لِمَنْ مَرْبَعٌ بالسَّفْحِ أَقْوَتْ مَلاعِبُهْ | |
|
| وَأَصْبَحَ فِي مَغْناهُ يَنْعَبُ ناعِبُهْ |
|
عَفا غَيْرَ مَشْجُوجِ القَذالِ وَأَوْرَقٍ | |
|
| أَقامَتْ كَمِثْلِ الوُرْقِ مِنْهُ مَناصِبُهْ |
|
وَأَضْحَتْ بِهِ بَعْدَ الخَلِيطِ أَوانِساً | |
|
| رَبائِبُهُ مُذْ فارَقَتْهُ رَبائِبُهْ |
|
فَكَمْ فِيهِ قَدْ جَرَّرْتُ ذَيْلَ شَبِيبَتِي | |
|
| وَكَمْ رامَقَتْنِي بالوِدادِ كَواعِبُهْ |
|
وَأَغْيَدَ مَعْسُولِ المَراشِفِ لمْ يَزَلْ | |
|
| يُعاتِبُنِي عِنْدَ اللِّقا وَأُعاتِبُهْ |
|
شَرَحْتُ لَهُ حالِي وَما قَدْ لَقِيتُهُ | |
|
| غَداةَ بِهِ لِلْبَيْنِ جَدَّتْ رَكائِبُهْ |
|
وَخاطَبْتُهُ مُسْتَخْبِراً فَتَكَشَّفَتْ | |
|
| سَرائِرُهُ مِنْ حَيْثُ كُنْتُ أَخاطِبُهْ |
|
وَراوَدْتُهُ عَنْ حاجَتِي فَتَضَرَّجَتْ | |
|
| مَحاسِنُ خَدَّيْهِ وَقَدْ لانَ جانِبُهْ |
|
حَبِيبٌ إِذا حاوَلْتُ تَقْبِيلَ صُدْغِهِ | |
|
| قَضَتْ لَسْعَها فِي القَلْبِ مِنِّيِ عَقارِبُهْ |
|
تُلاثُ عَلَى غُصْنٍ وَدِعْصٍ بُرُودُهُ | |
|
| وَتُطْوَى عَلَى لَيْلٍ وَصُبْحٍ جَلابِبُهْ |
|
أَغارُ عَلَيْهِ مِنْ قَلائدِهِ إِذا | |
|
| تَجَلَّتْ بِها لَبَّاتُهُ وَتَرائِبُهْ |
|
فَيا حُسْنَهُ لَمَّا مَشَى مُتَهَزِّعاً | |
|
| وَقَدْ ماسَ فِي بُرْدِ الصِّبا وَهوَ ساحِبُهْ |
|
تُحاكِي نَهارَ الوَصْلِ غُرَّةُ وَجْهِهِ | |
|
| وَتُشْبِهُ لَيْلَ الهَجْرِ مِنْهُ ذَوائِبُهْ |
|
وَيُثْقِلُهُ عِنْدَ النُّهُوضِ إِذا نَوَى | |
|
| قِياماً رَكِيمُ الرِّدْفِ حِينَ يُجاذِبُهْ |
|
أَلا أيُّها الظَّبْيُ الذِي قَدْ أَذاقَنِي | |
|
| هَوىً كأْسُهُ لا يَسْلَمُ السَّقْمَ شارِبُهْ |
|
أَما قُبْلَةٌ لِي مِنْكَ أُطْفِي بِبَرْدِها | |
|
| مِنَ الوَجْدِ جَمْراً مُحْرِقاتٌ لَواهِبُهْ |
|
أَرَى النَّاسَ شَتَّى فِي الطِّباعِ وَإِنَّما | |
|
| طِباعُ الفَتَى تُنْقَدُّ مِمَّنْ يُصاحِبُهْ |
|
فَلا تَغْتَرِرْ بالنَّاسِ وَاخْتَرْ أَتَمَّهُمْ | |
|
| فَلَيْسَ يُساوِي صادِقَ البَرْقِ كاذِبُهْ |
|
فَكَمْ آلِ قَفْرٍ ظُنَّ ماءً جَرَى وَكَمْ | |
|
| تَراءَتْ كَمِقْباسِ الضِّرامِ حُباحِبُهْ |
|
وَقَدْ يَعْرِفُ الأَيَّامَ مَنْ كانَ دائِماً | |
|
| تُسالِمُهُ أَيَّامُهُ وَتُحارِبُهْ |
|
وَيَرْفُضُ عَذْبَ العَيْشِ كُرْهاً مُوَدِّعاً | |
|
| لِلَذَّاتِهِ مَنْ وَدَّعَتْهُ شَبائِبُهْ |
|
يُناهِبُنِي صَرْفُ الزَّمانِ مَغانِماً | |
|
| ظَفَرْتُ بِها مِنْ عِيشَتِي وَأُناهِبُهْ |
|
وَلِلهِ حُرٌّ ثَقَّفَ الدَّهْرُ عَزْمَهُ | |
|
| كَما ثَقَّفَ الخَطِّيَّ بالنَّارِ راعِبُهْ |
|
فَلَيْتَ اللَّيالِي ساعَفَتْنِي وَساعَدَتْ | |
|
| بِما أَنا مِنْ صَعْبِ المَطالِبِ طالِبُهْ |
|
أَرانِي أُمَنِّي النَّفْسَ مِنِّي تَعَلُّلاً | |
|
| بِعَيْشٍ مَضَى عَنِّي وَفاتَتْ أَطايِبُهْ |
|
أُؤَمِّلُ شَيْئاً لَيْسَ يُدْرَكُ كَوْنُهُ | |
|
| وَهَلْ رَدَّ شَخْبَ الضَّرْعِ فِي الضَّرْعِ حالِبُهْ |
|
وَمُبْتَسِمٍ أَحْوَى يَزِيدُ تَبَسُّماً | |
|
| بِهِ كُلُّ أَحْوَى حِينَ يَسْكِبُ ساكِبُهْ |
|
تَبَسَّمَ مُفْتَرًّا وَحَمْحَمَ باكِياً | |
|
| وَجُنْحُ الدُّجَى مُسْتَرْخِياتٌ غَياهِبُهْ |
|
يَسِحُّ ويَهْمِي مُسْتَهِلاًّ كأَنَّما | |
|
| أَكُفُّ فَلاحٍ قَدْ حَوَتْها سَحائِبُهْ |
|
جَوادٌ إِذا ما المُزْنُ أَمْسَكَ قَطْرَهُ | |
|
| عَنْ النَّاسِ أَغْنَتْ مُمْحِلِيهِ مَواهِبُهْ |
|
أَقامَ حُدُودَ العَدْلِ فِي المُلْكِ فاسْتَوَتْ | |
|
| أَباعِدُهُ فِي عَدْلِهِ وَأَقارِبُهْ |
|
وَفَرَّقَ ما يَحْوِي مِنَ المالِ واهِباً | |
|
| وَما مَسَّتْ الدِينارَ يَوْماً رَواجِبُهْ |
|
خَلائِلُهُ غُرُّ المَحامِدِ وَالثَّنا | |
|
| مَتَى ما يُخالِلْ وَالمَعالِي حَبائِبُهْ |
|
صُرُوفُ اللَّيالِي تَقْتَضِي ما يُرِيدُهُ | |
|
| كأَنَّ اللَّيالي كُتْبُهُ وَكَتائِبُهْ |
|
وَما فِي سَماهُ اسْتَسْرَقَ السَّمْعَ مارِدٌ | |
|
| مِنَ الخَلْقِ إِلاّ اسْتَوْغَرَتْهُ كَواكِبُهْ |
|
وَلَوْ أَنَّهُ أَلْقَى وَأَرْسَلَ بَطْشَهُ | |
|
| عَلَى الدَّهْرِ ما فِي النَّاسِ نابَتْ نَوائِبُهْ |
|
سَحابٌ عَلَى العافِي يَصُبُّ هِباتِهِ | |
|
| وَتَنْصَبُّ مِنْهُ لِلْبُغاةِ مَصائِبُهْ |
|
وَكادَتْ عَلَى الأَعْداءِ مِنْ غَيْرِ ضارِبٍ | |
|
| تَصُولُ عَوالِي سُمْرِهِ وَقَواضِبُهْ |
|
أَساحِبَ ذَيْل المَكرُماتِ وَمَنْ عَلَتْ | |
|
| مَراتِبَ أَرْبابِ المَعالِي مَراتِبُهْ |
|
سَعَيْتَ لِكَسْبِ الحَمْدِ سَعْياً مُوَفَّقاً | |
|
| أوائِلُهُ مَحْمُودَةٌ وَعَواقِبُهْ |
|
وَجَرَّدْتَ للأَعْداءِ سَيْفاً مُهَنَّداً | |
|
| مِنَ العَزْمِ عَضْباً ماضِياتٌ مَضارِبُهْ |
|
فَلا فَخْرَ إِلاّ أَنْتَ لابِسُ بُرْدِهِ | |
|
| وَلا حَمْدَ إِلاّ أَنْتَ فِي النَّاسِ كاسِبُهْ |
|