رَتِّلْ قَصيدَكَ كالآياتِ تَرتيلا | |
|
| واجعَلْ حروفَكَ مِن ضَوءٍ قَناديلا |
|
وَقَبِّل ِالأرضَ كلَّ الأرض تَقبيلا | |
|
| فأنتَ تَستَقبِلُ الأهرامَ والنِّيلا |
|
هذي ذ ُرا مصر كَي تَدنُو لِهَيْبَتِها | |
|
| أنْشِدْ لَواسْطَعْتَ قُرآنا ًوإنجيلا |
|
وَلا تُأوِّلْ لِمِصرٍ أيَّ مُعْجِزَة ٍ | |
|
| إنَّ الحَقائِقَ لا يَقْبَلْنَ تأويلا |
|
وَمِن حَقائِقِ مِصرٍ أنْ بِتُربَتِها | |
|
| آياتُ بَدْءِ السَّنا نُزِّلْنَ تَنزيلا |
|
أيَّامَ كُلُّ الدُّنا عَمَّ الظَّلامُ بِها | |
|
| وَكُلُّ أسمائِها كانَتْ مَجاهيلا |
|
أُولى الشُّموس ِأضاءَتْ مصرُ مَشرِقَها | |
|
| حتى غَدا ضَوؤها لِلأرضِ إكليلا |
|
أُمَّ الحَضاراتِ هَلْ غَيْبٌ فَنَسألُه ُ | |
|
| أمْ واقِعٌ ظَلَّ فيهِ الكَونُ مَشغولا |
|
لِليَومِ مُعْجِزَة ُالأهرامِ زائِرُها | |
|
| إذا رَنا رَدَّ عَنها الطَّرْفُ مَذهولا |
|
يُلقي أبو الهَول ِهَولا في مَفاوُزِها | |
|
| خَمسينَ قَرْنا ًقَضَى عَنهُنَّ مَسؤولا |
|
تُضيفُ عُمْرا ًلِعُمْر ِالدَّهْر ِهَيْبَتُه ُ | |
|
| كأنَّهُ يُوسِعُ الأيَّامَ تَحليلا |
|
وَها مَتاحِفُ كُلِّ الأرض ِتَملؤها | |
|
| آياتُ مِصرَ كُنوزاً أو تَماثيلا |
|
وَكَنْزُها كَنْزُها الأبْهى عروبَتُها | |
|
| يَظَلُّ في أحْلَكِ السَّاعاتِ مَأمُولا |
|
وَدارُها الدَّارُ ما دارَ الزَّمانُ بِنا | |
|
| يَبْقى بِنَخْوَة ِ مِصريِّينَ مَأهُولا |
|
هيَ الدَّريئَة ُ وَهيَ الأ ُمُّ ما نَكَفَتْ | |
|
| والكِبْرياءُ المُرَجَّى واليَدُ الطُّولى |
|
واللهِ لَو أنَّ أرضَ العُرْبِ أجْمَعَها | |
|
| جَفَّتْ وَصَبْرُ الدَّوالي فَوقَها عِيلا |
|
لَصَعَّدَتْ مِصرُ لِلجَوزاءِ قَبضَتَها | |
|
| وَسَيَّلَتْ شَعَفَاتِ الغَيم ِ تَسييلا |
|
هيَ الذَّخيرَة تَبقى دائِماً أمَلا ً | |
|
| جِيلٌ يُبَشِّرُ باستِقبالِهِ جيلا |
|
يا أ ُمَّ شَوقي وَشَوقي لا مَثيلَ لَه ُ | |
|
| في حَومَة ِالشِّعْر ِلا كِبْرا ًولا طولا |
|
في كُلِّ بَحْر ٍلَه ُمَوجٌ وأشرِعَة ٌ | |
|
| تَخُصُّه ُهوَ يُجْريها مَراسيلا |
|
للهِ لِلمُصطَفى حتى إذا بَلَغَتْ | |
|
| لِلنِّيل زَجَّلَها م ِالحُبِّ تَزجيلا |
|
حَتى الأ ُطَيفالُ صاغُوا مِن قَصائِدِهِ | |
|
| قَلائِداً لَبِسُوها أو جَلاجيلا |
|
ما زالَ مِن دَمعِه ِالجاري على بَرَدى | |
|
| سَيْفٌ يَضُجُّ مَعَ الأمواج ِ مَسلولا |
|
يَصيحُ بالعُرْبِ كلِّ العُرْبِ هَل بَقيَتْ | |
|
| تِلكَ الشَّهامَة ُأم صارَتْ أقاويلا |
|
هذي قصائِدُه ُ الكُبرى تُعَلِّمُنا | |
|
| كيفَ المَجَرَّاتُ يَشَّكَلْن َتَشكيلا |
|
عبدُالوَهاب حَباها عَبقَريَّتَه ُ | |
|
| وَأ ُمُّ كُلثوم صاغَتْها هَلاهيلا |
|
وَشَعبُ مِصرَ سَقاها أريَحيَّتَه ُ | |
|
| فَلَيَّلَتْ فَتَمادى اللَّيلُ تَلييلا |
|
حَتى إذا الفجْرُ أدنى شَمسَهُ رَمَشَتْ | |
|
| جُفونُها ثُمَّ عادَ الجَفْنُ مَسبولا |
|
أ ُمَّ العَماليق ِ قُولي لِلزَّمان ِكَفى | |
|
| جاوَزتَ حَدَّكَ تَعليلا ًوَتَمْهيلا |
|
لَسنا صِغارا ًلِتُهدينا دُمىً وَحِلىً | |
|
| وَلا سُكارى لِتَسقينا مَواويلا |
|
فَنَحنُ قافِلَة ُالأهرام تَعرِفُها | |
|
| ستُّونَ قَرْنا ًوَما بَدَّلْنَ تَبديلا |
|
حاشاكِ مصرُبَلَغْتِ النَّجْمَ راهيَة ً | |
|
| أيَّامَ كُلُّ الوَرى كانوا تَنابيلا |
|
نَسِيتَ بَغداد قالَتْ لي فَجَفَّلَني | |
|
| سُؤالُ زَوجَتيَ المَذبوحُ تَجفيلا |
|
نَسِيتُ بَغداد وَيْلُمِّي وَوَيْلَ أبي | |
|
| لَو لَيلَة ً بِتُّ عَن بَغداد مَشغولا |
|
إنِّي أُشاغِلُ رُوحي عَن مَذابِحِها | |
|
| كَي لا أصيرَ مَعَ الإدمان مَخبُولا |
|
نَسيتُ بغداد أنسى كيف إنَّ لَها | |
|
| عَدَّ المَساماتِ في جِلدي تَفاصيلا |
|
تَبَرْعَمَتْ في دَمي حتى غَدَتْ وَرَما ً | |
|
| دَمامِلا ً مِلْءَ روحي أو ثآليلا |
|
هَجَرتَ بغداد حاشا مُنذ ُأن ذُبِحَتْ | |
|
| صندوقُ قَلبي عَلَيها ظَلَّ مَقفولا |
|
فحَيْثما صِرتُ أمضي يُبصِرون مَعي | |
|
| نَهرا ًمِن الدَّمع ِفي عَينَيَّ مَحمولا |
|
يُقالُ رزّاقُ ما تَنفَكُّ أدمُعُه ُ | |
|
| تَجري فَماذا يُريدُ النَّاسُ تَعليلا |
|
أهلي وَجيران ُأهلي كُلُّهُم ذُبِحُوا | |
|
| وَقُتِّلَ النَّاسُ كلُّ النَّاس ِتَقتيلا |
|
وَقُطِّعَتْ جُثَثُ الأطفال ِواقتُلِعَتْ | |
|
| أحشاؤهُم عَلَنا ًحُمِّلْنَ تَحْميلا |
|
مِلْءَ المَشافي بِأمريكا مَحاجِرُهُم | |
|
| بِيعَتْ وشَعْفاتُهُم صارَتْ مَناديلا |
|
تِجارَة ًجُثَثُ الأطفال في وَطَني | |
|
| أضحَتْ وَحُلِّلَ خَطفُ الطِّفل ِتَحليلا |
|
أمّا بيوتُ بَني أُمّي فَصرتَ تَرى | |
|
| في كُلِّ بَيتَين هابيلا ًوَقابيلا |
|
يَذَّابَحُون وأمريكا وَزُمرَتُها | |
|
| تَأتي بِقاتِلِهِم في الصُّبْح ِمَقتُولا |
|
في كُلِّ يَوم ٍ معَ الأخبار صِرتَ ترى | |
|
| كُلَّ العِراق ِعلى السَّاحاتِ مَجْدولا |
|
فَإن تَمَعَّنْتَ في الأطفال ِفي وَطني | |
|
| تَرى عَجائِزَ في أعوامِها الأولى |
|
اللَّهَ يا وَطَنَ الإنسانِ يا وَطَني | |
|
| يا كُلَّ حُلْم ِحَمورابي الذي اغتيلا |
|
والحاكمون أقالَ اللَّه ُعَثْرَتَهُم | |
|
| يَسعَونَ في الأرض ِتَزميرا ًوتَطبيلا |
|
بِأنَّ حُرِّيَّةَ الإنسان في وَطَني | |
|
| هاجَتْ فَتَحتاجُ تَرويضا ًوتأهيلا |
|
لِذا نُعاقِبُهُم حُبَّا وَمَغفِرَة ً | |
|
| وَقَد نُعاتِبُهُم قَتْلا ًوَتَرحيلا |
|
لكنَّنا وَحَياة ِالنِّيل ِيا وَطَني | |
|
| وَحَقِّ دَجلَة َمَهْما ماؤها غِيلا |
|
نَبقى الكِبارَ العراقيِّين أنْفُسُنا | |
|
| تُقيمُ لِلمَوتِ مِن زَهْو ٍعَرازيلا |
|
نَراه يَدنُو فَنَدنُو ثُمَّ نَسبِقُه ُ | |
|
| فَنَلتَقي فَيَضجُّ المَوتُ مَذحُولا |
|
حَتَّى إذا نالَنا غاصَتْ أظافِرُنا | |
|
| في لَحْمِهِ وَيَظَلُّ الموتُ مَشلولا |
|
فَلْيَسأل ِالآنَ أمريكا أخُو ثِقَة ٍ | |
|
| عَن جِلدِها جَفَّ أم ما زالَ مَبزولا |
|
يا أُختَ سومَرَ بَلْ يا أُختَ بابلَ بَلْ | |
|
| يا أُخْتَ بغدادَ تَعْظيما ًوَتَبْجيلا |
|
لا أدَّعي أنَّني أحتاجُ تَذكِرَة ً | |
|
| فَمِنكُما فُصِّلَ التَّاريخُ تَفصيلا |
|
وَفيكُما فيكُما أعلى مَدارِجِه ِ | |
|
| شِيدَتْ وأعظَمُ مأثوراتِهِ قيلا |
|
مَعا ًسَمَتْ بِكُما الدُّنيا مَعاً كَفَرَتْ | |
|
| كُفَّارُها بِكُما حِقْداً وَتَضليلا |
|
لكنَّهُ زَمَنُ الطُّوفانِ يا وَطَني | |
|
| واللِّعْبِ بالدَّمِ تَحْريماً وَتَحليلا |
|
والغيرَةِ الحِقدِ والأطماعُ تَسْجُرُها | |
|
| تَقودُها أُمَّة قد أصبَحَتْ غُولا |
|
اليَومَ تَسبِقُ أمريكا جَحافِلَها | |
|
| وأمْس ِأبْرَهَة ُاستَعدى بِها الفِيلا |
|
يا مِصرُ لو باهَلَتْكِ الأرضُ أجمَعُها | |
|
| فَلْتَقتَرِحُ هَرَما ًأو تَجْتَرِحْ نيلا |
|
علَيكِ مصرُ سلامُ اللهِ ما طَلَعَتْ | |
|
| شمسٌ وأسْرَجَ فيكِ الضَّوءُ قِنديلا |
|
وَما سَرى اللَّيلُ في واديكِ مِكْحَلَة ً | |
|
| آياتُها كَحَّلَتْ عينَيكِ تَكحيلا |
|