أَرَى نَفْحَةً دَلَّتْ عَلَى كَبِدِي الْوَجْدَا | |
|
| فَمَنْ كَانَ بِالْمِقْيَاسِ أَقْرَبَكُمُ عَهْدَا |
|
مَلاعِبُ آرامٍ وَمَجْرَى جَدَاوِلٍ | |
|
| وَمُلْتَفُّ أَفْنَانٍ تَقِي الْحَرَّ وَالْبَرْدَا |
|
إِذَا انْبَعَثَتْ فِيهِ النَّسَائِمُ خِلْتَهَا | |
|
| تُنِيرُ عَلَى مَتْنِ الْغَدِيرِ بِهِ بُرْدَا |
|
كَأَنَّ الصَّبَا تُلْقَى عَلَيْهِ إِذَا جَرَتْ | |
|
| مَسَائِل فِي الأَرْقَامِ أَوْ تَلْعَبُ النَّرْدَا |
|
أَقَامَ الرَّبِيعُ الطَّلْقُ فِي حَجَراتِهَا | |
|
| وَأَسْدَى لَهَا مِنْ نِعْمَةِ النِّيلِ مَا أَسْدَى |
|
فَلِلَّهِ كَمْ مِنْ صَبْوَةٍ كَانَ لِي بِهَا | |
|
| رَوَاحٌ إِلَى حُسَّانَةِ الْجِيدِ أَوْ مَغْدَى |
|
إِذِ الدَّهْرُ لَمْ يُخْفِرْ ذِمَاماً وَلَمْ يَخُنْ | |
|
| نِظَاماً وَلَمْ يَحْمِلْ عَلَى ذِي هَوىً حِقْدَا |
|
تَدُورُ عَلَيْنَا بِالأَحَاظِي شُمُوسُهُ | |
|
| وَتُمْسِي عَلَيْنَا طَيْرُ أَنْجُمِهِ سَعْدَا |
|
وَيَا رُبَّ لَيْلٍ لَفَّنَا بِرِدَائِهِ | |
|
| عِناقاً كَمَا لَفَّ الصَّبَا الْبَانَ وَالرَّنْدَا |
|
وَلَثْمٍ تَوَالَى إِثْرَ لَثْمٍ بِثَغْرِهَا | |
|
| كَما شَافَهَ الْبازِي عَلَى ظَمَأٍ وِرْدَا |
|
فَتَاةٌ كَأَنَّ اللهَ صَوَّرَ لَحْظَهَا | |
|
| لِيَهْتِكَ أَسْرَارَ الْقُلُوبِ بِهِ عَمْدَا |
|
لَهَا عَبَثَاتٌ عِنْدَ كُلِّ تَحِيَّةٍ | |
|
| تَسُوقُ إِلَيْهَا عَنْ فَرائِسِها الأُسْدَا |
|
إِذَا انْفَتَلَتْ بِالْكَأْسِ خِلْتَ بَنَانَها | |
|
| تُدِيرُ عَلَيْنَا مِنْ جَنَى خَدِّهَا وَرْدَا |
|
وَمَا أَنْسَهُ لا أَنْسَ يَوْماً تَسَابَقَتْ | |
|
| بِهِ عَبْرَتَاهَا وَالنَّوَى تَصْدَعُ الصَّلْدَا |
|
فَلَمْ أَرَ لَحْظاً كَانَ أَقْتَلَ بَاكِياً | |
|
| وَأَمْضَى الظُّبَا فِي الْفَتْكِ ما سَالَ إِفْرِنْدَا |
|
حَرَامٌ عَلَى الْعَيْنَيْنِ إِنْ لم تَسِلْ دَمَاً | |
|
| عَلَى بَيْنِهَا وَالْقَلْب إِنْ لَمْ يَذُبْ وَقْدَا |
|
فَيَا قَلْبُ مَا أَشْجَى إِذَا الدَّارُ بَاعَدَتْ | |
|
| وَيَا دَمْعُ مَا أَجْرَى وَيَا بَيْنُ مَا أَرْدَى |
|
وَيَا صَاحِبِي الْمَذْخُورَ لِلسِّرِّإِنَّنِي | |
|
| ضَلَلْتُ فَهَلْ مِنْ وَثْبَةٍ تُكْسِبُ الْحَمْدَا |
|
حَلَفْتُ بِمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ نِقَابُهَا | |
|
| وَيَا لَكَ حَلْفاًمَا أَرَقَّ وَمَا أَنْدَى |
|
بِأَلَّا تَفِيئَ الْعَيْنُ عَنْ سُنَّةِ الْبُكَى | |
|
| وَأَلَّا تَرِيعَ النَّفْسُ إِنْ لَمْ تَمُتْ وَجْدَا |
|
وَكَيْفَ يُفِيقُ الْقَلْبُ مِنْ سَوْرَةِ الْهَوَى | |
|
| وَقَدْ مَدَّهُ سِحْرُ الْعُيُونِ بِمَا مَدَّا |
|
وَمَا كُنْتُ لَوْلا الْعَذْلُ أُبْدِي خَفِيَّةً | |
|
| وَلَكِنْ تَوَالِي الْقَدْحِ يَسْتَرعِفُ الزَّندَا |
|
وَمَنْ لِي بِأَنَّ الْقَلْبَ يَكْتُمُ وَجْدَهُ | |
|
| وَكَيْفَ تُسَامُ النَّارُ أَنْ تَكْتُمَ النَّدَّا |
|
فَلا وَصْلَ إِلَّا ذُكْرَةٌ تَبْعَثُ الأَسَى | |
|
| عَلَى النَّفْسِ حَتَّى لا تُطِيق لَهُ رَدَّا |
|
أَبِيتُ قَرِيحَ الْجَفْنِ لا أَعْرِفُ الْكَرَى | |
|
| طَوالَ اللَّيَالِي والْجَوانِحُ لا تَهْدَا |
|
فَيَأَيُّهَا النُّوَّامُوالشَّوْقُ عَازِرٌ | |
|
| أَلا أَحَدٌ يَشْرِي بِغَفْوَتِهِ السُّهْدَا |
|
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ يَبْغِي مِنَ النَّاسِ نَاصِراً | |
|
| وَقَد خَابَ مَنْ يَجْنِي مِنَ الأَرْقَمِ الشَّهْدَا |
|
فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعْ بِشِيمَةِ صَاحِبٍ | |
|
| فَمَنْ ظَنَّ خَيْرَاً بِالزَمَانِ فَقَدْ أَكْدَى |
|
فَقَدْ طَالَمَا جَرَّبْتُ خِلاً فَمَا رَعَى | |
|
| وَحِلْفاً فَمَا أَوْفَى وَعَوْنَاً فَمَا أَجْدَى |
|
وَمَا النَّاسُ إِلَّا طَالِبٌ غَيْرُ وَاجِدٍ | |
|
| لِمَا يَبْتَغِي أَوْ وَاجِدٌ أَخْطَأَ الْقَصْدَا |
|
فَلا تَحْسَبَنَّ النَّاسَ أَبْنَاءَ شِيمَةٍ | |
|
| فَمَا كُلُّ مَمْدُودِ الْخُطَا بَطَلاً جَعْدَا |
|