أَنَوارُ هَلْ مِنْ زَوْرَةٍ أَنَوارُ |
أَمْ أَنْتِ عَنِّي يا نَوارُ نَوارُ |
[ لَمَّا صَدَدْتِ ضُحَى جُبارِ فَمُهْجَتِي |
لَكِ بِالصُّدُودِ ضُحَى جُبارِ جُبارُ ] |
غَفَـلَ الرَّقِيبُ فَأَنْظِرِي كَـي تَلْتَقِي |
ما بَيْنَنـا الأَبْصارُ وَالأَبْصارُ |
( وَ ) دَعِي الخِمارَ فَإِنَّما يَكْفِيكِ مِنْ |
صَبْغِ الحَيـاءِ عَنْ الخِمارِ خِمارُ |
[ وَدَعِي الإِزارَ وَاكتَفِي بالصَّوْتِ عَنْ |
هـذا فَصَوْتُـكِ بالإِزارِ إِزارُ ] |
لَكِ ساعِـدٌ زانَ السِّـوارَ بِحُسْنِـهِ |
فَكَأَنَّمـا هـوَ لِلـسِّـوارِ سِـوارُ |
لَوْ فِي رِياضِ الـوَرْدِ جُزْتِ تَشابَهَتْ |
فِي حُسْنِها الأَزْهارُ وَالأَزْهارُ |
[ فَلَكِ الخِيارُ فَإِنْ قَتَـلْتِ وَإِنْ عَفَـوْ |
تِ وَما عَلَيْكِ لِذِي الخِيارِ خِيـارُ ] |
وَلَقَـدْ أَغـارُ عَلَيْـكِ حَتَّى إِنَّنِي |
( قَدْ ) كِدْتُ مِنْ نَظَرِي عَلَيْكِ أَغارُ |
وَخَشِيتُ يا مَرْمارَةَ الأَرْدافِ أَنْ |
يَبْتَـزَّ خَصْـرَكِ رِدْفُـكِ المَرْمارُ |
-عَجَباً لِوَجْهِكَ كَيْفَ قَـدْ جُمِّعْنَ فِيـ |
ـهِ النَّـارُ وَالجَــــنَّـاتُ وَالأَنْـهارُ |
وَلِرِيقِ ثَغْرِكَ كَيْـفَ مازَجَ طَعْمَهُ |
عَسَـلٌ وَمـاءُ غَمامَـةٍ وَعُقارُ |
وَاللَّيْلُ عِنْـدَكَ وَالنَّهارُ مَعاً وَهَـلْ |
يَتَصاحَبانِ مَعـاً دُجىً وَنَهـارُ |
يا مُبْدِياً إِنْكـارَهُ لِي فِي الهَوَى |
مَهْلاً فَمـا ذا اللَّـوْمُ وَالإِنْكـارُ |
[ كَمْ فِي الهَوَى قَدْ ذَلَّ ذُو عِزٍّ وَكَمْ |
صارَتْ عَبِيداً فِي الهَوَى أَحْرارُ ] |
-مَنْ ذا لَهُ القَلْبُ الصَّحِيحُ يُعِيرُنِي الـ |
ـقَــــلْبَ الصَّحِيحَ لَـو القُلُوبُ تُعارُ |
[ إِنِّي لِذاتِ السِّحْرِ صِرْتُ مُكَبَّـلاً |
لَمَّـا رَمانِي طَرْفُهـا السَّحَّارُ ] |
[ شَمْسٌ كَمِثْـلِ الشَّمْسِ إِلاَّ أَنَّهـا |
لا تَخْتَـفِي إِنْ حَلَّـتْ الأَسْحارُ ] |
[ فِي صَحْنِ وَجْنَتِها وَواضِحِ خَدِّها |
وَرْدٌ تَضاحَـكَ زَهْـرُهُ وَبَهارُ ] |
[ وَيَسُوغُ رَشْفاً لِلضَّجِيعِ مُجاجُها |
كالشَّهْـدِ حِينَ يَشُورُهُ المُشْتارُ ] |
[ غَـرَّاءُ بِكْرٌ ما يَخُـونُ جنينَها |
حَمْلٌ فَيُذْهِبُـهُ وَلا إِعْصارُ ] |
[ ما لِلْخِرادِ البِيضِ تَزْعُـمُ أَنَّما |
نَصْعُ البَياضِ عَلَى اللُّحُومَةِ عارُ ] |
[ ما تَقْبَلُ العَذْراءُ عُـذْرَ فَتَىً عَسَا |
وَابْيَـضَّ مِنْـهُ مَفْـرِقٌ وَعِذارُ ] |
[ وَأَرَى الشَّبابَ أَحَبَّ مَحْبُوبٍ وَإِنْ |
يَكُ فِي المَشِيبِ تَعَفُّـفٌ وَوَقارُ ] |
[ يَبْلَى الجَدِيدُ عَلَى الجَدِيدِ لَوْ اَنَّهُ |
قَطَعَ المِئِينَ وَعُمْرُهُ أَعْمارُ ] |
[ يُلْهِي الفَتَى حَيًّا وَيُنْسِيهِ المَما |
تَ الغـارُ فِي شَهَواتِهِ وَالغـارُ ] |
-[ وَأَرَى الحَياةَ لَنا كَزَرْعٍ أَعْجَبَ الـ |
ـكُفَّــارَ حِيـنَ يَـرُودُهُ الكُـفَّارُ ] |
[ عَمَّـا قَلِيـلٍ صارَ ذلِكَ ذاوِيـاً |
يَبَـسٌ تَخَوَّنَـهُ مَعـاً وَبَـوارُ ] |
[ فِي زَعْمِنا أَنَّا نُصَرِّفُ أَمْرَنـا |
وَلَقَـدْ يُصَـرِّفُ أَمْرَنـا القَهَّارُ ] |
[ وَنَبُوءُ بِالأَوْزارِ فِي الدُّنْيا وَلا |
وَزَرٌ لَنـا إِذْ تُحْضَـرُ الأَوْزارُ ] |
[ تَتَرَبَّصُ الأَقْدارُ إِذْ تَجْرِي وَما |
نَـدْرِي بِمـاذا تَحْـكُمُ الأَقْـدارُ ] |
وَإِلَى المَلِيكِ فَلاحِ قَدْ راحَتْ بِنـا |
كُـومٌ تَخُـبُّ كأَنَّهـا إِعْصارُ |
[ قُدَّامُها وَشْكُ الرَّسِيـمِ وَمَسْلَكٌ |
نائِي المَدَى وَعْرُ الطَّرِيقِ خَبارُ ] |
حَتَّى أَنَخْنـا ساحَـةً مِنْ بُقْعَـةٍ |
تِلْـقاءَ دارِ نَجِيـدِ نِعْـمَ الدَّارُ |
فَرأَيْتُ مِنْ مـاءِ السَّماءِ مُتَوَّجاً |
تَجْرِي بِمـا يَقْضِي بِهِ الأَقْدارُ |
[ وَمُهَنَّداً صَقَلَ التَّجارِبُ نَصْلَهُ |
فِي المَصْعِ لَيْسَ لَهُ يُفَلُّ غِرارُ ] |
[ فِي عاتِقِ المَلِكِ الشَّرِيفِ نِجادُهُ |
وَمُقِيـمُ قائِـمَ نَصْلِـهِ الجَبَّارُ ] |
فَشَكَوْتُ مِنْ دَهْرِي بِـهِ مُسْتَحْمِياً |
فَـأَحاطَ بِي مِنْـهُ حِمَىً وَذِمارُ |
وَأَجارَنِي مِنْ كُـلِّ جَـوْرٍ إِنَّـهُ |
مَلِـكٌ يُجِيـرُ وَلا عَلَيْـهِ يُجارُ |
وَغَدا بِثَـارِي طالِباً حَتَّى عَنـا |
دَهْـرِي إِلَيَّ وَرُدَّ مِنْـهُ الثَّـارُ |
-العَادِلُ المَلِكُ الأَغَرُّ الفاضِـلُ الــ |
ـلَّيثُ الهِـزَبْرُ الصَّـارِمُ البَتَّـارُ |
-وَالبادِرُ القَمَـرُ الأَتَمُّ الباذِخُ الـ |
ـطَّـوْدُ الأَشَـمُّ الـزَّاخِرُ التَّيَّـارُ |
وَالفارِسُ الكَرَّارُ فِي الحَرْبِ الَّتِي |
يَخْـشَى لَظـاها الفارِسُ الكَرَّارُ |
وَالجَحْفَلُ الجَرَّارُ يُـدْعَى وَحْـدَهُ |
وَبِـهِ يَلُـوذُ الجَحْفَـلُ الجَـرَّارُ |
[ شَرَقَتْ بِسِيرَتِهِ البِلادُ وَأَوْضَحَتْ |
أَرْجـاءَها مِـنْ عَدْلِـهِ الأَنْوارُ ] |
[ أَمْوالُهُ نَهْبٌ لِعافِيهِ وَلَمْ |
يَسْمَنْ لَهُ فِي السَّائِماتِ حُوارُ ] |
[ عَفُّ الإِزارِ مُتَوَّجٌ لَمْ يَرْضَ فِي |
نادِيـهِ أَنْ تُـرْوَى بِهِ الأَهْجارُ ] |
[ عَلاَّمَةُ الأَحْبارِ أَضْحَتْ تَرْتَوِي |
مِنْ لُجِّ بَحْـرِ عُلُومِـهِ الأَحْبارُ ] |
[ أَمْطارُ أنْمُلِـهِ لأَهْـلِ زَمانِـهِ |
تَكْفِي إِذا ما عَـزَّتْ الأَمْطارُ ] |
[ لَوْ أَنَّ غَيْثاً جُودُهُ لَجَرَتْ عَلَى |
ظَهْـرِ السَّباسِبِ وَالبِحارِ بِحارُ ] |
[ لَكِنْ أَنامِلُـهُ غِيـاثُ هِباتِهـا |
تِبْـرٌ وَخَيْـلٌ ضُمَّـرٌ وَعِشارُ ] |
[ تَتَحاسَدانِ عَلَيْـهِ فِي وَقْتَيْهِمـا |
مِنْ فَضْلِـهِ الآصالُ وَالأَبْكارُ ] |
-يا أَيُّها الشَّمْسُ الَّـذِي أَفْلاكُـهُ الـ |
ـأَبْـراجُ وَالأَسْـراجُ وَالأَكْـــوارُ |
[ جارُ السَّمَوْأَلِ دُونَ جارِكَ عِزَّةً |
وَعُلاً وَلَيْسَ كَمِثْلِ جارِكَ جارُ ] |
[ لَكَ فِي المَعالِي يا ذُؤابَةَ يَشْجُبٍ |
فَلَكٌ لَهُ فِي المَكْرُماتِ مَدارُ ] |
[ وَلِمُزْنِ جُودِكَ فِي الأَكُفِّ مَسايِلٌ |
وَلِخَيْلِ بَأْسِكَ فِي القُلُوبِ مَغارُ ] |
[ وَلِمَجْدِكَ المَسْقُوفِ سَمْكٌ بَعْـدَهُ |
سَمْـكٌ وَفِي نـادِي الفَخارِ مَنارُ ] |
[ وَكأَنَّ كَفَّـكَ لِلْعَطايـا وَالنَّـدَى |
بَيْـنَ البَرايـا مُـزْنَـةٌ مِدْرارُ ] |
[ وَكأَنَّها لِزِنـادِ نِيـرانِ الـوَغَى |
مَـرْخٌ عَسَـتْ أَعْـوادُهُ وَعَفارُ ] |
هَبْ لِي الرِّضا يا مَنْ صِغارُ هِباتِهِ |
إِنْ كُيِّـفَتْ لِلْمُعْتَـفِينَ كِبـارُ |
[ وَاسْتَصْفِنِي وُدًّا أَكُنْ لَكَ خادِمـاً |
يَخْتارُ فِي الخَيْراتِ ما تَخْتارُ ] |
وَلَئِنْ مَدَحْتُ سِواكَ لا تَعْجَـبْ إِذا |
أَضْلَلْـتُ عَمَّـا تَسْلُكُ الأَحْرارُ |
-فَلَقَـدْ أَضَـلَّ بِعِجْلِـهِ قَـوْمَ الكَلِيـ |
ـمِ السَّامِـرِيُّ وَمَكْــرُهُ الكُبـَّارُ |
[ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجَ قائِداً عِجْلاً لَهُمْ |
جَسَداً لَـهُ بَعْـدَ الخُوارِ خُوارُ ] |
[ فارْبَعْ فَدُونَكَ فِي العُلُوِّ مَنازِلاً |
نَجْمُ السُّها وَالكَوْكَبُ السَّيَّارُ ] |
وَالْبَثْ وَدُمْ فِي حِصْنِ بُهْلَى مُنْعَماً |
ما مَـرَّتْ الآصـالُ وَالأَبْكارُ |
فِي غُرْفَةِ الحِصْنِ الَّذي نافَتْ لَـهُ |
مِنْ فَـوْقِ أَقْطارِ السَّما أَقْطارُ |
[ وَإِلَيْكَها يا ابْنَ العُلا مِنْ شاعِرٍ |
لَمْ تَمْتَنِـعْ عَنْ ذِهْـنِهِ الأَشْعارُ ] |
[ غَيْداءُ مِعْطارٌ شَمُوعٌ كاعِـبٌ |
تَصْبُـو إِلَيْها الكاعِـبُ المِعْطارُ ] |
[ بِكْرٌ تَجِـلُّ بِأَنْ يُـقاسَ بِمِثْلِها |
فِي الفاتِنـاتِ الخُـرَّدُ الأَبْكارُ ] |
[ زُفَّتْ إِلَيْكَ وَكانَ شَرْطُ نِكاحِها |
مَهْـراً لَهـا دِينـارُهُ القِنْطارُ ] |
[ لَيْسَتْ تُباعُ بِمِثْلِهـا فِي مَجْلِسٍ |
إِذْ لَيْسَ يَصْلُحُ فِي النِّكاحِ شَعارُ ] |