اللَيلُ إِلا حَيثُ كُنتَ طَويلُ | |
|
| وَالصَبرُ إِلّا مُنذُ بِنتَ جَميلُ |
|
وَالنَفسُ ما لَم تَرتَقِبكَ كَئيبَةٌ | |
|
| وَالطَرفُ مالَم يَلتَمِحكَ كَليلُ |
|
فَلَقَد خَلَعتَ عَلى الزَمانِ مَحاسِناً | |
|
| تُثنى بِهِ أَعطافُهُ فَيَذيلُ |
|
وَلَقَد شَمَلتَ الحَضرَتَينِ بِنِعمَةٍ | |
|
| يَجري الثَناءُ بِوَصفِها فَيُطيلُ |
|
فَالصُبحُ ثَغرٌ في جَنابِكَ ضاحِكٌ | |
|
| وَاللَيلُ طَرفٌ في ذَراكَ كَحيلُ |
|
وَأَقَمتَ مِن أَوَدٍ هُناكَ وَهَهُنا | |
|
| فَدَفَقتَ آراءً وَأَنتَ جَليلُ |
|
وَتَكَشَّفَت لَكَ حالَةٌ عَن غادِرٍ | |
|
| مَلِقٍ وَمرعى الغادِرينَ وَبيلُ |
|
فَقَعَدتَ بِالأَعداءِ قِعدَةَ خالِعٍ | |
|
| ثَوبَ العَزازَةِ عَنهُ فَهوَ ذَليلُ |
|
وَهَدَدتَ هَضبَةَ عِزِّهِ فَكَأَنَّها | |
|
| نَسفاً كَثيبٌ بِالعَراءِ مَهيلُ |
|
فَتَطَوَّقَت بِالهَونِ مِنهُ حَمامَةٌ | |
|
| يَعتادُها تَحتَ الظَلامِ عَويلُ |
|
وَأَراهُ صَبوَةَ ماجَناهُ دَهمَةً | |
|
| نَظَرٌ جَزاهُ عَنِ القَبيحِ جَميلُ |
|
فَاِعتاصَ مِن لُجٍّ وَأَعتَمَ مَسلَكٌ | |
|
| وَاِلتاثَ مُلتَمَسٌ وَضاقَ سَبيلُ |
|
وَوَشى رِداءَ الحَمدِ بِاِسمِكَ خاطِرٌ | |
|
| قَد عاثَ فيهِ السُقمُ فَهوَ كَليلُ |
|
فَسَجَعتُ في قَيدِ الشَكاةِ مُغَرِّداً | |
|
| طَرَباً وَلِلطَرفِ الرَبيطِ صَهيلُ |
|
وَلَوى العِنانَ عَنِ الإِطالَةِ أَنَّني | |
|
| نِضوُ القُوى بِسُرى الفِراشِ ضَئيلُ |
|
مادَ النُحولُ بِهِ فَلاعَبَ شَخصَهُ | |
|
| ظِلٌّ تَحَيَّفَهُ السَقامُ نَحيلُ |
|
فَمَنَعتُهُ جَمَّ المَحاسِنِ ناقِهاً | |
|
| قَد كاثَرَ الأَمداحَ وَهوَ قَليلُ |
|
وَلَكَم قَصيرٍ مِن يَراعِكَ ساحِبٍ | |
|
| مِن نابِ صَدرِ الرُمحِ وَهوَ طَويلُ |
|