أَشاقَكَ مِنْ أَسْماءَ رَسْمٌ وَمَنْزِلُ | |
|
| لَهُ فِي شَغافِ القَلْبِ رَسْمٌ وَمَنْزِلُ |
|
فَلَمْ يَبْقَ بَعْدَ الحَيِّ إِلاَّ مُسَحَّجٌ | |
|
| وَمُنْتَضَدٌ فِيهِ وَأَوْرَقُ أَطْحَلُ |
|
نَأَتْ مِنْهُ ظَمْياءُ الحَشا وَاغْتَدَى بِها | |
|
| قَلُوصٌ بِها أَضْحَتْ تَخُبُّ وَتُرْقِلُ |
|
مِنَ البِيضِ مِكْسالٌ إِلَى كُلِّ مُهْجَةٍ | |
|
| تُيَمِّمُ سَهْمَ اللَّحْظِ مِنْها وَتُرْسِلُ |
|
وَقَدْ يَسْحَرُ الأَلْبابَ مِنْ كُلِّ مُبْصِرٍ | |
|
| مُوَشَّحُها فِي وَشْحِهِ وَالمُخَلْخَلُ |
|
دُجىً فَوْقَ بَدْرٍ تَحْتَهُ غُصْنُ بانَةٍ | |
|
| يُجاذِبُهُ دِعْصٌ مِنَ الرَّمْلِ أَهْيَلُ |
|
يَفُوحُ أَرِيجاً ثَغْرُها فَكَأَنَّهُ | |
|
| إِذا فاحَ بِالمِسْكِ الزَّكِيِّ المُعَلَّلُ |
|
كأَنَّ رُضابَ الثَّغْرِ عِنْدَ ارْتِشافِهِ | |
|
| مُجاجَةُ نَحْلٍ أَو رَحِيقٌ مُسَلْسَلُ |
|
كأَنَّ قَضِيبَ الخَيْزُرانِ قَوامُها | |
|
| إِذا ما تَثَنَّى وَهوَ فِي البُرْدِ يَعْسِلُ |
|
فَيا عَجَباً مِنِّي أَجُودُ تَبَرُّعاً | |
|
| إِلَيْها بِرُوحِي وَهيَ بِالوَصْلِ تَبْخَلُ |
|
تَغَزَّلْتُ فِيها لَوْعَةً وَكَآبَةً | |
|
| وَوَجْداً وَمِنْ شأْنِ الكَئِيبِ التَّغَزُّلُ |
|
وَداوِيَّةٍ جاوَزْتُها بِجُلالَةٍ | |
|
| طَوَتْ نَحْضَها فِي السَّيْرِ بَيْداءُ هَوْجَلُ |
|
إِذا قَطَعَتْ فَجًّا مِنَ الأَرْضِ مَجْهَلاً | |
|
| أَتَى بَعْدَهُ فَجٌّ مِنَ الأَرْضِ مَجْهَلُ |
|
وَلَمَّا رأَيْنا أَنَّما الوَقْتُ ضَيِّقٌ | |
|
| عَلَيْنا وَأَنَّ الأَمْرَ فِي ذاكَ مُعْضِلُ |
|
قَصَدْنا أَبا الطِّيبِ الفَتَى الماجِدَ الَّذِي | |
|
| يَلِيقُ بِهِ الفَخْرُ العَظِيمُ وَيَجْمُلُ |
|
أَعَزُّ مُلُوكِ الأَرْضِ نَفْساً وَمَعْقِلاً | |
|
| وَأَمْنَعُهُمْ مُلْكاً وَأَحْمَى وَأَعْدَلُ |
|
وَأَرْفَعُهُمْ قَدْراً وَأَسْمَحُهُمْ يَداً | |
|
| وَأَوْفاهُمُ فِي المَجْدِ باعاً وَأَطْوَلُ |
|
قَؤُولٌ فَعُولٌ حَيْثُ قالَ فَحَسْبُهُ | |
|
| مَنالُ العُلا فِيما يَقُولُ وَيَفْعَلُ |
|
جَنُوحٌ إِلَى كَسْبِ الثَّنا راغِبٌ وَفِي | |
|
| جِبالِ المَعالِي حاذِقٌ مُتَوَقِّلُ |
|
هُمامٌ أَتَى فِي حَلْبَةِ الدَّهْرِ آخِراً | |
|
| وَلَكِنَّهُ فِي حَلْبَةِ المَجْدِ أَوَّلُ |
|
بَناتُ العُلا زانَتْ لَهُ فِي عُيُونِهِ | |
|
| وَساغَ لَهُ مِنْ طارِفِ الحَمْدِ مَنْهَلُ |
|
إِلَيْكَ ابْنَ نَبْهانِ المَلِيكُ تَواشَكَتْ | |
|
| بِنا شَدْقَمِيَّاتٌ مِنَ العِيسِ بُزَّلُ |
|
أَتَيْناكَ نَسْتَسْقِي الغَداةَ مَخايِلاً | |
|
| تَسِحُّ بَشُؤْبُوبِ النَّوالِ وَتَهْطِلُ |
|
وَجِئْنا مِنَ الأَيَّامِ نَشْكُو نَوائِباً | |
|
| إِلَى اللهِ مِنْها المُشْتَكَى وَالمُعَوَّلُ |
|
وَتَهْنا بِهذا العِيدِ عِيدٌ مُبارَكٌ | |
|
| أَتاكَ بِفأْلِ السَّعْدِ وَالسَّعْدُ مُقْبِلُ |
|
نَظَرْتُكَ وَالأَبْصارُ دُونَكَ خُشَّعٌ | |
|
| وَأَنْتَ بِإِكْلِيلِ المَعالِي مُكَلَّلُ |
|
وَأَقْبَلْتُ بَيْنَ النَّاسِ نَحْوَكَ قاصِداً | |
|
| أُكَبِّرُ إِجْلالاً إِذاً وَأُهَلِّلُ |
|
وَقَبَّلْتُ مِنْكَ الكُمَّ وَالكُمَّ لَثْمَةٌ | |
|
| أَعَزُّ وَأَغْلا ما يَكُونُ وَأَفْضَلُ |
|
وَعِشْ مُنْعَماً لا زِلْتَ فِي مَطْلَبِ العُلا | |
|
| يَلِينُ لَكَ الأَمْرُ الشَّدِيدُ وَيَسْهُلُ |
|