دَعْنِي مِنَ التَّفْنِيدِ وَالتَّأْنِيبِ | |
|
| فَلَرُبَّ رَأْيٍ كانَ غَيْرَ مُصِيبِ |
|
كَيْفَ السُّلُوُّ وَكَيْفَ كَوْنُ تَجَلُّدِي | |
|
| وَلِقاءُ مَنْ أَهْواهُ غَيْرُ قَرِيبِ |
|
يا لائِمِي أَتَلُومُنِي فِي الحُبِّ أَنْ | |
|
| أَظْهَرْتُ بَيْنَ العالَمِينَ نَحِيبِي |
|
فَدَعْ المَلامَ عَلَى الغَرامِ وَغَنِّنا | |
|
| بِنَشِيدِ جَرْوَلَ أَوْ نَشِيدِ حَبِيبِ |
|
أَحْلَى المَعِيشَةِ شُرْبُ كَأْسِ مُدامَةٍ | |
|
| وَوِصالُ خِشْفٍ في الأَنِيسِ رَبِيبِ |
|
وَمُفاكِهاتٌ فِي الخَلائِقِ تَرْتَضِي | |
|
| لَكَ مِنْ أَكِيلٍ ماجِدٍ وَشَرِيبِ |
|
أَمُحَدِّثِي عَنْ أَرْسُمٍ لَعِبَتْ بِها | |
|
| هُوجُ الرَّوامِسِ مِنْ صَباً وَجَنُوبِ |
|
لا تَطْرِ بَعْدَ السَّفْحِ لِي سَفْحاً وَلا | |
|
| بَعْدَ الكَثِيبِ تَبُثَّ شَرْحَ كَثِيبِ |
|
رَسْمانِ فِي سَوْداء قَلْبِي طُنِّبا | |
|
| مُذْ أَقْوَيا زَمَناً مِنَ التَّطْنِيبِ |
|
ما إِنْ ذَكَرْتُ لَيالِياً لَهُما مَضَتْ | |
|
| إِلاَّ حَنَنْتُ لَها حَنِينَ النِّيبِ |
|
طَرَقَ الخَيالُ خَيالُ سُعْدَى مَضْجَعِي | |
|
| هُدْواً وَما لَمَحَتْهُ عَيْنُ رَقِيبِ |
|
غَيْداءُ تَحْوِي إِنْ تَثَنَّتْ أَوْ رَنَتْ | |
|
| لَحَظَاتِ خاذِلَةٍ وَلِينَ قَضِيبِ |
|
تَسْبِي الحِجا بِمُسَوَّرٍ وَمُوَشَّحٍ | |
|
| وَمُخَلْخَلٍ رَيَّانَ كالأُنْبُوبِ |
|
رَحَلَتْ مُوَدِّعَةً وَقُلْتُ تَأَسُّفاً | |
|
| يا نَفْسُ ذُوبِي فِي الصَّبابَةِ ذُوبِي |
|
لَوْلا هَواها ما جَرَى دَمْعِي وَلا اسْ | |
|
| تَطْرَفْتُ نَظْمَ تَغَزُّلِي ونَسِيبِي |
|
لَمَّا كَسانِي الشَّيْبُ نَوْراً قَطَّبَتْ | |
|
| عَنِّي الكَواعِبُ أَيَّما تَقْطيبِ |
|
وَلَقدْ أَرَى الأَيامَ حَتْماً لِلْقَضا | |
|
| وَأَرَى حَوادِثَها نِتاجَ غُيُوبِ |
|
وَالنَّاسُ فِي الدُّنْيا كَرَكْبِ سَفِينَةٍ | |
|
| لا تَسْتَقِرُّ بِهِمْ غَداةَ رُكُوبِ |
|
تَجْرِي بِهِمْ لِبُلُوغِ آجالٍ وَهُمْ | |
|
| يَلْهُونَ بالمَأْكُولِ وَالمَشْرُوبِ |
|
تَتَصَرَّمُ الدُّنْيا وَيَرْحَلُ أَهْلُها | |
|
| كَرْهاً عَنْ المَمْقُوتِ وَالمَحْبُوبِ |
|
وَلَقدْ بَلَوْتُ بَنِي الزَّمانِ تَجارِباً | |
|
| وَحَكَكْتُهُمْ بِمِحَكَّةِ التَّجْرِيبِ |
|
فَوَجَدْتُهُمْ جُنْداً لِسَطْوَةِ غَالِبٍ | |
|
| أَوْ عادِياً أَبَداً عَلَى المَغْلُوبِ |
|
فَمَتى دَعَوْتُهُمُ لِكَشْفِ مُلِمَّةٍ | |
|
| فِيما أُرِيدُ دَعَوْتُ غَيرَ مُجِيبِ |
|
يا أَيُّها النَّاسُ افْقَهُوا لِمَقالَتِي | |
|
| مِنْ قَائِلٍ فِي المُحْكَماتِ خَطِيبِ |
|
إِنِّي بَلَوْتُ الدَّهْرَ مُمْتَحِناً بِهِ | |
|
| مُتَكَشِّفاً عَنْ سِرِّهِ المَحْجُوبِ |
|
فَرأَيْتُ مِنْهُ عَجائِباً وَعَجِيبُ ما | |
|
| تأْتِي بِهِ الأَيَّامُ غَيْرُ عَجِيبِ |
|
مَنْ لِي بِمِفْضَالٍ أَرِيبٍ حَاذِقٍ | |
|
| تَحْلُو خَلائِقُهُ لِكُلِّ أَرِيبِ |
|
فَيَكُونُ مِنْ دُونِ الأَقَارِبِ لِي أَخاً | |
|
| وَمُناسِباً مِنْ دُونِ كُلِّ نَسِيبِ |
|
وَيَكُونُ لِي مَحْضَ الشَّمائِلِ مُخْلِصاً | |
|
| لِي سَعْيَهُ فِي مَشْهَدِي وَمَغِيبي |
|
مَنْ فِكْرُهُ فِكْرِي وَشَأْنِي شَأْنُهُ | |
|
| أَبَداً فَذاكَ مِنَ الأَنامِ حَبِيبِي |
|
وَلَرُبَّ داوِيَةٍ قَطَعْتُ بِعِرْمِسٍ | |
|
| تَطْوِي الفَلا بالوَخْدِ وَالتَّقْرِيبِ |
|
مُتَيَمِّماً مَغْنَى أَبِي الطِّيبِ الَّذِي | |
|
| أَخْلاقُهُ تَحْكِي أَرِيجَ الطِّيبِ |
|
الجَوْهَرُ الصَّافِي الحَسِيبُ المُنْتَمِي | |
|
| فِي كُلِّ مَرْتَبَةٍ لِكُلِّ حَسِيبِ |
|
فَمَتَى اتَّصَلْتُ بِهِ اتَّصَلْتُ بِفاضِلٍ | |
|
| نَدْبٍ لِراياتِ الثَّناءِ وَثُوبِ |
|
مُتَسَرْبِلٌ ثَوْبَ المَفاخِرِ لابِسٌ | |
|
| حُلَلَ الثَّنا وَالحِلْمِ وَالتَّأْدِيبِ |
|
عَدْلُ ابْنِ عِمْرانَ الحَكِيمِ حَواهُ فِي | |
|
| زُهْدِ ابْنِ مَرْيَمَ فِي عَزَا أَيُّوبِ |
|
مَلِكٌ يَجِلٌ بِأَنْ يُشَبَّهَ فِي الوَرَى | |
|
| بِنَدِيدِ أَمْلاكٍ وَلا بِضَرِيبِ |
|
أَرْسَى وَأَثْقَلُ فِي السَّكِينَةِ وَالحِجا | |
|
| مِنْ يَذْبُلٍ وَمُتالِعٍ وعَسِيبِ |
|
غَيْثٌ وَلَيْثٌ فِي النَّوالِ وَفِي الوَغَى | |
|
| لِغَداةِ جُودٍ أَوْ غَداةِ حُرُوبِ |
|
وَمُهَنَّدٌ عَضْبُ المَضَارِبِ كَمْ سَطَا | |
|
| فِي مُشْكِلاتِ حَوادِثٍ وخُطُوبِ |
|
يا أَيُّها المأْمُولُ وَالمَحْذُورُ بَيْ | |
|
| نَ النَّاسِ فِي المَرْغُوبِ وَالمَرْهُوبِ |
|
خُذْها إِلَيْكَ غَرِيبَةً لَكَ مِنْ غَرِي | |
|
| بِ الشِّعْرِ وَالآدابِ غَيْرُ غَرِيبِ |
|