقَلِّبُ دونَ المَجدِ لَحظَ غَيورِ |
|
تُواقِعُ أَبكارَ العُلا غَيرَ أَنَّها | |
|
| تَرى أَنَّ بَحرَ الجودِ خَيرُ طَهودِ |
|
وَتَصفَحُ لا عَن ذِلَّةٍ صَفحَ رَحمَةٍ | |
|
| فَتُرسِلُ دونَ الذَنبِ سَترَ غَفورِ |
|
وَتَجلو سَوادَ المُشكِلاتِ بِخاطِرٍ | |
|
| تَرَكَّبَ مِن نارٍ تُشَبُّ وَنورِ |
|
إِذا قِستَ ما بَينَ الحُسامِ وَبَينَهُ | |
|
| تَبَسَّمَ وَاِهتَزَّ اِهتِزازَ سُرورِ |
|
مِن آلِ رَحيمٍ حَيثُ لا هَضبَةُ العُلا | |
|
| لِهَدٍّ وَلا بَحرُ النَدى لِعُبورِ |
|
مِن القَومِ أَدَّتهُم إِلى خَيرِ أَبطُنٍ | |
|
| تَخَيَّرنَ لِلأَبناءِ خَيرَ ظُهورِ |
|
تَرى المُزنَ ثَجّاجاً بِهِم مُتَهَلِّلاً | |
|
| سَماحَةُ أَيدٍ وَاِبتِسامُ ثُغورِ |
|
غَيارى عَلى الأَيدي العَذارى كَأَنَّما | |
|
| تُزَفُّ مِنَ الكِتمانِ خَلفَ سُتورِ |
|
فَهاهُم كَما تَهوى العُلا لا ثَناؤُهُم | |
|
| لِطَيٍّ وَلا أَسرارُهُم لِنُشورِ |
|
يَذوبونَ ظَرفاً غَيرَ أَنَّ قُلوبَهُم | |
|
| إِذا ما دَهى خَطبٌ قُلوبُ صُخورِ |
|
تَرى بِهِمُ مِن نَضرَةٍ في سَماحَةٍ | |
|
| طُلوعَ بُدورٍ في اِرتِجاجِ بُحورِ |
|
وَتَعشو إِلى نارٍ بِهِم في مَفازَةٍ | |
|
| ذَكاءُ قُلوبٍ في اِتِّساعِ صُدورِ |
|
فَما البَطَلُ الحامي وَقَد صافَحَ الطُلى | |
|
| بِأَبيَضَ بَسّامِ الفِرِندِ طَريرِ |
|
بِأَطوَلَ باعاً مِن رَحيمٍ وَقَد سَطا | |
|
| بِأَرقَشَ مُصفَرِّ القَميصِ قَصيرِ |
|
فَيا حُسنَ مَرأى المَلِكِ بَينَ مُهَنَّدٍ | |
|
| خَضيبٍ وَرَندٍ لِليَراعِ نَضيرِ |
|
وَقَد طارَحَ السَيفُ اليَراعَ فَأَطرَبا | |
|
| بِرَجعِ صَليلٍ رائِعٍ وَصَريرِ |
|