كَلِفٌ شَجَتْهُ مَعالِمُ الأَطْلالِ | |
|
| لَمَّا عَفَتْ وَخَلَتْ مِنَ النُّزَّالِ |
|
بَعَثَتْ لَهُ الشَّوْقَ المُبَرِّحَ وَالجَوَى | |
|
| دِمَنٌ مِنَ الحَيِّ النُّزُولِ خَوالِ |
|
وَمُرَتِّلِ التَّغْرِيدِ يَصْدَحُ بِالضُّحَى | |
|
| مِنْ فَوْقِ فَرْعٍ مِنْ فُرُوعِ الضَّالِ |
|
غَنَّى فَذَكَّرَنِي بِعَهْدٍ سالِفٍ | |
|
| مِنْ مُدَّةٍ سَلَفَتْ مِنَ الأَحْوالِ |
|
ما بالُ عَمْرَةَ لَمْ تَجُدْ لِمُتَيَّمٍ | |
|
| مِنْها عَلَى اسْتِحْقاقِهِ بِوِصالِ |
|
خَوْدٌ تُمازِجُ وَصْلَها بِصُدُودِها | |
|
| فِي زِيِّ مَشْغُوفٍ وَهِجْرَةِ قالِ |
|
تَنْأَى وَتَقْرُبُ لِلْمُحِبِّ وَهكَذا | |
|
| طَبْعُ الخِرادِ البِيضِ فِي الإِدْلالِ |
|
وَلَرُبَّما قَدْ جادَ لِي بِوِصالِها | |
|
| مِنْها عَلَى الهِجْرانِ طَيْفُ خَيالِ |
|
بَذَلَ الخَيالُ لَنا رَخِيصاً وَصْلَها | |
|
| مِنْ بَعْدِ طُولِ الهَجْرِ وَهوَ الغالِي |
|
رَيَّا السَّواعِدِ رَخْصَةٌ أَطْرافُها | |
|
| ظَمْيا المُوَشَّحِ فَعْمَةُ الخَلْخالِ |
|
غَصَّتْ خَلاخِلُها بِفاعِمِ ساقِها | |
|
| وَشَكَتْ مَآزِرُها مِنَ الأَكْفالِ |
|
وَتَرَى الحَياءَ عَلَى مَحاسِنِ وَجْهِها | |
|
| يَجْرِي بِرَوْنَقِ مائِهِ السَّلْسالِ |
|
مِثْلَ الغَزالَةِ إِنْ بَدَتْ وَإِذا رَنَتْ | |
|
| بِلِحاظِها تَرْنُو بِعَيْنِ غَزالِ |
|
يا أَيُّها النَّاسُ افْهَمُوا لِي ما أَنا | |
|
| مُسْتَنْتِجٌ مِنْ مُحْكَماتِ مَقالِي |
|
أَنا لَسْتُ بِالرَّاضِي عَلَى ناسٍ أَرَى | |
|
| أَحْوالَهُمْ ما وافَقَتْ أَحْوالِي |
|
بَذَلُوا مَدَى أَيَّامِهِمْ عِرْضِي وَما | |
|
| أَنِّي لَهُمْ ما عِشْتُ بِالبَذَّالِ |
|
قارَبْتُهُمْ فَتَباعَدُوا باعَدْتُهُمْ | |
|
| قَرُبُوا بِطَبْعٍ خادِعٍ خَتَّالِ |
|
لا غَرْوَ إِنْ حَسَدُوا لِما قَدْ عايَنُوا | |
|
| ما نِلْتُ مِنْ كَرَمٍ وَمِنْ أَفْضالِ |
|
فَلَقَدْ تَعَمَّدَ ذاكَ إِخْوَةُ يُوسُفٍ | |
|
| مِنْ قَبْلُ فِي الزَّمَنِ القَدِيمِ الخالِي |
|
فَوَحَقِّ مَنْ قَدْ كانَ صَوَّرَ آدَماً | |
|
| فِي الخَلْقِ مِنْ حَمَإٍ وَمِنْ صَلْصالِ |
|
لأَجِدُّ فِي إِصْلاحِ سَعْيِ النَّفْسِ إِنْ | |
|
| أَذِنَ الإِلهُ بِصالِحِ الأَعْمالِ |
|
إِنِّي امْرُؤٌ لا أَرْتَضِي بِمَحَلَّةٍ | |
|
| فِيها يُساوَى الحُرُّ بِالأَنْذالِ |
|
لا يَبْلُغُ المَجْدَ امْرُؤٌ إِلاَّ إِذا اسْ | |
|
| تَمْطَى نَجائِبَ شِدَّةِ الأَهْوالِ |
|
وَالمَرْءُ مَنْ يَسْمُو بِمَفْخَرِ نَفْسِهِ | |
|
| لا مَفْخَرِ الأَعْمامِ وَالأَخْوالِ |
|
وَمَفازَةٍ عَطْشَى الفَلا مَجْهُولَةٍ | |
|
| جاوَزْتُها بِجُلالَةٍ شِمْلالِ |
|
أَسْرِي بِمُضْطَرِمِ العَزِيمَةِ حامِلاً | |
|
| حِكَماً مِنَ الآدابِ وَالأَمْثالِ |
|
وَأَشِيمُ مِنْ جَدْوَى فَلاحٍ بارِقاً | |
|
| يُزْرِي بِكُلِّ مُجَلْجِلٍ هَطَّالِ |
|
اليَشْجُبِيُّ الأَمْجَدُ المَلِكُ الَّذِي | |
|
| أَفْنَتْ مَواهِبُهُ جَزِيلَ المالِ |
|
غَيْثٌ غَداةَ تَنَفُّلٍ وَتَفَضُّلٍ | |
|
| لَيْثٌ غَداةَ تَداعُسٍ وَنِزالِ |
|
طَعَّانُ فُرْسانِ الخَمِيسِ وَإِنَّهُ | |
|
| يَومَ المَغارِمِ حامِلُ الأَثْقالِ |
|
جَلَّتْ مَعالِيهِ وَعَظْمَتُهُ عَنْ ال | |
|
| تَكْيِيفِ بِالأَنْدادِ وَالأَشْكالِ |
|
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذِي حَرَسَ العُلا | |
|
| بِشَوازِبٍ وَقَواضِبٍ وَعَوالِ |
|
اسْمَعْ مَقالَةَ مُخْلِصٍ لَكَ لَمْ يَزَلْ | |
|
| مِنْ جُودِ كَفِّكَ مُوثَقاً بِعِقالِ |
|
أَسْمَنْتَ فِيما يَرْتَجِي آمالَهُ | |
|
| بِنَدَى يَدَيْكَ فَهُنَّ غَيْرُ هُزالِ |
|
وَلْتَهْنَ بِالعِيدِ الَّذِي هوَ قَدْ أَتَى | |
|
| لَكَ بِالسُّرُورِ مَعاً وَبِالإِقْبالِ |
|
عِيدٌ بِهِ خُتِمَ الصِّيامُ وَإِنَّهُ | |
|
| لَمُبَشِّرٌ بِالفِطْرِ مِنْ شَوَّالِ |
|
أَضْحَى بِدَوْلَتِكَ الغَداةَ وَنَصْرُها | |
|
| مُسْتَحْسَنُ الأَبْكارِ وَالآصالِ |
|
وافَى وَقَدْ بُذِلَ السَّلامُ لِوَجْهِكَ ال مَحْجُوبِ بِالإِكْرامِ وَالإِجْلالِ
|
وَافْتَرَّ مُبْتَسِماً بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ | |
|
| لَمَّا اسْتُرِرْتَ لَهُ بِأَنْعَمِ بالِ |
|
لا زالَ هذَا العِيدُ يأْتِي زايِراً | |
|
| مُسْتَقْبِلاً لَكَ أَيَّما اسْتِقْبالِ |
|
إِنِّي عَجِبْتُ لَكَ الغَداةَ وَأَنْتَ فِي | |
|
| تَخْتِ المَمالِكِ لِلرَّعِيَّةِ والِ |
|
وَالنَّاسُ يَزْدَحِمُونَ حَوْلَكَ كُلُّهُمْ | |
|
| شَوْقاً لِرُؤْيَةِ وَجْهِكَ المِفْضالِ |
|
لَمَّا رأَوْكَ وَأَنْتَ وَسْطَ الدَّسْتِ مِنْ | |
|
| بَيْنِ الجُنُودِ مَعاً وَبَيْنِ الآلِ |
|
خَرُّوا لِتَقْبِيلِ البِساطِ جَمِيُهُمْ | |
|
| مِنْ قِبْلَةٍ أَو يَمْنَةٍ وَشِمالِ |
|
حَقٌّ لِهَذا الدَّسْتِ يُهْدَى تُرْبُهُ | |
|
| طِيباً إِلَى الأَمْلاكِ وَالأَقْيالِ |
|
وَتَزُورُهُ الأَطْيارُ مَعْ وَحْشِ الفَلا | |
|
| مِنْ كُلِّ يَعْفُورٍ وَمِنْ رِئْبالِ |
|
بِكَ زَيَّنَ اللهُ البِلادَ فأَصْبَحَتْ | |
|
| كالبِكْرِ تَسْحَبُ فَضْلَةَ الأَذْيالِ |
|
فَلَكَ الزَّعامَةُ وَالرِّياسَةُ وَالعُلا | |
|
| وَلَكَ المَحَلُّ السَّامِكُ المُتَعالِي |
|