صِلِيهِ بِما يَشْفِي غَلِيلَ فُؤادِهِ | |
|
| وَرِقِّي لَهُ فِي عَطْفِهِ وَانْقِيادِهِ |
|
وَلا تُيْئِسيهِ مِنْ وِصالِكِ إِنَّهُ | |
|
| لَكُمْ مُخْلِصٌ فِي حُبِّهِ وَوِدادِهِ |
|
فَوَصْلُكِ يا ذاتَ الوِشاحِ يُعِيدُهُ | |
|
| وَيُحْيِيهِ مِنْ قَبْلِ اللِّقا بِمَعادِهِ |
|
كَئِيبٌ نأَى عَنْهُ الرُّقادُ بِهَجْرِكُم | |
|
| فَناظِرُهُ لَمْ يَكْتَحِلْ بِرُقادِهِ |
|
إِذا هَجَعَ الخالِي وَنامَتْ عُيُونُهُ | |
|
| يَبِيتُ سَمِيراً فِي الدُّجَى لِسُهادِهِ |
|
مُحِبٌ رَهِينٌ فِي الكَآبَةِ قَلْبُهُ | |
|
| مَدَى عُمْرِهِ فِي أَسْرِ مَنْ لَمْ يُفادِهِ |
|
يَوَدُّ وَلَوْ تَقْبِيلَةً مِنْ حَبِيبِهِ | |
|
| فَإِنْ هُوَ أَوْدَى فَهيَ آخِرُ زادِهِ |
|
فَيا أَيُّها اللاحِي دَعْ القَلْبَ يَصْطَلِي | |
|
| مِنَ الوَجْدِ جَمْراً مُسْعِراً فِي اتِّقادِهِ |
|
وَلا تَنْهَهُ عَنْ غَيِّهِ إِنَّهُ امْرُؤٌ | |
|
| يَرَى الغَيَّ أَهْدَى فِي الهَوَى مِنْ رَشادِهِ |
|
وَهَلْ لَكَ فِي إِصْلاحِ قَلْبِ مُتَيَّمٍ | |
|
| كَئِيبٍ يَرَى إِصْلاحَهُ فِي فَسادِهِ |
|
وَأَغْيَدَ ظامِي الخَصْرِ يَعْسِلُ قَدُّهُ | |
|
| كَعُودِ القَنا فِي لِينِهِ وَاطِّرادِهِ |
|
تَعَمَّدْتُهُ ضَمًّا وَسَيْفِي مُضاجِعِي | |
|
| فَأَثَّرَ مِنْهُ العِطْرُ فَوْقَ نِجادِهِ |
|
وَبِتُّ وَصَدْرِي نائِبٌ عَنْ فِراشِهِ | |
|
| ضَجِيعاً وَزَنْدِي نائِبٌ عَنْ وِسادِهِ |
|
تَكامَلَ فِيهِ الحُسْنُ بَيْنَ بَياضِهِ | |
|
| وَما بَيْنَ قانِيهِ وَبَيْنَ سَوادِهِ |
|
وَأَرْضٍ قَطَعْناها اعْتِسافاً وَصاحِبِي | |
|
| يُناشِدُنِي الإِنْشادَ فَوْقَ سِنادِهِ |
|
يُناشِدُنِي شِعْراً مِنَ المَدْحِ فِي عُلا | |
|
| أَبِي العَرَبِ المُعْطِي جَزِيلَ تِلادِهِ |
|
هُمامٌ إِذا هَزَّ القَناةَ تَنافَرَتْ | |
|
| جِيادُ أَعادِيهِ أَمامَ جِيادِهِ |
|
يَكُرُّ عَلَى الأَعْدا فَيَهْزِمُ جَمْعَهُمْ | |
|
| كَما هَزَمَ السِّرْحانُ سَرْحَ نِقادِهِ |
|
بِهِ افْتَخَرَتْ فِي الحَرْبِ جُرْدُ جِيادِهِ | |
|
| وَبِيضُ مَواضِيهِ وَسُمْرُ صِعادِهِ |
|
غَمامٌ مُلِثُّ القَطْرِ يَوْمَ نَوالِهِ | |
|
| هِزَبْرٌ شَدِيدُ البأْسِ يَوْمَ جِلادِهِ |
|
وَقَرْمٌ فُضُولُ الدِّرْعِ بَعْضُ بُرُودِهِ | |
|
| كَذا وَمُتُونُ الجُرْدِ بَعْضُ مِهادِهِ |
|
بَنَى بَيْتَ مَجْدٍ عالِياتٌ عِمادُهُ | |
|
| فَنافَتْ أَعالِي سَمْكِهِ وَعِمادِهِ |
|
إِذا شِئْتَ تَحْظَى مِنْهُ بِاليُسْرِ وَالغِنَى | |
|
| فَسَلْهُ وَإِنْ شِئْتَ الهَلاكَ فَعادِهِ |
|
فَكَيْفَ تُخاطِيهِ المَعالِي وَإِنَّهُ | |
|
| إِلَيْها قُصارَى جِدِّهِ وَاجْتِهادِهِ |
|
فَلَيْسَ مُجِيرُ الظُّعْنِ أَعْلَى حَمِيَّةً | |
|
| لَدَيْهِ وَلا الزَّاكِي مُجِيرُ جَرادِهِ |
|
لَهُ قَلَمٌ يَجْرِي القَضاءُ بِجَرْيِهِ | |
|
| إِذا ما جَرَى فِي طِرْسِهِ بِمِدادِهِ |
|
وَكادَ إِلَى ما قَدْ نَواهُ يُجِيبُهُ | |
|
| لِسانُ القَضا جَهْراً وَإِنْ لَمْ يُنادِهِ |
|
وَمُذْ عَلِمَ الرَّحْمنُ صِدْقَ يَقِينِهِ | |
|
| وَإِخْلاصِهِ وَلاَّهُ مُلْكَ عِبادِهِ |
|
وَهاكَ مِنَ الأَفْكارِ بُرْداً مُفَوَّفاً | |
|
| مِنَ الشِّعْرِ لَمْ يُعْرَضْ بِسُوقِ كَسادِهِ |
|
حَكَى المَدْحَ مِنْ غَيْلانِهِ لِبِلالِهِ | |
|
| وَما كانَ فِي نُعْمانِهِ مِنْ زِيادِهِ |
|
أَتَى مِنْ مُحِبٍّ مُخْلِصٍ لَكَ وُدَّهُ | |
|
| فَهَلْ لَكَ فِي شَكٍّ تَرَى فِي وِدادِهِ |
|
حَباكَ الثَّنا فَامْتاحَ مِنْ وُجْدِكَ الغِنَى | |
|
| وَمَنْ يَكُ ذا زَرْعٍ يَفُزْ بِحَصادِهِ |
|