أَغِيدٌ كانِساتٌ أَمْ بُدُورُ | |
|
| تَشِفُّ بِها الهَوادِجُ وَالسُّتُورُ |
|
بَلَى تِلْكَ الحُدُوجُ تَكَنَّسَتْها | |
|
| خَرائِدُ قاصِراتُ الطَّرْفِ حُورُ |
|
بُدُورٌ غَيْرَ أَنَّ لَها عُقُوداً | |
|
| تُصافِحُها التَّرائِبُ وَالنُّحُورُ |
|
تَسِيرُ مَنِيعَةً مِنْ حَيْثُ سارَتْ | |
|
| تَحُفُّ بِها الأَقارِبُ وَالعَشِيرُ |
|
كَأَنَّ حُدُوجَهُمْ وَالآلُ يَجْرِي | |
|
| بِها سُفُنٌ تَمُوجُ بِها بُحُورُ |
|
نُوَدِّعُهُمْ إِذَنْ وَلَنا قُلُوبٌ | |
|
| تُباشِرُها مِنَ الوَجْدِ السَّعِيرُ |
|
وَكَمْ مِنْ حَسْرَةٍ لَمَّا تَوَلَّوْا | |
|
| بِأَضْلاعِي يُرَدِّدُها الزَّفِيرُ |
|
أُدِيرُ اللَّحْظَ وَالأَحْشاءُ تَصْلَى | |
|
| لَظَى وَجْدٍ تَذُوبُ لَهُ الصُّخُورُ |
|
أَلا وَأَنا الأَسِيرُ لَدَى سُعادٍ | |
|
| وَكَيْفَ تَجَلُّدِي وَأَنا الأَسِيرُ |
|
فإِنْ عَذَلَ العَذُولُ عَلَى هَواها | |
|
| فَلِي مِنْ حُسْنِ بَهْجَتِها عَذُورُ |
|
عَلَى أَنِّي إِذا ذُكِرَتْ سُعادٌ | |
|
| أَكادُ إِلَى مَنازِلِها أَطِيرُ |
|
فَتاةٌ ما لَها فِي الحُسْنِ مِثْلٌ | |
|
| يُماثِلُها وَلَيْسَ لَها نَظِيرُ |
|
عَجِبْتُ لَها نَأَتْ أَرْضاً وَداراً | |
|
| وَمَسْكَنُها مِنَ القَلْبِ الضَّمِيرُ |
|
لَقَدْ كُتِبَتْ مَحَبَّتُها بِقَلْبِي | |
|
| فَفِيهِ مِنْ كِتابَتِها سُطُورُ |
|
كأَنَّ مُجاجَ رِيقَتِها زُلالٌ | |
|
| تُمازِجُهُ مِنَ الدَّنِّ الخُمُورُ |
|
فَما أَدْرِي أَرِيقٌ أَمْ مُدامٌ | |
|
| بِفِيها كانَ أَمْ شَهْدٌ مَشُورُ |
|
قَدْ امْتَلأَتْ رَوادِفُها ارْتِكاماً | |
|
| وَدَقَّتْ مِنْ مُوَشَّحِها الخُصُورُ |
|
كأَنْ لَمْ تَدَّرِكْها قَطُّ شَمْسٌ | |
|
| فَيَذْهَبُ حُسْنُها أَو زَمْهَرِيرُ |
|
غَزالٌ إِنْ رَعَى مَرْعاهُ قَلْبٌ | |
|
| مُتَيَّمُ لا الكَباثُ وَلا البَرِيرُ |
|
وَشَمْسٌ ما مَغارِبُها إِذا ما انْ | |
|
| قَضَى إِشْراقُها إِلا الخُدُورُ |
|
وَبَدْرٌ لَيْسَ تَقْضِيهِ شُهُورٌ | |
|
| إِذا اخْتَلَفَتْ لِغُرَّتِهِ الشُّهُورُ |
|
وَأَرْضٍ قَدْ قَطَعْناها بِعِيسٍ | |
|
| تَراءَتْ كالسُّهُولِ لَها الوُعُورُ |
|
رَواكِعَ فِي السُّرَى يَحْمِلْنَ مِمَّا | |
|
| نُقَرِّضُهُ بَضائِعَ لا تَبُورُ |
|
إِلَى شَمْسِ العَتِيكِ إِلَى فَلاحٍ | |
|
| إِلَى مَلِكٍ يُجِيرُ وَلا يَجُورُ |
|
مَلِيكٌ إِنْ تَوَعَّدَ أَرْضَ قَوْمٍ | |
|
| تَكادُ قُبَيْلَ سَطْوَتِهِ تَمُورُ |
|
يُحِيطُ بِهِ جَلالٌ كادَ يَبْدُو | |
|
| ضِياءٌ مِنْ تأَلُّقِهِ وَنُورُ |
|
تَرَى الأَفْلاكَ فِي الآفاقِ فِيما | |
|
| يُحاوِلُ مِنْ مَطالِبِهِ تَدُورُ |
|
سَما فَسَمَتْ بِهِ حَتى تَسامَتْ | |
|
| مَراتِبُ دُونَها الشِّعْرى العَبُورُ |
|
فَإِنْ تَكُنْ اللَّيالِي فِي التَّقاضِي | |
|
| هِيَ الزَّبَّاءُ فَهوَ لَها قَصِيرُ |
|
فَما مِنْ مُدَّعٍ عَلْياءَ إِلاَّ | |
|
| وَفِيما قالَهُ كَذِبٌ وَزُورُ |
|
فَهَلْ فِي الأَرْضِ مِثْلُ البَيْتِ بَيْتٌ | |
|
| يُماثِلُهُ وَهَلْ كالطُّورِ طُورُ |
|
حَقِيقٌ أَنْ يَحِنَّ الجِذْعُ شَوْقاً | |
|
| إِلَيْهِ أَوْ يُكَلِّمَهُ البَعِيرُ! |
|
أَأَفْخَرَ مَنْ عَلا وَتَحاسَدَتْهُ | |
|
| عَلَى الإِجْلالِ سَرْجٌ أَو سَرِيرُ |
|
لَئِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبٌ مِنْ مُسِيءٍ | |
|
| فَأَنْتَ لَها وَإِنْ عَظُمَتْ غَفُورُ |
|
وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تُرْجَى وَتُخْشَى | |
|
| وَيُغْفَرَ عِنْدَكَ الذَّنْبُ الكَبِيرُ |
|
بِعَدْلِكَ أَشْرَقَتْ شَمْسُ المَعالِي | |
|
| وَقَدْ زانَتْ بِدَوْلَتِكَ القُصُورُ |
|
وَما مِنْ رايَةٍ فِي المَجْدِ لاحَتْ | |
|
| إِذاً إِلا وَأَنْتَ بِها جَدِيرُ |
|
بَعَثْتَ إِلَى الأَعادِي كُلَّ جَيْشٍ | |
|
| يَكادُ بِنارِ عَزْمَتِهِ يَفُورُ |
|
بِهِ مِنْ أُسْدِ خَفَّانٍ لُيُوثٌ | |
|
| عَلَى خَيْلٍ مُسَوَّمَةٍ تُغِيرُ |
|
تُغِيرُ إِلَى غِمارِ المَوْتِ حَتَّى | |
|
| كَأَنَّ المَوْتَ مَشْرَبُهُ نَمِيرُ |
|
عَلَيْها كُلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ | |
|
| تَرَقْرَقُ مِثْلَ ما اصْطَفَقَ الغَدِيرُ |
|
إِلَى أَنْ دانَتْ الأَعْدا وَأَضْحَى | |
|
| رُغاءً مِنْ فُحُولِهِمُ الهَدِيرُ |
|
فَأَمْسَوْا فِي مَكَرِّ الحَرْبِ صَرْعَى | |
|
| تَنُوشُهُمُ الخَوامِعُ وَالنُّسُورُ |
|
تَظَلُّ الطَّيْرُ تاكُلُهُمْ وَما إِنْ | |
|
| لَهُمْ إِلاَّ حَواصِلُها قُبُورُ |
|
فَأَنْتُمْ خَيْرُ مَنْ رَكِبَ المَطايا | |
|
| وَمَنْ بُنِيَتْ لِمُلْكِهِمُ القُصُورُ |
|
لَكُمْ فِي الجاهِلِيَّةِ تَخْتُ مُلْكٍوَفِي الإِسْلامِ ما جَرَتْ الدُّهُورُ
|
بَنَيْتُمْ سَدَّ يأْجُوجٍ وَأَوْفَى | |
|
| إِلَى النَّسْناسِ جَيْشُكُمُ المُغِيرُ |
|
وَفِي الظُّلُماتِ لَمَّا أَنْ دَخَلْتُمْ | |
|
| لَكُمْ آثارُ أَطْلالٍ وَدُورُ |
|
وَفِي وادِي الرَّسِيلِ لَكُمْ صَلِيبٌ | |
|
| مَدَى الدُّنْيا بِكَفَّيْهِ يُشِيرُ |
|
وَمُلْكُ سَبا لَكُمْ قَدْ كانَ قِدْماً | |
|
| كَذلِكَ وَالخَوَرْنَقُ وَالسَّدِيرُ |
|